أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 31















المزيد.....


التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 31


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 7373 - 2022 / 9 / 16 - 22:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اللاكاني التقليدي والماركسية!

في الحلقة السابقة, ذكرت ان اللاكاني التقليدي يعتبر ماركس والماركسيين صنوا للخطأ, او بالأحرى pensée unique, القمع والسلطوية! في تفكيك لاكان إلى شيء معادٍ للاكان كما في حالة التيار السائد من المطابقة الأيديولوجية، قد يعتبر اللاكاني التقليدي ماركس والماركسيين على خطأ. لا يهم بالطبع أن اللاكاني التقليدي لم يقرأ ماركس والماركسيين. لماذا يقرأهم بينما يمكنه أن يقرأ لاكان ليعلم أنهم على خطأ؟ لم يتم استخدام لاكان هنا لقراءة ماركس والماركسيين، ولكن لتجنبهم، ونبذهم وتجاهلهم، أو، بتعبير أدق، تجاوزهم، لأن اتباع لاكان التقليديين مقتنعون بأنهم تجاوزوا ماركس بفضل لاكان بعد ان نسوا ما علمهم إياه لاكان نفسه: أن ماركس "متجدد دوما"، ولا يمكن تجاوزه.

من أجل دحر ماركس، يتخيل اللاكانيون التقليديون انهم قد أنهكوه، وفي تخيلهم هذه النتيجة، فإنهم لا يرون إنه لا يمكن انهاكه. إنهم يبسّطونه ويقللون من شأنه ويعتبرونه مفكرا ساذجا. انهم يستبدلونه بصورة كاريكاتورية عن هويته.إنه موضع احتقارهم. ينتهي بهم الأمر بالزعم بأنهم متأكدون من أنه لا يعرف ما يعرفه جيدًا، مثل دائرية الثورات- انتكاس الثورات وانصياعها المتكرر الى خطاب السيد -الهيغلي. السيد من نسل الرسول في عراق الاحتلال يُرفع اوتوماتيكيا الى مرتبة السيد بعرف هيغل, وهنالك أيضا سادة المنطقة الخضراء وعبيد المنطقة الحمراء: ودولة هيغل المثالية, بروسيا القمعية, تجد مثيلها او اسوء بما لايقاس في سادة المنطقة الخضراء وعبيدهم في المنطقة الحمراء في عراق (ما بعد!) الاحتلال, والعبودية ليست مفروضة دوما بل قد تكون اختيارية لتحقيقها فائض المتعة حيث المعرفة هي شكاوى استعراضية لتبرير العجز والاخصاء الذي يطرد القلق ويحقق السكينة. وبالتالي تكون الشكاوى نوعا من الموت البطئ واحدى دعائم المنطقة الخضراء: انها تديم العبودية وتجعلها مستعذبة!
كما لم يعرف ماركس والماركسيون, بعرفهم, الفرق بين فائض القيمة وفائض المتعة (التي شرحتها في الحلقة 29).

كثير من اللاكانيين يشوهون ماركس. يسرقون أفكاره وينسبونها الى لاكان. ثم يستخدمون نفس هذه الأفكار لمعارضة ماركس الأعزل والضعيف والمسكين الذي لا يمكن التعرف عليه الآن. انهم يشوهون ماركس ليتم تصحيحه ومراجعته وتصحيحه ودحضه لاحقًا من خلال أفكاره نفسه: من خلال التمتعة الفائضة، الدوران الثوري-الانكفاء الثوري ودوام التقهقر الى خطاب السيد، العَرَض (العرض هو مصطلح سينثوم sinthome بعرف لاكان. انه نتاج الجمع بين رياضيات الطوبولوجي والنسيج المعقد لنصوص الروائي جيمس جويس. انه ما "يسمح للمرء أن يعيش" من خلال توفير فريد لفائض المتعة او الشويسانس. وهو غير قابل للتحليل او التحويل الى نص لغوي. الوصول اليه يشكل نهاية عملية التحليل النفسي مع المريض.
sinthome
https://www.davidbardschwarz.com/pdf/evans.pdf
P. 191

ويعيبون كذلك على ماركس لغته غير التشكيكية. علما ان ماركس, فرويد, ونيتشه, بعرف بول ريكور, هم رسل الشك الثلاث.
RICOEUR, Paul Freud And Philosophy Essay On Interpretatio
https://archive.org/details/RICOEURPaulFreudAndPhilosophyEssayOnInterpretation/page/n1/mode/2up
قال ماركس إنه على الرغم من أن الناس يعتقدون أن رأس المال والعمل يتبادلان البضائع ذات القيمة المتساوية بحرية (يضع العامل عمله في خدمة المالك ويدفع المالك للعامل القيمة السوقية العادلة لعمله)، فإن هذا الاعتقاد يخفي حقيقة ان العمل منتج. العامل يخلق قيمة أكبر مما يحصل عليه في أجره.
قال نيتشه إنه على الرغم من أن الناس يعتقدون أن قيمهم الأخلاقية تعبر عن إيثارهم واحترامهم لرفاهية الآخرين، فإن هذا الاعتقاد يحجب حقيقة أن القيم الأخلاقية يتم تحديدها في الواقع من خلال مشاعر الاستياء غير المعترف بها تجاه أولئك الذين يتفوقون في القدرة. وما يترتب على ذلك من الحاجة إلى جعل النجاح في الحياة، والحياة نفسها، تبدو بلا قيمة. وهذا قد يفسر العنف الذي هو ظاهريا من اجل اعلاء القيم ولكنه, نيتشويا, تعبير عن الحاجة إلى جعل النجاح في الحياة، والحياة نفسها، تبدو بلا قيمة. فيتم قتل المعارضين او الزج بهم في السجون لمدد طويلة ولربما تعذيبهم ايضا, كتعبير عن انتصار قيم الحق والعدالة! والعملية السياسية في العراق تجسيد كامل لفكر نيتشه في ان الشخص الفاسد او غير الكفوء هو المتسلط والمهيمن, وكأنها صنو سياسي لقانون جريشام المالي بأن "المال السيء يطرد المال الجيد".
Gresham s Law
https://www.investopedia.com/terms/g/greshams-law.asp
قال فرويد إن الإيمان بإله شخصي واحد يهتم برفاهية كل فرد هو في الحقيقة وهم يعبر عن الرغبة في الأب المثالي ويعوض ذلك عن عدم رضا الفرد عن الأب الحقيقي.

أنهم لم يقرأوا ماركس، بل أخطأوا ايضا في قراءة لاكان، ولكن ينتهي الأمر دائمًا بهم بإعطاء الفضل لماركس على اكتشافاته.

نرى هنا ان لاكان يستطيع أن يمنع قراءة الماركسية، وينحرف عنها ويجعلنا نعتقد أنها غير ضرورية. يمكن أن يحدث ذلك أيضًا لأن لاكان يدفعنا إلى قراءة ماركس والماركسيين لمحاولة توضيح افكاره الغامضة عنهم. من الممكن، بالإضافة إلى ذلك، أنه يغير القراءة ويجعلنا نقرأها أو نعيد قراءتها بطريقة أخرى:
طريقة لاكانية. هذا الاحتمال الأخير هو الذي يهمنا هنا.
عند قراءة ماركس والماركسيين من منظور لاكاني يتم
تشويههم وعرضهم في ضوء مختلف تمامًا. يكاد يكون الأمر كما لو انهم يصبحوا آخرين أو مجانين. وفجأة تمتلئ خطاباتهم بالهراء، المفارقات والتوترات والشكوك والألغاز. نظرياتهم يعاد تشكيلها. يتم إعادة تقييم أجزاء معينة وتقليل قيمة أجزاء أخرى ووضعها في صنف العبث. تصبح بعض أفكارهم الجانبية حاسمة، بينما تفقد أفكارهم المركزية أهميتها. تتوقف المفاهيم البسيطة والواضحة عن الظهور بهذه الطريقة؛ وتصبح معقدة وبعيدة عن منطق الفكر السليم. ويتم حملها إلى عواقبها النهائية لتعاود الظهور بفروق دقيقة جديدة وبعمق لا يسبر غوره. وتصبح وجهة نظرهم أكثر صلابة وتطرفا. وافكارهم تكتسب نطاقًا أكبر وتكشف عن جوانب غير متوقعة. نحن متفاجئون مرة أخرى بما لم يعد يفاجئنا. نتوقف عن فهم ما نحن نفهمه تماما.

امتلك لاكان العديد من التأثيرات على قراءات ماركس والمفكرين الماركسيين، باضفاء افكار ما بعد الحداثة والتأثيرات التفكيكية، مثل التشويش، التفكيك، التجزئة والتشظي. وفي نقيض هذه الآثار السلبية، هناك خمسة تأثيرات إيجابية إلى حد ما، وهي الإشكالية، والتاريخية،التعميم والتأكيد والإكمال، التي يتم التركيز عليها هنا، والتي ربما لا تتوافق تمامًا مع الرؤية النموذجية التي
تميز الروح اللاكانية المتميزة بشكل أساسي بالسلبية. دعونا نراجع لاحقا مثالاً لكل من هذه التأثيرات في الأعمال الكلاسيكية بالفعل للمؤلفين المشهورين!
يتبع



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلص من الرأسمالية هو الحل!
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 30
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 29
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 28
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 27
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 26
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 25
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 24
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 23
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 22
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 21
- سلافوي جيجيك والانهيار النهائي لليسار المناهض للحرب
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 20
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 19
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 18
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 17
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 16
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 15
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 14
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 13


المزيد.....




- بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى ...
- أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت ...
- المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما ...
- الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
- ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
- رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
- ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ ...
- لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول ...
- الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
- مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 31