|
يا أيّها السوداني جاهد الكفار و المنافقين :
عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 07:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إستلم السيد السوداني مقاليد الحكم و الجيوش و الأمن و المخابرات و مليشيا الأحزاب و الكتل و الأهم الأموال المئات مليارية و الجميع أصبح تحت سلطته و حكومته "النزيهة" الواقعة بين - المحاصصة و الوطنية - و هكذا بدأت الحكومة الجديدة و كما بدأت كل حكومة و رئاسة سابقة .. ثمّ إنتهت تتبعها اللعنات و السب و آلشتم بسبب تراكم الفساد وتدهور الوضع و كلما جاءت أمة لعنت أختها و هكذا .. ليذهب رئيسه الذي سرق الملايين و المليارات و يستقر في لندن أو أمريكا أو كردستان أو زاوية من زوايا العراق و العالم و هو يتلذذ على جراح الشعب العراقي المغبون المأبون ..
لقد بدأت أيها السيد السوداني .. و بدأت المحاصصت و تقسيم المناصب و الأعلانات تلو الأعلانات ظهرت معك و "الطربكات" و الخطابات المنوعة ما زالت تملأ الفضاء الأعلامي .. من قبيل إننا و سوف .. و إننا سنقضي و سنفعل كذا و إننا سنضرب كذا و كذا و نطم الدولار .. و ننهي الفساد و الفاسدين ..!!
بينما الفاسدون هم من يعلموك و يأمرونك بقول كذا .. و إعلان كذا .. و يُحددون لك حتى صيغة خطبك و أعلاناتك!
فكيف يمكنك ألقضاء على الفساد و الفاسدين يا سيادة السوداني!؟
و من اؤلئك الفاسدين بينهم ؛ ذلك الذي سرق المليارات لحزبه و لجيبه و مقرّبيه و منها الأموال المعلومة الرسميّة فقط و التي بلغت ربع مليار دولار أخذها بآلقانون الوضعي الذي وضعه حزبه و آلمؤتلفين معهم على الفساد و سرقة العراق, و قد فصلنا الكلام بذلك في مقالات سابقة و لا داعي لتكرارها
إنّ رؤوساء و أفاعي الحكومات السابقة جميعها و بلا إستثناء فاسدون و مستكبرون و فعلوا نفس الشيئ في بداية إستلامهم للسلطة و الحكم, لتعلن كما أعلن جنابك و بلا حياء عن تلك الوعود و البيانات التي دعمتها بلقطة من هنا و هناك و بخبر من هنا و هناك عن فساد و سرقة ووو ..
ظنا منك و من عصابتك و للأسف: أنها ستكون مصاديق واضحة و ستقنع الشعب و تسكته للأبد هذه المرة لكونها الحاسمة .. لا كآلمرات السابقة حتى يتم تمرير الفساد من تحت الكراسي مع الصفقات المختلفة .. صفقة بعد صفقة و بأسماء و عناوين مختلفة!
ولا يهمكم الأعتراف و الأعلان عن بعضها و إظهار الأنزعاج منها و كما سبق أن فعلوا .. كالقبض على أحدهم كآلعلاق الفاسد مثلا أو فلاح السوداني الفاسد أو نسيب العلاق الهارب أو رئيس البرلمان الأسبق .. أو فلان و فلان و كلهم فاسدون بلا أستثناء .. و بعضهم لكثر ما كان الشيطان يُحبهم و يقودهم خطوة خطوة ؛ كانوا يجلبون الفاسد الملياري أحياناً و يُودعونه السجن أمام الملأ ليوم أو يومين و ينشرون صورته ثمّ يخلون سبيله لتذوب الحقيقة كما يذوب الملح بآلماء و يضيع بذلك الحق المعلوم و المليارت و يختلط الحق مع الباطل في أسوء صورة تحت تلك الشعارات و الوعود الكاذبة و الاعلام المزيف الذي يقوده أجهل الناس في العراق و هم يُطبّلون و بأساليب مختلفة بأنهم تلاميذ الصدر و أصحاب تواريخ لا تأريخ .. و أنا وحدي أعلم بهم و بتأريخهم الأسود!
و هكذا مرّت الأعوام لتصل عقدين كاملين و الفوضى و الخراب ساري المفعول مع إستمرار رواتب الرؤوساء و الوزراء و النواب على قدم و ساق و الشعب العراقي بآلمقابل تزداد حالته الماديّة و الصحية و السكنية و التعليمية سوءاً فوق سوء و يزداد الموت و المرض و الفقر بينهم على قدم وساق أيضا و أنتم في قصوركم و مع دولاراتكم فرحين مع الشكولاته البلجيكية!!!؟؟
و الأسوء من ذلك كله إفرازات عجيبة و غريبة أخرى تتعلق بسقوط الأخلاق و إنعدام القيم و الامانات بين الناس و فقدان ثقتهم بعضهم ببعض و فسادهم بين أنفسهم بدءاً بكثرة الطلاق و الخصام و العنف و تسيب الأطفال و إنتشار الكذب و النفاق حتى زنا المحارم .. نعوذ بآلله من كل ذلك!!
و ها أنت أيها السوداني الذي نجهل ماضيك و حتى جملة من كتاباتك إن كانت لك موقف و كلمة و تأريخ .. على أي حال .. بدأت المشوار و بنفس النفس الذي كان سائداً سابقا و سلكت نفس الطرق .. و عرضت أول ما عرضت و كما كبّر الأعلام أخيراً ؛ خبر (سرقة القرن) الكاذبة و كذلك سرقة النفط و إلقاء القبض على أكبر عصابة تهريب في التأريخ ههههههههه ......!!؟؟
بينما الحيتان و العصابات الكبيرة يحومون حولك و هي رؤوساء الأحزاب نفسها التي نهبت و تنهب أموال فقراء العراق و قادتها الجهلاء الأميون فكرياً و عقائدياً .. فأفضلهم و للآن لم نسمع و لم يسمع العراقييون منهم كلمة طيبة ولا جملة مفيدة في مسارات الحياة و أصعدتها المختلفة .. سوى بعض الوعود الكاذبة و خبر السرقات المليارية التي نعلم بمجملها التقريبي و بعض تفاصيلها و لا نعلم بكلها و خفاياها .. فهي من صلب عملك و أنت تقود أكثر من 5 ملايين عسكري و عامل و موظف تحت أمرتك!
و هنا لا أكرر ما قلته في المقالات السابقة بشأن الأصلاح و تحكيم العدالة و المساواة في الرواتب و إنهاء الطبقية و الفساد .. فذلك و بسبب وجود ثقافة الأحزاب المنحطة الحاكمة؛ و تحتاج على الأقل خمسة أجيال لفهمها و درك ما كتبنا .. و الله أعلم كم نحتاج لتطبيقها .. فقد ملّ العراقيون و العالم على الرغم من أنحطاط الفكر الذي إستُبْدل بقيمة الدولار الذي بدأ يرتفع هو الآخر مقابل ترنح الدينار أمامه ..ولا أمل من تعديله خصوصاً مع استمرار الفساد في العراق بظل حكوماته المتحاصصة الفاسدة؛ بل أقول :
[إن كنتَ أيها السوداني الرئيس مخلصاً لمن تعبد و الله الأعلم بمن تعبد _ إن كنت مخلصاً على الأقل لشرفك و شرف والديك و لم تأكل الكثير من الحرام .. فنرجوا إلقاء القبض قبل أية خطوة على كبار الفاسدين من حولك .. لا صغارهم و ذيولهم الذين يعملون تحت ألويتهم بآلمناسبة ..
نعم هذا هو المطلب الأول و الفاسدون الكبار هم جميع رؤوساء الوزراء و النواب و القضاء الذين سبقوك و بآلأرقام المليونية و المليارية التي عرضناها طوال عقدين و تعرفها و يعرفها العالم كله .. و ما عليك إلا كشف التفاصيل بتعاون من تراه مخلصا و لم يأكل الرواتب المليونية الحرام ..
و بعدهم يأتي دور محاكمة قيادات المليشيات و الوزارات و اللوبيات و المرتزقة من حولهم داخليا و خارجياً .. خصوصا سارقي نفط العراق على مدى عقدين و لحد هذه اللحظة .. و أمام عينيك اللتين أهملتا تلك السرقات الكبرى في جميع إعلاناتك خلال الأسبوع من بعد تسلمك الحكم ..
و لا تنس إن لم تقدم على هذا ؛ بأنك أول الناس قد تركتهم (الفاسدون) يسرحون و يمرحون حولك و فوقها عَلّقتك حبالك بمجموعة صغيرة أو ربما كبيرة تسرق "التفاليس" من بقايا النفط من تلك الملايين و المليارات الجارية سرقتها لحد لحظة كتابة و نشر هذا المقال !!؟
فما هو جوابك؟ هل ستكمل الطريق كمن سبقك أمام الأصلاح؟ أم ستعلن الحرب الحقيقية على الفاسدين؟
لأنك إن لم تفعل ذلك هذه المرة فستحرق حتى أجساد الشهداء وجهود المظلومين المخلصين و المعدومين و تُشوّه و من معك أرواحهم و سمعتهم و على رأسهم الشهيد المظلوم من قبل حزبك و ألأحزب آلآخرى الفيلسوف الكبير محمد باقر الصدر (قدس) قبل حزب البعث الجاهل اللعين ..
هذا إذا لم تسعى بجد و إخلاص هذه المرة لكشف و محاكمة الرؤوس الكبار كمسؤولك أولاً و الباقين ممّن معه من المتحاصصن و المرتزقة في عصابته التي تدعي بأنها تمثل حزب الدعوة و حزب الله و حزب الدعوة والله أبرياء و أنا أعرف بهم من هؤلاء و مرتزقتهم الجهلاء الذين كان 99% منهم يعملون مع جيش صدام أو تنظيمات البعث أو تنظيمات أخرى تعادي الدين .. و قد قضى عليهم صدام بتعاون الشعب العراقي التائه في ثمانينات القرن الماضي و لم يبق منهم اليوم الا العار و أولاد العار من العسكريين والخزاعة و بني مالج و جابر و شبر و غيرهم من الذين أكلوا الدنيا بآلدّين و الدّعوة .. بإستثناء معدودين جدّاً منهم قد تركوا الفساد و الفاسدين والساحة و تغربوا في البلاد و لا يزال .. ولم يسمحوا ليأخذوا دورهم الذي كان سيمنع الفساد و الفاسدين و رفضزا أكل لقمة الحرام كما هو حال المرتزقة الطفيليين اليوم ..
و يا أخي الحيران في الأمر ... تذكر موقف إبن سعد من الأمام الحسين ؛ حين قال : و إني على أمر لفي خطرين .. أَ أترك الري و الرّي منيتي؟ أم أصبح مأثوماً بقتل حسين .. ....................وأنت حرّ!؟
و لا تنس أبداً بأنك وصلت السلطة بأصوات لم تتعدى ألـ 20%, فقط , لكنك أمام إختبار مصيري بآلقضاء على الفاسدين الذي سيرتفع رصيدك بإنجازه ليتعدى على الأقل ألـ50% من الأصوات.
أيها "السوداني" تُب إلى الله توبة خالصة نصوحة و حاسب نفسك أولاً .. ثم جاهد الكفار و المنافقين و إغلظ عليهم و مأواهم جهنم و بئس المصير] مقتبس من سورة التوبة / آية 73.
و السلام على كل من لم يأكل أو أكل القليل من الحرام..
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألأسوء من السرقات المليونية - المليارية - الترليونية !
-
الى اين يسير العراق؟
-
سؤأل كبير؟
-
الى متى تكفرون يا اهل العراق؟
-
سرقة القرن تغطية ذكية للسرقات الدهرية :
-
سرقة القرن تغطية للسرقات الدّهريّة!
-
سرقة القرن تغطية للسرقات الدهرية
-
لا تفلح دولة بلا إدارة (حكيم)
-
كتاب الدولة الأنسانية -ألكونية بدل الميكيافيلية :
-
كتاب الدولة الأنسانيّة
-
النداء الأخير :
-
الحدّ الفاصل بين الفلسفة و العرفان
-
إنتشار الحُب في العراق :
-
ليس سهلاً أن تكون فيلسوفاًُ عارفاً؟
-
حقيقة العارف و العرفان :
-
الحلّ ألوحيد لتشكيل الحكومة :
-
بين آلعقل و القلب مساحة مشتركة :
-
هل إلغاء قرارات الحكومات السابقة تكفي لإحياء العراق؟
-
هل السوداني كفء للرئاسة؟
-
هل السوداني كفء الرئاسة!؟
المزيد.....
-
مهرجان للأضواء في كوبنهاغن.. المدينة تشعّ نورا يكسر رتابة ا
...
-
حادث عرضي وليس تخريبًا: السويد تكشف أسباب قطع كابل بحري في م
...
-
عشية زيارته لتركيا: الشرع يتحدث عن الانتخابات وسلاح -قسد-
-
بروكسل ترد على مطامع ترامب حيال غرينلاند
-
العراق.. تريث إزاء المشهد السوري
-
تقري أممي يشير إلى فشل في تطبيق قرار تجميد الأصول الليبية
-
الشرع إلى تركيا بدعوة من أردوغان
-
الأنصاري: نأمل أن يطلب ترامب من نتنياهو الوفاء بتعهداته وإرس
...
-
نتنياهو في واشنطن.. هل يستجيب ترامب لمطالبه؟
-
مفاوضات وقف إطلاق النار.. -حماس- تتهم إسرائيل بـ-المماطلة-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|