أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان ابو نجم - الاغتيال الصهيوني للمستقبل الفلسطيني_البنية السياسية(3)














المزيد.....

الاغتيال الصهيوني للمستقبل الفلسطيني_البنية السياسية(3)


غسان ابو نجم

الحوار المتمدن-العدد: 7202 - 2022 / 3 / 26 - 03:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاغتيال الصهيوني للمستقبل الفلسطيني وتدمير البنية السياسية _3

ربما كان المشهد السياسي لحركة التحرر الوطني الفلسطيني الأكثر استهدافا لدى الحركة الصهيونية لأن تدمير البنية الاقتصادية ليس كافيا لتحقيق الأهداف الصهيونية في السيطرة على مجريات الزمن المقبل بل يشترط وجود بنية سياسية متساوقة مع الأهداف الصهيونية

وهذه الشريحة السياسية أتت نتيجة طبيعيه كممثل لشريحة الكمبرادور وقد نسجت الفلسفة الصهيونية خيوط استحضارها بدقة متناهية فقد أدرك قادة الكيان ان تحقيق شرط تدمير المحتوى النضالي لحركة المقاومة قائم على شرطين أساسيين
الأول : اغتيال البندقية المقاومة
الثاني : اغتيال العقل المقاوم
وقد نجحت الحركة الصهيونية وبالتخطيط مع حلفائها في حصار وتهجير الوجود المسلح الفلسطيني من مواقع التماس الجغرافي في لبنان والأردن وحصارها في غزة لاحقا.

وعمدت الى اغتيال العقل المقاوم عبر سلسلة من الاغتيالات المتنوعة لحملة الفكر المقاوم والتي ترسم ملامح السياسة المقاومة الاستراتيجية وبوسائل متعددة السياسية والثقافية والتي تشكل التحدي الأكبر للسياسة والسردية الصهيونية وهذا ما يفسر اغتيال غسان كنفاني(الذي اعتبرته جولدا مائير اهم من لواء مسلح) وناجي العلي ومحاولة اغتيال مدير مركز الدراسات الفلسطينية وغيرهم من حراس الذاكرة الفلسطينية ورعاة السردية التاريخية والنضالية الفلسطينية وكان آخر اهدافهم باسل الأعرج.
كذلك تم اغتيال حملة الفكر المقاوم من الشخصيات السياسية والعسكرية والتي تحمل في ذهنيتها الرؤية الواضحة في دحر الاحتلال وهم كثروفتحت الطريق وبسلاسة أمام التيار التفريطي الذي بدء بالانحراف عن خط المقاومة بالظهور ليشكل نهجا يتغلغل في كافة مؤسسات العمل الوطني والفصائل قائم على إعتماد التفاوض بدل المقاومة ومسقطا

خيار المقاومة تحت مسميات عدة الحوار الأكاديمي ولجان الحوار الإنساني روابط القرى والمدن وكان الهدف الاساسي من وجودها توجيه العقلية الفلسطينية نحو فكرة التعايش والقبول بالوجود الصهيوني في فلسطين والتنازل عن ضرورة الخروج الصهيوني الكلي من فلسطين وقد ارتكزت الفلسفة الصهيونية هنا على ركيزتين اساسيتين
الأولى :

الإسقاط المتدرج للمشروع التحرري الفلسطيني والتخلص من رموزه وحراسه السياسيين والمفكرين
الثانيه تعزيز مواقع القوى والشخصيات التي آمنت بالتفاوض كنهج والمراهنة عليها في تقويض المشروع التحرري.
ولأن الفلسفة الصهيونية قامت على أساس أن الوجود الصهيوني في فلسطين دائم وليس عابر ويشترط التوسع لا التنازل عن ما تم اغتصابه كان من الضروري ايجاد شريحة سياسية تقود العمل الوطني الفلسطيني تقبل بفكرة الوجود الصهيوني وتصيغ البرامج بناءا على ذلك

وقد نجحت هذه الشريحة وعبر ضغط دولي وعربي في تقويض المشروع التحرري عبر تغيير بنود الميثاق الوطني الفلسطيني والقبول بحل الدولتين والاتفاق على مخرجات مؤتمر مدريد وعقد لقاءات سريه مع ممثلي الكيان في أوسلو والذي تمخض عن اتفاق غزة اريحا اولا والذي بموجبه تم دخول الفصائل الفلسطينية إلى الاراضي المحتلة عام ٦٧.

لقد كان أوسلو أخطر مشروع تصفوي للقضية الفلسطينية ليس لكونه مشروعا سياسيا اجهض مشروع النضال الوطني الفلسطيني وإنما تكمن خطورته في تنامي شريحة سياسية عملت على تنفيذ مخططات الاحتلال في تدمير البنية السياسية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني واعتماد التنسيق الأمني والتفاوض العبثي نهجا له واصبحت الاجهزه الأمنية أداة لقمع حركة المقاومة وهذه سابقة خطيرة في تاريخ حركات التحرر

وربما اخطر ارتداد لوجود هذه الشريحة انها حولت المناضلين الموالين لها الى شريحة من الكتبة والمرتزقه احيانا وحولت مؤسسات العمل الوطني الى واجهات ديكوريه بل جمدت عمل العديد من المؤسسات كالمجلس الوطني والغت وحدانية م. ت. ف في تمثيل الشعب الفلسطيني عبر اعتبارها إحدى دوائر السلطة

اخيرا يمكننا القول ان محاولات السيطرة الصهيونية على المستقبل السياسي الفلسطيني وعبر العديد من المشاريع واللقاءات والحوارات المعلنة والسرية وعبر الأنشطة السياسية والامنية نجحت في خلق شريحة كمبرادورية وسياسية سهلت ومهدت لاحكام السيطرة على مجريات الصراع الفلسطيني الصهيوني وأعاد العمل المقاوم إلى ما قبل المربع الأول نحتاج جهودا جبارة ومخلصه للخروج من نتائجه.



#غسان_ابو_نجم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتيال الصهيوني للمستقبل الفلسطيني_البنية الاقتصاديه(2)
- اغتيال المستقبل الفلسطيني
- ضياع السياسة الفلسطينية الواقع والتحديات وآفاق الحل
- اغتيال منظمة التحرير الفلسطينية مشروع مبرمج
- الدعوة لاجتماع المجلس المركزي وأزمة اليمين الفلسطيني
- وتبقى سوريا قلعتنا الاخيرة
- القومية العربيه طريق الخلاص:نحو مشروع عربي مقاوم(ج١)
- القومية العربية طريق الخلاص:نحو مشروع عربي مقاوم(ج١)
- الشعب الفلسطيني بين عنف السلطه واستدوال حماس
- عزمي بشاره... عقل صهيوني بعباءة قطريه
- غسان كنفاني(أيقونة الأدب المقاوم)
- آن الأوان أن ننتزع م.ت.ف من أنياب سلطةدايتون
- شعار الدوله الواحدة :رد على ملاحظات د.غانيه مليحس
- الساحه الفلسطينيه وفوضى الخيارات:المسار الثوري البديل
- 54 عامًا على وعد الشمس
- الدولة الواحده لزوم ما لا يلزم
- شعار الدولة الواحدة،، السلطة تسلم مفاتيح فلسطين،،
- مؤتمر اسطنبول....ومحاولة تجاوز منظمة التحرير
- لخروج من قمقم اوسلو،، في نقد اليسار الفلسطيني،،


المزيد.....




- أمريكا: سرقة حقيبة وزيرة الأمن الداخلي في مطعم.. ومصدر يوضح ...
- استئناف القتال وانفتاح روسي على الحل
- -لم أقرّر بعد-... ترامب لم يحسم مشاركته في جنازة البابا فرنس ...
- طقوس النار المقدسة تضيء كنيسة القيامة بالقدس في عيد الفصح
- المدعي العام السابق للجنائية الدولية: مقتل 15 مسعفًا في رفح ...
- الأرجنتينيّون يودعون البابا فرنسيس في بوينس آيرس والعالم بال ...
- نهاية قريبة للحرب؟ بوتين يبدي استعداده للتفاوض مباشرة مع كيي ...
- إعلام: الولايات المتحدة تغلق برنامج تطوير صواريخ HALO الفرط ...
- -القناة 11-: القوات الجوية الإسرائيلية تجري تدريبات في قواعد ...
- دبلوماسي نرويجي سابق: النزاع في أوكرانيا نتيجة -سياستها الخا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان ابو نجم - الاغتيال الصهيوني للمستقبل الفلسطيني_البنية السياسية(3)