أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس)














المزيد.....


عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7349 - 2022 / 8 / 23 - 20:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عن الفوضى التي عانى منها المغرب في بداية القرن العشرين كتب العروي يقول: "المؤرخ يواجه اليوم، لأجل تفسير هذه الثورات التي تتجدد باستمرار، نفس الثنائية... إذا كانت الفوضى تعني فقط إضعافا مؤقتا للسلطة المركزية، يمكن أن ترتبط، عبر سلسلة سببية بالأحداث التي عاشها المغرب: تجارة مفروضة، حماية، إنذارات، تعويضات. كانت إذن نتيجة غير مباشرة إلى حد ما للتدخل الأجنبي".
جعل العروي من هذا التدخل مسؤولا عن إذلال المخزن و عصبية المجتمع المغربي. من خلال إثارة موضوع السيبة، تناول العروي الحقيقة القبلية في المغرب. أشار إلى الاهتمام الذي حظي به هذا المفهوم في الكتابة الاستعمارية. اقترح مقاربة الحقيقة القبلية على أنها حركة وفي هذا الصدد كتب: "الحديث عن القبيلة، هو بالضرورة حديث عن حقيقة لم تتوقف أبدا عن التطور وعن أن تكون موضوع تفسير لنظريات متغيرة". كانت الثورات القبلية، بحسب العروي، جزء من نمط إدارة المخزن. كانت تلك الثورات بمثابة انتفاضات ضد تجاوزات ممثل السلطان، قائد، حاكم.
شكلت هذه الثورات وسيلة عادية للاحتجاج ليس على الملك، ولكن على أحد ممثليه. الثورات الأكثر خطورة كانت تلك التي انتفضت ضد السلطان والتي كانت مرشحة للانتشار إلى حد تقويض مشروعية الملك.
إذا تقلصت هبة السلطة المركزية٦ فهذا٦ يعني فتح الطريق أمام الفوضى. السيبة، التي يتكلم عنها التأريخ الاستعماري للوصول إلى الاستعمار في غياب الدولة في مغرب ما قبل الاستعمار، كانت بحسب العروي جزء من النظام المخزني. كانت تجسد المشاركة الإقليمية في الشؤون العامة.
تناول العروي مفهوم السيبة بطريقة إيجابية ووقف ضد التأويلات الأيديولوجية. السيبة حقيقة اجتماعية وسياسية جسدت الارتباط الدائم بين العرف والشريعة. في هذا الصدد ، يطرح العروي السؤال التالي: "هل السيبة وسيلة الدفاع عن العرف؟ أم أنه العرف حقا الذي مثل في هذه الحالة تبريرا للسيبة؟"
باختصار، نقول إن التاريخ عند العروي علم مفتوح يرتكز على طريقة نقدية. لن يصل المؤرخ المحترف ابدا إلى الحدث الأصلي ولكنه يتمكن من بناء وقائع ماضية في الحاضر. الأساسي بالنسبة للعروي يكمن بقدر أقل في الاحداث ولكن بقدر أكبر ولا سيما في فهم منطق الوقائع التاريخية. لتوضيح نهج العروي، سنتناول حالتين ذواتي مغزى: سيرة ذاتية وواقعة دينية. بماذا يتعلق الأمر فعلا؟
بعد ذلك، توقف العروي عند السلطان الحسن الأول (1873-1894) ليقول في بداية هذا المطلب إن الملك اعتلى العرش سنة 1873، لكن ساكنة فاس رفضت الاعتراف به ملكا. طالب حرفيو الدباغة في المدينة بأن يكون تنصيبه مصحوبا بإلغاء الضرائب على الأسواق. رفض الملك المساومة وتم فرض الطاعة على المدينة بالقوة. أصدر العروي حكما إيجابيا على هذا السلطان، حيث وضعه في السياق العام وأشاد بطريقة إدارته للبلاد تحت الضغط المتزايد للأوروبيين. تم تقديم السلطان من قبل العروي على النحو التالي: "كان الحسن الأول رجل نظام، كشف عن نفسه في ما بعد كملك حصيف، يتمتع بحس تنظيمي عال". وجده أقل ثقافة من مولاي سليمان (1792-1822) أكثر ليبرالية من مولاي عبد الرحمن (1822-1859) وأقل ابتكارا من محمد الرابع (1859-1873).
حاول العروي إبراز الخلفية والمنطق اللذين ميز تدبير الحكم عند من سبقوه. وأثار الانتباه إلى أن نتائج حكم الحسن الأول لم تكن في مستوى طموحاته. بفضل دبلوماسيته الجيدة، تمكن من مقاومة الضغوط المتزايدة القوة التي مارستها عليه القوى العظمى، وعناد رعاياه الذين طالبوه بمواصلة إصلاحات والده، بعدما تخلوا عن الجوانب السلبية لوجهة نظرهم.
إصلاح المجتمع المغربي تحت شعار الوفاء للتقاليد، كما يقول العروي، ذلك هو البرنامج الطموح والعسير جدا الذي كان على هذا السلطان تنفيذه".
تمكن العاهل المغربي من تنفيذ بعض الإصلاحات بفضل السياق الدولي الذي كان مواتياً له. خرجت فرنسا منهكة ومذلولة من الهزيمة العسكرية التي ألحقتها بها ألمانيا عام 1870. إسبانيا، من جانبها، كانت مشغولاة بأزمتها الدستورية لعام 1868. كانت إيطاليا وألمانيا قوتين جديدتين التي استكملتا لتوهما وحدتهما ولم تكن لديهما بعد أطماع توسعية في المغرب. اما إنجلترا فقد كانت هي المدافع الشرس عن استقلال المغرب وانفتاحه على التجارة دولية.
سمح هذا السياق المناسب للحسن الأول بالحفاظ على وحدة المغرب. هذه الأخيرة شكلت البند الرئيسي في عقد البيعة الذي ربط السلطان بشغبه. من أجل تعزيز هذه الوحدة، قام الحسن الأول بعدة حركات، خاصة في المناطق الحدودية التي كانت مهددة. توجه السلطان إلى وجدة عام 1876، إلى سوس مرتين في 1882 و1886، إلى توات عام 1892 وتافيلالت في عام 1893. أظهرت هذه الحركات إرادة السلطان السياسية لربط اتصال مباشر برعاياه. كتب العروي بهذا الصدد: "من خلال إظهار نفسه في كل مكان على الحدود، اكتسب السلطان مزية غير عادية لدى رعاياه مع حفظ السلام في قلب المملكة."
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يكف حميد المهدوي عن تناول الإشكاليات بنظرة سطحية؟ ازدراء ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الرابع)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء الثالث)
- حميد المهدوي يستشهد ببيت شعري لحافظ إبراهيم وينسبه لإليا أبي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)
- من وحي الذاكرة.. سائحة في قبضة أحابيل لغة العيون
- الحدود بين الفيلسوف والفنان من من منظور جيل دولوز
- لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية.. كيف سمح رئيسها وأعضاؤ ...
- نبيلة منيب: المدرسة العمومية وجهت إليها أسلحة الدمار الشامل
- فرانسيس فوكوياما: حرب بوتين على النظام الليبرالي
- اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي
- تونس: انتهاك الخصوصية كسلاح سياسي
- الإعلام الرقمي في المغرب.. الواقع والآفاق
- ما بعد تشريعيات 2022 بفرنسا: إيمانويل ماكرون يواصل مشاوراته ...
- بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى.. تقييم العلاقة التي أقامها أ ...
- الفلسفة والسينما أو عندما تعثر أسئلة فلسفية في السينما على أ ...
- الرباط: كيف يمكن الانتقال بالمغرب إلى مجتمع المعرفة؟
- الجنس، المظهر، الحيض … لدى الفتيات، عندما يصبح الأكثر حميمية ...


المزيد.....




- وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلن ...
- -نساء البحر- والشلال المقدس.. بين أسرار اليابان المذهلة!
- دول عربية ترفض -تهجير- الفلسطينيين من أرضهم وتؤكد على ضرورة ...
- ضم السعودية والإمارات.. اجتماع سداسي وزاري عربي في القاهرة ي ...
- شاهد لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة و ...
- -ما الذي يمكن لإسرائيل وحماس تعلّمه من اتفاقيات وقف الحرب ال ...
- عدد طلبات اللجوء يتراجع بنسبة 45% في فنلندا والسلطات توقف در ...
- لبنان.. مقتل مونسنيور الأرمن أنانيا كوجانيان بظروف غامضة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فتح معبر رفح لأول مرة منذ مايو وعبور50 مريضا غالبيتهم أطفال ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس)