لم أجد شخص قاسي مطمئن

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7327 - 2022 / 8 / 1 - 20:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

بل دائما ما يئن، وخاصة عندما تهجم عليه رياح الواقع السلبي لأنه منكسر وينكسر وسينكسر لذلك واقعه مؤلم بقدر تخشبه النفسي ! كلما زادت القسوة كلما زاد الجفاف النفسي وكلما زاد الجفاف النفسي كلما قلت المرونة النفسية وكلما قلت المرونة النفسية كلما أصبح من السهل كسرها وكلما أصبح من السهل كسرها كلما أهدرت طاقتها على عملية الترميم وكلما رممت القديم كلما جذبت تصدع جديد !
إلى أن تلين فيتوقف تأثير زلازل الواقع السلبي على ضرب أعماقها التي كانت متحجرة بعدما أصبحت أكثر ليونة.فهل وجدت زلزال يصدع الماء أو يسبب له شرخ أو يجعله ينكسر أو ينهار ؟! يحدث ذلك في الثلج ؟! إذن بعمق اللين المطمئن ستلين لك ومعك وبك الحياة حتى تسمو فتؤهل بأن تفتح لك جنة نفسك المطمئنة أبوابها وبعمق القسوة المضطربة ستقسو عليك وبك ومعك الحياة كي تحطم فيك قسوتك فتسقط في الدرك الأسفل لجحيم مشاعرك السلبية.ولكن هناك من هو لين مع الناس ولكنه قاسي مع نفسه هل سيبتلى ؟!
إن أخطر أنواع الإبتلاء يأتي بسبب القسوة مع النفس لأن الله سيظل يرسل لك علاقات نرجسية مع متطرفين قساة القلوب ليكسروا فيك قسوتك مع نفسك كي يوجهوك لأن تحتوي نفسك وتتصالح معها وتحبها. وهنا لن تلتقط قرون إستشعار الشخصية النرجسية أو السيكوباتية المحرومة نفسياً للعطاء المتطرف الذي كانت تستقبله منك دون أن تشعر بالشبع. بل كلما منحتها أكثر كلما إزدادت جوعاً حتى يأتي اليوم الذي ستلتهم فيه أمنك وسلامك الداخلي بعدما جاعت جداً من عطائك المتطرف ولأنه متطرف يأتي بشكل عكسي ! فالجائع نفسياُ لا يمكن إشباعه وهنا تكمن خطورته ! أما إن أحببت نفسك ومؤشرها شعورك بالإطمئنان فلن تسعد الآخرين على حساب نفسك كما من قبل تحت مسميات كنت تحسب أنها إيجابية وهي سامة كالتضحية ! والتي كانت تجذب مزيداً من طاقة الجلد متجسدة في أحداث وظروف ومواقف وأشخاص على نفس التردد. بل ستسعدهم برصيد الفائض من السعادة فتزداد السعادة فتفيض مجدداً وهكذا كلما فضت من الفائض كلما زاد الفائض وإنعكس عليك شعورا رائعاً وهنا أنت تعيش في جنة نفسك المطمئنة والجنة لا يدخلها الشياطين.

✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس

___ 1 غشت 2022 ___

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات