أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم لفته جبر - ممارسة اللاوعي














المزيد.....

ممارسة اللاوعي


كاظم لفته جبر
كاتب وباحث عراقي

(Kadhim Lafta Jabur)


الحوار المتمدن-العدد: 7244 - 2022 / 5 / 10 - 00:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقسم الفيلسوف وعالم النفس النمساوي فرويد حياة الإنسان إلى وعائيين ، الأول يسمى الوعي ، والاخر يسمى اللاوعي ، حيث يرى الأغلبية ان الأساس الذي يكوّن حياة الإنسان هو الوعي الذي يدير تعاملنا مع الموضوعات الخارجية والحياة اليومية ، اما اللاوعي هو الجانب الآخر له ،الوعي قائم على الاحساس ،واللاوعي قائم على الشعور ، لكون الاحساس قائم على التلامس الحسي للماديات ،أما اللاوعي قائم على الشعور و التخاطر الفكري والاحتمالات ، الوعي هو السائد كونه خاضع للتجربة والاحساس بالآخر ، ويلبي حاجات ورغبات الجسد الإنساني لكونه حاضرا في الزمان ، لكن اللاوعي هو البعد المخفي للإنسان الذي يظهر نتيجة طموحات ورغبات غيبتها دوافع طبيعية ، او عوارض بشرية ،او أحداث اجتماعية ، فتنمو تلك الافكار في صندوق اللاوعي ، لكن استخراجها يحتاج إلى وسيط ، الإنسان بحكم الميت دون الجسد ، وكذلك الافكار تكون بحكم الوهم دون التجسيد لها ، فالشيء بحسب أرسطو يبقى بالقوة دون الصورة ، كذلك اللاوعي عالم يبقى بالقوة دون تصوره ، الأحداث التي يشهدها الإنسان تبقى مدثوره دون تخيل وتصور الإنسان لها ، لكن هذا التخيل ليس من أجل إعادة الحدث ، بقدر إضفاء صورة تخيلية تلبي رغبات الفرد والانتصار لرغباته ، فالوعي هو الحياة التي ترسمها الطبيعة وفقا للحاجات العملية والنفعية ، وهذا ما أكده الفيلسوف الفرنسي برجسون أن الإنسان العادي تبنى حياته من خلال الاستجابات العملية للحياة بعكس الموهوب الفنان أو العبقري الذي ينظر إلى الأشياء من خلال عين ميتافيزيقية أو كما يسمي الحدس أو العيان لما نحن غافلون عنه ، فالإدراك الحسي هو الذي يربطنا بالحياة ويكوّن الوعي الذي يَسير حياتنا وفق ضرورة حاجتنا النفعية مع الموضوعات الخارجية وتعدد أنواع تلك الموضوعات سواء كانت مادية أو فكرية ، ويضيف برجسون أن اللغة كذلك تزيد من شدة ايهامنا للأشياء والموضوعات من خلال تركيز اللفظ على صفات نفعية في الأشياء وليس ماهيته ، وعلى ذلك يمكن للفرد من خلال اللاوعي أن يدخل الموضوعات تحليلاً ميتالغويا لكي يحقق رغبته بالشيء وفق صورة تأوليه ، فيمكن تحقيق رغبة الفرد من خلال الصورة التي اضافها من خلال اطلاعه على ماهيته الشيء . لكن هناك من نجده يرفض هذا المنحى لكون التحليل يحتاج إلى تفكير ، والتفكير يحتاج الوعي لكي يتم ، من جانبنا يمكن أن نفد ذلك من خلال نظرتنا أن اللاوعي لا يمكن معرفته الا من خلال التفكُر بالأشياء من خلال نافذة الشعور بالشيء نتيجة حضوره ذهنياً ، وبعض الاحيان كما يرى برجسون أن الفنان هو الذي يمكن أن يوفر لنا تلك النافذة والعين الميتافيزيقية من خلال ابداعه التي ممكن من خلالها نستحضر اللاوعي ونطلع عليه ونعيشه ، ويؤكد فريد ان هذه الرغبات في اللاوعي يمكن ان تظهر على شكل ابداع للأفراد في الفن ، او عن طريق الاحلام .



#كاظم_لفته_جبر (هاشتاغ)       Kadhim_Lafta_Jabur#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اصبح الدين متوحداً في ضل تقدم العقل الإنساني
- هل اصبح الدين متوحداً في ظل تقدم العقل الإنساني
- السلطة بين العقل والعاطفة
- التمذهب والوطنية
- الفن والطقوس الدينية


المزيد.....




- ما حقيقة وجود -الزئبق الأحمر- في المومياوات المصرية؟
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بعدم مشاركتها مباشر ...
- بغداد: نلتزم بحماية البعثات الدبلوماسية
- طهران: لن نخضع للتهديد والإملاءات
- مجلة: انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى انهياره ...
- قافلة العدالة لفلسطين تجوب أوروبا للضغط على حكوماتها
- -قافلة الصمود- لكسر حصار غزة تواصل زحفها نحو الشرق الليبي
- مخاوف أميركية من -الرد الإيراني-.. كلمة السر -البالستي-
- بحضور كيم.. تدشين المدمرة -المتضررة- بعد إصلاحها
- أمريكا.. تفاصيل واقعة إخراج سيناتور بالقوة من مؤتمر صحفي لوز ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم لفته جبر - ممارسة اللاوعي