أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رسول مهدي الحلو - ثورة العشرين بين رأيين














المزيد.....

ثورة العشرين بين رأيين


رسول مهدي الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 7297 - 2022 / 7 / 2 - 15:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


#ثورة_العشرين_بين_رأيين.

مما يتطلب أن لايكون تقييم ثورة العشرين العراقية التي حدثت في (نهاية حزيران ١٩٢٠) ضد الوجود البريطاني والتي تصادف ذكراها هذه الأيام محدد في فترة معينة قد تكون ساعة الحدث أو سنة الحدث أو السنوات اللاحقة والسبب يعود إلى ماترتّب عليها من نتائج وآثار امتدّت تأريخيًا إلى وقتنا الحاضر،
وإذا كانت الفلسفة البرغماتية الذرائعية أمنت بالنتائج والآثار على نجاح العمل أو فشله فثورة العشرين وفق هذه الفلسفة تعتبر فاشلة،
مع حضور المقارنة بين بلد الثورة والبلدان المجاورة التي تشابهت الأحداث فيها تقريبًا،

نعم لقد حصل العراق على (الحكم الوطني) الذي انطلقت ثورة العشرين من أجله حسب ما يذكر قادتها من شيوخ العشائر ورجال الدين ولكن هل فعلًا كانت الثورة من أجل (الحكم الوطني )؟
أم إن هناك أسباب أخرى وضعت تحت غطاء (الحكم الوطني )، والمعلوم إن الاحتلال العثماني للعراق امتدَّ إلى مايقارب الأربعة قرون لكنه لم يشهد ثورة عارمة شارك بها جميع ابناء الشعب العراقي تقريبًا بكل قومياته وطوائفه ومناطقه،
بل كانت هناك تمرّدات وانتفاضات محلّية محدودة تحدث بين آونة وأخرى في المدن والأرياف ولكنها لم تصل إلى مستوى الثورة الكبرى (ثورة العشرين)،

لقد أنقسم الباحثون والمؤرخون في تقييم ثورة العشرين فهناك من جعلها ثورة الشيوخ الذين فقدوا احترامهم ومكانتهم في العهد البريطاني حيث تعامل معهم البريطانيون بقسوة وشدة وكثيرًا ما تعرضوا إلى الإساءة والإهانة والسجن،
على خلاف المعاملة في العهد العثماني التي كانت أقل حدّة وقسوة، فعزموا على القيام بالثورة وعملوا على إشراك رجال الدين معهم حتى إن بعض مراجع الدين الكبار رفض الاستجابة مما حدا بهم إلى مقاطعته والتوجّه إلى غيره،

لذا لاغرابة في عدم حدوث ثورة مثل ثورة العشرين في العهد العثماني لإن قادتها ومثيروها (شيوخ العشائر) لم يستوجب لديهم ما من شأنه الثورة،
وفق هذه الرؤية تكون ثورة العشرين ضد البريطانيين ثورة ( الشيوخ ومن تبعهم من رجال الدين ) وليس ثورة الكادحين والفلّاحين والجيّاع،

وقال آخرون إنها الثورة الوطنية الكبرى التي لم تكن مقتصرة على شيوخ العشائر بل شملت كل ابناء الشعب وجاءت وفق نمطية الثورات العربية ضد الاستعمار والاحتلال ومن أجل الحرّية والاستقلال، وهي بذلك لاتخرج عن ردات الفعل الطبيعية وفق نظرية التحدّي والاستجابة، ولاعبرة بما آلت إليه من نتائج بعيدة ساهمت في الأحداث اللاحقة وساعدت على عدم استقرار العراق ودخوله في دوامة من الأزمات السياسية، مادامت الأهداف وطنية والغايات تحرّرية وإن خلفت المعاناة تلو المعاناة.

لقد كانت لثورة العشرين وفق البعض موقف وطني مشرّف كان لابدّ له إن يحصل ليسجل إن شعب العراق يرفض الذل والهوان والاستعمار والاحتلال وهكذا تكون طبيعة الشعوب الحرّة بغض النظر عن أحداث ما بعد ثورة العشرين سلبية كانت أم إيجابية،

بينما راها آخرون إنها لم تكن ثورة الشعب ككل بل كانت ثورة فئة محددة من الشعب وهم ( شيوخ العشائر ) الذين نجحوا في إشراك الآخرين من ابناء الشعب سواءً كانوا من رجال الدين أو من عامة الشعب وثاروا لأجل مصالحهم الخاصة وغطوا عليها بشعارات وطنية وتحرّرية لم يحصل الشعب على مكتسب حقيقي منها.

ومهما يكن من أمر تبقى ثورة العشرين العراقية ضد البريطانيين محل فخر اعتزاز لكل العراقيين لأنها عكست حبهم للحرّية والاستقلال، ورفضهم لكل مستعمر غاشم يتحكّم بهم حسب مايرغب ويفرض عليهم مايريد.

١/ ٧/ ٢٠٢٢



#رسول_مهدي_الحلو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( بين الكاف والنون )
- ( شذرات جنائزية)


المزيد.....




- بيان الملتقى الوطني الأول للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب ...
- -قوتنا كوكبنا-.. احتفال عالمي بيوم الأرض ودعوة لتعزيز الطاقة ...
- للمرة الرابعة.. وفد من الحزب الكردي يزور أوجلان في سجن إمرلي ...
- للمرة الثالثة.. وفد من الحزب الكردي يزور أوجلان في سجن إمرلي ...
- ما هو يوم الأرض الذي يحتفل به العالم في 22 أبريل؟
- تل أبيب.. الشرطة تتدخل بعنف ضد متظاهرين مناهضين لنتنياهو وتع ...
- خمس سنوات من اعتقال مروة عرفة
- “تعرض للإعياء في محبسه”.. اليوم الـ 52 من إضراب علاء عبد الف ...
- الجيش التركي يدمر مغارة لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق ...
- رسالة مفتوحة إلى كل من يهمه الأمر من الجبهة المغربية لدعم فل ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رسول مهدي الحلو - ثورة العشرين بين رأيين