أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - تقاليد الزواج على أهازيج الماضي














المزيد.....

تقاليد الزواج على أهازيج الماضي


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 18:41
المحور: الادب والفن
    


كان عندما يريد احد الشباب إكمال نصف دينه، فان الأقارب أولى من غيرهم، وكما جرت العادة في الزيجات التقليدية تكون ابنة العم لابن عمها، وفي حال تقدم غريب لخطبتها فـ(النهوة) هي التي يأخذ دورها في إفشال هذا الزواج، وقد أعطى العرف العشائري حق (الفيتو) للأولاد العم في جعل الفتاة معطلة أو رهينة حتى يجعل الله لها مخرجاً. قد تكون الأعراف العشائرية في الزواج في الريف أقوى منها في المدينة التي تكون في الغالب ذات تركيبة سكانية متنوعة، لذا تلجأ بعض الأسر الراغبة في البحث عن فتاة مناسبة لابنهم إلى (الخاطبة)، وهي من نساء المحلة اللاتي يترددنَ على البيوت بحكم عملها كـالدلالة والحفافة، وهذه الأخيرة تعد صالون المحلة النسائي الذي يحلو فيه حديث الزواج من خلال كلمات المديح والإشادة التي بهذه وتلك الفتاة التي تُطلق الأمهات عند هذه المرأة على أملٍ في الحصول على ابن حلال مناسب لبناتهن. وتحصل الخاطبة على مبالغ مالية من الطرفين (أهل ولد والبنت) معا ،وكلما كانت الأعطيات جيدة كان العمل دؤوباً ومثمراً. بعد هذه المرحلة يأتي دور أهل العريس الذين يرسلون لجنة تقصي الحقائق مكونة من ذويه من النساء من اللاتي أكثرهن خبرةً ودرايةً في أمور معرفة أحوال الفتيات، والوقوف على حقيقة الأمر عن كثب. وتكون أم العريس هي من تترأس هذا الفريق التي يقوم بفحص الفتاة من الرأس إلى أخمص القدم حتى أن بعض العجائز لاسيما الجدات يقمنَ بقرص الفتاة، وشدها من شعرها للتأكد من سلامة النطق وغيرها من الأمور غير واضحة للعيان. تكون (أم العروس وحبايبها) على علم بقدوم فريق تحري هذا، لذا يعملن على إظهار الاهتمام والحفاوة، وحسب الموقف حين يحتاج إلى المرونة والشدة والمباهاة ،أي (وحدة ترفع والأخرى تكسب). وعادة ما تجري هذا المباحثات بسرية دون علم الرجال الذين تكون مهمتهم رسمية إلى حد ما في تحديد المهر، ومراسيم الزواج، وعقد القران وإحضار وجهاء المحلة.
عندما تعود لجنة التقصي يسود البيت مناقشات محتدمة حول الفتاة، وفي حالة وجود قناعة كاملة من الجدين والأبوين يتم مفاتحة الشاب عن وجود رغبة في تزوجه والعروس المناسبة موجودة ،وتبدأ الأم بوصف (كنة المستقبل) بالأوصاف متعارف، منها : العيون ساعة، الحلك فستقة، الخشم كباباية، الطويل خزرانة) ثم تختم الأم كلامها " تكول للكمر غيب وانه مكانك " . أوصافٌ مبالغ فيها لأجل تحبيب الولد في هذا الزواج.
أما الرجال ،فاغلبهم يعرف بعضهم بعضاً، مجرد أن يتم يطرح اسم معين تكون الإجابة :هي بنت فلان الفلاني ويعمل كذا وكذا ثم يعدد أفراد الأسرة فرداً فرداً. هذا معلومات يمكن الحصول عليها بكل سهولة من اقرب صديق، وربما يكون خير من يُسأل عن هذا الأمر هو مختار المحلة الذي يعرف المنطقة وعوائلها.
ولا يشاهد الشاب فتاته المختارة من قبل الأهل، ألا في ليلة العرس،عندها يكون الفأس وقع بالرأس ،وفي حال يكتشف أن الأوصاف غير مطابقة : العيون دكم جابي ، الحلك حلك جرية ،الطول بستوكه ،والخشم منكار لقلق)،هنا لابد من الخضوع للأمر الواقع والقبول القسمة والنصيب أن تأخذ مجراها، وعليه فقط سماع (هوسات) العرس المتناقضة، لاسيما عندما تكون العروس (ملحة): " فصوص روبه ياكفاها، وين دورها ولكاها" ! أو عندما يهزج احدهم في عرس مطلقة أو أرملة" جبنالك برنو ما ملعوب بسركيها " كناية عن عذرية الفتاة، وأنها لم يسبق لها الزواج من قبل ،والأدهى والأمر من كل هذا عندما يتكفل الأبوان بدفع كل مصاريف الزواج ويردد حبايب العريس( جد ذراعه وعرس بيه).
أما اليوم، فتغير الوضع عن ذي قبل،(الخاطبة) أصبحت مواقع التواصل ،وهنا لابد من الاستعانة بخبير في التجميل حتى يتأكد أن الفتاة جمالها رباني بعد أن اختلط البال بالنابل.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون زبيدة ثروت وغمزة سميرة توفيق
- سمفونية (جمالة العمية) على أنغام (يا أم عيون حراقه )
- بائعو الحلويات .. ذكرى من الزمن الجميل
- مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية
- النوم على السطح .. ذكريات الطفولة الباحثة عن صيد نجوم السماء
- سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان
- . الدراما العراقية والبحث عن الذات
- مجنون المنطقة ماركة مسجلة
- مواقع التواصل : تقرب المسافة وتلغي ( لمة العائلة)
- من (دوج أبو عليوي ) إلى (جكسارا )
- أجواء العراق بدون هدنة
- الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء
- (لنكة) الامس و(بالة) اليوم
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي
- من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟
- (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - تقاليد الزواج على أهازيج الماضي