عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 7259 - 2022 / 5 / 25 - 01:36
المحور:
الادب والفن
أراعكَ من يراعِكَ أن يراعي
ركيكاً ثمّ يصــــمتُ دونَ داعِ
لعلّك قد رأيتَ بهِ جنــــــوحاً
عن الإبصارِ من عُهرِالسَّماعِ
فما بين البصيــرة أوعَمـــاها
بلاءٌ فيهِ ســــــاعيةٌ وسـاعي
إذا استفتيتَ عقلك في هواها
فإن العقلَ رُبّانُ المســـاعي
وإن أفتتك نفســــك فاجتنبها
ففتواها فتـــــاتٌ من قصاعِ
بل استفتِ الفــــؤاد فإن فيهِ
لجائحةِ الصبـابةِ طولَ باعِ
فإن لمْ يستقمْ إنْ عاجَ دربٌ
فقد أمسى خليــــقاً بالأفاعي
وإن أغضيتَ عن سَفَهٍ وعهرٍ
وقلتَ لعلّهُ يومـــــاً يُراعي
فإنك قد جعلتَ المـاءَ خمرا
وقلتَ الماءَ ممسوخُ الطباعِ
وما طبعُ المُنى تأتيك طوعاً
وما لو غير منــــعٍ لامتناعِ
وما بين المحــجةِ والأمــاني
تضيعُ الروحُ في دنيا الخداعِ
وليس من الحصافةِ أن تداري
مُجـــــانفةً بأوديةِ الضَــــياعِ
فهل أصبحتَ من وهَنٍ وعجزٍ
تبيعُ الروحَ في سوقِ الرَعاعِ
لعمرَكَ أنَّ ذا أمــــــرٌ خطيرٌ
وقد تؤذيـــــــــكَ بائقةُ اليراعِ
وهل غضّتْ ليـوث البر يوماً
عن استهتارِ قطعــان الضباعِ
أتحفلُ إن عَــــوى منها قطيعٌ
بغيلٍ كانَ يومــــــــاً للســباعِ
وهل نشبت مخالبُ ذي زئيرٍ
بلحمٍ دونَ مقـــــدرةِ الذراعِ
إذا ما جاوزتك الريــح يوماً
ولمْ تُبحرْ فمـا ذنبُ الشـراعِ
مصائبُ هذه الأقــوامُ تترى
وقد علقوا بمطحنةِ الصراعِ
ولا يخـفى على ذي اللبِ أمرٌ
إذا كان المُمَحّـصُ ذا اطّلاعِ
فلا تأسف على فـوت الأماني
ولا تأسى لطــــــارقةِ الوداعِ
فليس من المَــــودّة هجرُ خِلٍّ
عزيزٍ للمـــــــودّةِ خيرِ راعِ
وليس الودُّ أن تســــــعى لبعدٍ
وما للقربِ لو أشــــقاكَ داعِ
إذا ما جفَّ نهــــرُ الودِّ يوماً
فهل تُخفى الحقيــــقةُ بالقناعِ
بل المعروفَ أن تسعى حثيثا
إلى طهرِ الحقيــــــقةِ باقتناعِ
وليسَ إلــى الحقيقةِ من سبيلٍ
سوى ذودٍ عن الحقِّ المُضاعِ
تدورُ دوائُرُ الأيّــــــــامِ دوماً
وكل الأمنيــــاتِ إلـى ضَياعِ
ويمضي ذو الكــرامةِ للمنايا
ولا تعنيهِ نــــــــادبةٌ وناعي
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟