أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 16:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اسم العروي مشتق من صيغة الجمع "أولاد العروي"، الذين يشكلون عائلة غير معروفة - بحسب عبد الله العروي- وقليلة العدد تتكون من فرعين، احدهما يقيم بالجديدة بينما الثاني المتحدر منه يقيم بأزمور.
إذا كان هذا الاسم غير معروف في المغرب، فهو ذائع الصيت في الخارج لفترة طويلة. بالصدفة، اكتشف كاتبنا وجود هذا الاسم في تونس. وجده مذكورا في كتاب "الإحاطة" لابن الخطيب عندما ذكر اسم أول من كتب تاريخ الأندلس وكان هو أحمد بن موسى العروي الذي توفي سنة 388 ه/988 م.
كيف السبيل إلى التطرق إلى حياة عبد الله العروي علما بأنه يتجنب الحديث عنها؟ دعنا نقول معه إن الزمان والمكان هما اللذان جعلا منه ما هو عليه. لقد تبين أنه من المفيد جدا تحديد موقع هذا المفكر الخارج عن المألوف ضمن سياقه. دون الوقوف طويلا على سيرته الذاتية، سوف نتبع مساره بالأولى كمفكر لتسليط الضوء على اللحظات التي ساهمت في تشكيل شخصية وفكر فريد، أصيل وجذاب، ولكن غالبا ما يساء فهمه.
ما يميز هذه الشخصية هو أولا وقبل كل شيء بعده القومي وتجذره في البيئة القومية العربية وانفتاحه على الكوني. لا يشعر عبد الله العروي بأنه ينتمي إلى منطقة محددة ولا قبيلة معينة. إنه يعتبر هذا الانتماء مجرد وهم. وفا له، يتعلق الأمر كثيرا برابطة عوض قرابة في الدم. توقف العروي عن الدفاع عن المجموع. هو مع ما يوحد القوم، الأمة والدولة دون السعي مع ذلك إلى إدماج التروس في هذه الأخيرة.
كثير من الناس لا يفهمون منطق هذا المفكر. ينعت بأنه متباعد، بارد في علاقاته ومن الصعب جدا الاقتراب منه. من خلال قراءة كتاباته الروائية ومذكراته نكتشف أن هذا المفكر عانى من الشعور بالوحدة منذ طفولته المبكرة. ازداد يوم 7 سبتمبر 1933 بأزمور، المدينة الصغيرة المحاذية لمصب نهر أم الربيع. ماتت والدته ولم يتجاوز عمره السنتين. حلت طامو، جدته لأبيه، مكانها لفترة قصيرة. ماتت هي الأخرى عندما كان عمره 11 سنة.
ربما هذا الوضع هو ما يفسر الإجابة التي قدمها لصحافي سأله عما هو الموت. فأجاب: إنه الرفيق الصامت.
كان للعروي علاقة خاصة مع أخته زهرة. كانت هي التي اعتنت به بعد اختفاء جدته. أما بالنسبة لدراسته فقد كان شقيقه الأكبر عبد المالك هو الذي حرص على تعليمه. يتحدث العروي عن عائلته بتواضع وبساطة. يقول إن بعض أفراد عائلته مارسوا وظائف لصالح المخزن مثل خليفة أو قائد. ولم يحصل الابتعاد عن خدمة المخزن إلا في بداية القرن العشرين. عمل أبوه في وقت ككاتب للقائد. مارس التجارة، باع النعال قبل الإفلاس بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية لعام 1929 ومنافسة المنتجات اليابانية.
يفيد مفكرنا بأن والده لم ينضم إلى أي زاوية. لم يؤد أبدا فريضة الحج، ولم يبدأ في أداء الصلاة حتى نهاية حياته. لم يجبر أطفاله على إقامة الصلاة. كان والده، بحسب أقوال المؤلف، واقعيا وعاشقا للتاريخ. إنما معه اكتشف ابن خلدون وإسلام العقل. من خلاله، اكتشف مفكرنا الإسلام كموضوع للنقاش وليس كقاعدة في الحياة(سنة) أو كواجب(فرض).
مع والده تناول الدين كموضوع للدراسة. بإماطته اللثام عن علاقاته بوالده، يعود العروي إلى الأم بوصفها مصدرا للعاطفة. ويكتب بهذا الصدد إنه في حالة غياب أم تمكنت من إعادة التوازن، تحدث الإسلام إلى عقله أكثر مما تحدث إلى قلبه.
وقال عبد الله العروي إنه عاش في بيئة ليبرالية، وكان على استعداد لقبول واحتضان منظور المفكرين العقلانيين.
أمضى عبد الله العروي سنة في مدرسة ابتدائية عمومية. في سن الحادية عشر، غادر مسقط رأسه ليواصل تعليمه في مدارس داخلية بمدن مختلفة، اولا بمراكش في إعدادية، ثم بالرباط في ثانوية مولاي يوسف. بعد حصوله على الباكالوريا درس التاريخ في ثانوية جورو تحت إشراف الأستاذ لوزينكي، والجغرافيا في ثانوية ليوطي بالدار البيضاء تحت إشراف الأستاذ جان لويس مييج.
من الواضح أن الانفصال المبكر عن عائلته وعزلته٣كان حاسمين في تشكيل شخصيته، كما يشير هو نفسه عندما كتب أنه على عكس زملائه الشغوفين بالأدب والشعر، انجذب نحو الفكر المجرد، وقال إن هذه الميول بدت له في ما بعد كانها تعود ربما إلى الحرمان العاطفي المحتمل.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)
- من وحي الذاكرة.. سائحة في قبضة أحابيل لغة العيون
- الحدود بين الفيلسوف والفنان من من منظور جيل دولوز
- لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية.. كيف سمح رئيسها وأعضاؤ ...
- نبيلة منيب: المدرسة العمومية وجهت إليها أسلحة الدمار الشامل
- فرانسيس فوكوياما: حرب بوتين على النظام الليبرالي
- اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي
- تونس: انتهاك الخصوصية كسلاح سياسي
- الإعلام الرقمي في المغرب.. الواقع والآفاق
- ما بعد تشريعيات 2022 بفرنسا: إيمانويل ماكرون يواصل مشاوراته ...
- بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى.. تقييم العلاقة التي أقامها أ ...
- الفلسفة والسينما أو عندما تعثر أسئلة فلسفية في السينما على أ ...
- الرباط: كيف يمكن الانتقال بالمغرب إلى مجتمع المعرفة؟
- الجنس، المظهر، الحيض … لدى الفتيات، عندما يصبح الأكثر حميمية ...
- ابن باجة.. أول فلاسفة الأندلس والمغرب
- ابن طفيل.. نبذة عن حياته وإسهاماته في مجال الحكمة
- من هم جنود كتيبة آزوف المتهمين بـكونهم -النازيين الجدد- في ا ...
- ميتافيزيقا مالبرانش بين تأييد أفلاطون والخروج من مأزق ديكارت
- الاشتراكي الموحد بإلصخيرات تمارة .. كفى من ظلم وإقصاء كيشيات ...
- جون لانجشو أوستن.. نظرية ألأفعال اللغوية وامتداداتها


المزيد.....




- جين من فرقة -BTS- شارك في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024
- العثور على أندر سلالات الحيتان في العالم
- الجمهوريون يرشحون ترامب رسميا لخوض الانتخابات والأخير يختار ...
- ليبرمان: نتنياهو يعتزم حل الكنيست في وقت مبكر من نوفمبر
- هل تنهي أوروبا أزمة أوكرانيا دون واشنطن؟
- موسكو: لا يوجد أي تهديد كيميائي لأوكرانيا من قبل روسيا
- الولايات المتحدة تؤيد دعوة روسيا لحضور -قمة السلام المقبلة- ...
- غروزني.. منتدى القوقاز الاستثماري
- شاهد.. احتفالات زفاف العام الفاخرة لابن أغنى رجل في آسيا تتو ...
- انتعاش الموسم السياحي في تونس


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)