أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - بأي رصاصة تطالب إسرائيل ؟














المزيد.....

بأي رصاصة تطالب إسرائيل ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7249 - 2022 / 5 / 15 - 03:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحببت شيرين أبو عاقلة من المرات الأولى التي شاهدتها فيها وهي تبث رسائلها من فلسطين. أحببت نظرة عينيها الطيبة الأخوية، والنبرة الصادقة التي تشعر كل من يتابعها أنها مشغولة بأن تظهر الحقيقة لا أن تظهر نفسها، مهمومة بالموضوع وليس بذاتها. كنت أتابعها ولم أفكر يوما في ديانتها، كان يكفيني أن الوطن محرابها وأن الحقيقة معتقدها. تم اغتيال شيرين في 11مايو قبل أيام من ذكرى نكبة فلسطين الرابعة والسبعين التي تحل في 15 مايو، كأنما لتصب دمها في الحقيقة ويكون موتها حياة لمواصلة الكفاح الفلسطيني الذي بدأ مع صدور قرار الأمم المتحدة الجائر في 29 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين إلي دولتين (43 % للعرب - و56% لليهود رغم أن نسبة أملاكهم في فلسطين لم تتعد حينذاك 5و5% ) مع تدويل القدس، ثم تأسيس إسرائيل قاعدة عسكرية استعمارية أطلقوا عليها صفة دولة واخترعوا لها شعبا. تم اغتيال شيرين عمدا ومع سبق الاصرار، وبذلك الصدد روت الصحفية شذى حنابشة زميلة شيرين لحظة استشهادها القصة فقالت إنه لم يكن ثمة اشتباك بين جيش الاحتلال والفلسطينيين وأن الطاقم الصحفي بأكمله بمن فيهم شيرين وقف عشر دقائق على مرأي من الجيش لكي يرى أنهم صحفيون ثم تحرك الطاقم للأمام وحين أصبح قريبا من الجيش انهمر الرصاص عليهم. نجت شذى بأعجوبة حين احتمت بشجرة قريبة منها، أما شيرين المستهدفة فقد أسعفها الوقت للشهادة. وعقب الجريمة طالبت اسرائيل السلطة الفلسطينية بتسليمها الرصاصة القاتلة لإجراء فحوصات عليها والقيام بتحقيق مشترك لكن السلطة رفضت. ولا أفهم لماذا تطلب اسرائيل هذه الرصاصة تحديدا؟ فإن كانت بحاجة إلى فحص ومراجعة الجريمة فإن لدينا الكثير والكثير من رصاصها الذي استقر في صدور أخوتنا من الصحفيين والكتاب والشعراء والرسامين، فقد قتلت إسرائيل خمسة وخمسين صحفيا خلال العقدين الأخيرين، منهم من كانوا يعملون في صحف وقنوات عربية أو أجنبية، ودمرت مقار القنوات الفضائية والمكاتب الصحفية في غزة من دون أن نسمع العالم الحر، وتصيدت بنادقها الطفل محمد الدرة عام 2000، ودهست بجرافة عسكرية المواطنة الأمريكية راشيل كوري عام 2003 وهي تحاول وقف هدم منزل في غزة، وبرأت المحكمة الإسرائيلية قاتلها. لدينا كل هذا الرصاص إن أرادت إسرائيل أن تفحص تاريخها وأن تدرك أن وجودها كله كان أزير رصاص لا يتوقف. لدينا في الذاكرة منها ما قتل الأديب العظيم غسان كنفاني في يوليو 1972، والرصاص الذي أنهى حياة وائل زعيتر في أكتوبر 1972 وكان من ألمع المثقفين الثوريين، ورصاصة قتلت عز الدين قلق في باريس أغسطس 1978، وعندنا للفحص أيضا الرصاص الذي قتل هاني جوهرية المصور السينمائي الذي أنهى تعليمه في القاهرة استشهد في 11 أبريل 1976 وهو يصور المعارك وأيضا د. عبد الوهاب الكيالي في بيروت ديسمبر 1981 ، وتطول قائمة الرصاص بلا نهاية وصولا إلى ناجي العلي وغيره، فبأي رصاصة تطالب إسرائيل وتاريخها كله أزيز رصاص متصل؟
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تــمــوت الـــقــضــايــا مــن غــيــر الــفــن
- الــبــشــر .. أجــمــل هــدايـــا الــعــيــد
- المترجم السوفيتي العجوز يكشف أسرار الزعماء
- جدتي الطيبة .. أجاثا كريستي
- عـبـد الـحـلــيــم حــافــظ .. حــكــأيــة مــصــريــــة
- الكاهن أرسانيوس .. مساء الخميس 7 أبريل
- الـعـنـصـريــة بــيــن الــمــعــرفــة والـــتــكـــويــ،ن
- روسيا أوكرانيا .. حرب صغيرة أم كبيرة ؟
- المفكر التنويري
- ريـــان والــمــغــرب .. الــطـفــولــة تــخــطــف الــقــلـ ...
- أمل جديد في غرف قديمة
- شـبـح الـحـرب بــيــن روســيــا وأكــرانــيــا
- محمود السعدني .. الساخر الحزين
- طه حسين .. صور متجددة
- زهور الإسفلت قصة قصيرة
- نوبل بين محفوظ وأيتماتوف
- اللغة والحب هذه الأيام
- نساء من العطر والبارود
- الديانة بين البطاقة والعلاقة
- الخيال والحرية والفلسطينيون الستة


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - بأي رصاصة تطالب إسرائيل ؟