أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع بكيطة - اللغة والذات














المزيد.....

اللغة والذات


وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)


الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 13:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ركزت الكاتبة جولي سيديفي Julie Sedivy من خلال مجموع أعمالها: "اللغة والعقل: نحو تحليل بسيكو-لساني" و"تجارة اللغة: كيف يتحدث المعلنون معك وماذا يقول هذا عنك"
و"الذاكرة تتحدث: عن فقدان اللغة والذات Memory Speaks: On Losing and Reclaiming Language and Self" عن العلاقة بين اللغة والذات والمجتمع وأفقه التطوري الثقافي.
في هذا الكتاب الأخير "الذاكرة تتحدث"، ترى الكاتبة أن للغة دورا أساسيا في حياة الإنسان، فمن خلالها تجري عملية تبادل المعلومات والمعارف، وهي مكون ضروري من مكونات الهوية، وهي من تعمل على تشكيل وعينا بذواتنا؛ بحيث تصنع اللغات المختلفة في نظرها ذواتا متباينة، إذ إن الأفكار التي لدينا في أذهاننا بلغة معينة ليست هي نفس الأفكار عندما نقوم بصياغتها بلغة أخرى، كما يؤدي موت لغة ـ سواء في مجتمع أو في عقل الفرد ـ إلى فناء طريقة معينة من التفكير ومعه أسلوب الوجود.
وهي تماثل بين فقدانها للغتها الأم وبين التجريد أو المحو الذي تعرضت له الكثير من الشعوب في هويتها الثقافية من لدن المستعْمر (كما في معاملة النازية لليهود والسود والرومانيين، ومعاملة البيض للقبائل الأصلية في أمريكا الشمالية إبان استعمارهم لها). بحيث وجدت الكاتبة نفسها في موقف صعب، لأنها "يتيمة لغويا، لا تملك لغة أم"، فقد تعلمت اللغة التشيكية في السنوات القليلة الأولى من حياتها، ونسيتها بعد أن انتقلت إلى كندا وتعلمت اللغة الإنجليزية.
وتبين الكاتبة أوجه التشابه بين فقدان الفرد للغة معينة، التي هي طريقة خاصة للتفكير في العالم، وبين فقدان المجتمع للغته بسبب التغيير الثقافي، ما يسمى عند اللسانيين بحالة موت اللغة. وتقارن في إحدى الفصول بين اللغات المهددة بالانقراض وبين الحيوانات المهددة أيضا، وتلاحظ كيف أن الناس يحزنون لفقدان نمر البنغال ولا يهتمون لموت لغة غامضة. يرجع ذلك في نظرها إلى الافتراض الخاطئ لديهم بأن اللغة هي فقط مجرد أداة تستخدم لنقل الأفكار التي لدينا جميعا في أذهاننا، فإذا افتقدنا إحداها، يمكن أن نعوضها بأخرى؛ فما الفرق؟ النتيجة، أن فقدان اللغة الأم وثقافتها، يجعلك الفرد يحس بالفراغ، والأمر نفسه يقع عندما تفقد البشرية إحدى لغاتها.
والحل انطلاقا من وجهة نظرها، يقوم على تشجيع التعدد اللغوي عند الأفراد والمجتمعات، لأن إعطاء الطفل طرقا وأساليب متعددة للتعبير عن العالم يفيده بطرق متعددة في إدراكه، ويصبح ذا عقل متفتح، ويكون قادرا على حل مشكلاته في العالم.



#وديع_بكيطة (هاشتاغ)       Bekkita_Ouadie#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل: من نحن؟
- ما بعد الكوفيد 19: الأبعاد المأساوية والتعليم
- هنري لاؤوست
- ابن تيمية
- رأس السنة الميلادية
- الإلهة ديمتر
- جلال الدين الرومي
- اسراء ومعراج مماليك ابن بداونس
- سيدة البحيرة
- معركة نوميك
- الاسراء والمعراج في ثقافات العالم القديم
- يوحنا النقيوسي
- المدينة/الدولة: من أجل مشروع مدينة مغاربي؟
- معذرة كولومبوس
- زواج الأقارب
- تعاويذ البحارة
- الاسراء والمعراج في شِعر ما قبل الاسلام
- اسراء ومعراج باروك
- اسراء ومعراج عزرا
- الاسراء والمعراج في الثقافة المصرية القديمة


المزيد.....




- لم تتخل عن حلمها.. مسنة بعمر 97 عامًا تحصل على الجنسية الأمر ...
- ترامب يحلم بالإمبراطورية ويكافح من أجل الوفاء ببعض وعوده
- دول الساحل تدعم مبادرة -الولوج للمحيط الأطلسي- المغربية
- اكتشاف يرقة -ماكرة- تتغذى على ضحايا العناكب
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط مقاتلة -سو-27- أوكرانية
- سموتريتش: يجب أن تنتهي هذه الحرب بسوريا مفككة وإيران بلا تهد ...
- مجلة أمريكية تشيد بكاسحات الجليد العسكرية الروسية
- الحد اليومي للجلوس الذي يُنذر بآلام الرقبة
- البرهان: حربنا ليست ضد أي قبيلة.. ونحارب كل من يحمل السلاح ض ...
- حريق ضخم في محطة كهرباء غربي لندن (فيديو + صور)


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع بكيطة - اللغة والذات