كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 16:10
المحور:
الادب والفن
هَذَا الشِّتَاءُ
والبَرْدُ يَنْخُرُ بَيْضَةَ الأَمَلِ المُعَتَّقِ فِي العُرُوقِ
بَرَدُ الشَّمَالِ على القُلُوبِ سلاَسِلَ
ها قدْ تَرَكْنَا لِلْحُثَالَةِ زَحْفَنَا
وامْتَثَلْنَا لِزَفِيرِ الزّيْتُونِ
وَزَئِيرِ الزُّهُورِ الَّذِي يُجَرِّحُنا
ها قدْ سَلَّمْنا لِلْقَراصِنَةِ الجُدُدِ الجَدَائِلَ
الغَافِلةَ عنْ شَقاءِ الطّرِيقِ بِخُطانَا الثّقِيلةِ
وافْتَرَشْنَا رَصِيفَ الجُنُونِ
أَوَلَمْ يَقُولُوا إنَّ الغُزَاةَ قدْ بَدَّلُوا وِجْهَةَ الرِّيَاحِ؟
أوَلَمْ يَقُولُوا إنَّكُمْ يا مَعْشَرَ السَّاهِرِينَ علَى تَضْمِيدِ ذَاكِرَةِ السَّنَابِلِ
مُبْعَدُونَ مِنْ حَلْبَةِ النِّزاعِ؟
ها نَحْنُ نُغْلِقُ صُنْبُورَ اليَمامِ الدَّافِقِ مِنْ جَبِينِ الغَيْبِ
وتَرَكنَا لِلْمُشَعْوِذِ جُرْحَ المَدِينَةِ
وجُرْحَ النَّخِيلِ
وكتَمْنَا قَوارِيرَ العُطُورِ في بُيُوتِنَا
كمْ قَطْرَةً ضاعَتْ سُدًى!
وحَرَقْنَا تَراتِيلَ المَحْمُومِ والمَكْلُومِ
فِي انْتِظارِ سُرَّاقِ النَّشِيـــدِ
تِلْكَ الضَّفَائِرُ مَعْشُوقَةُ الصّبَاحِ
يُلْقِي بِها فِي أتُونِ الطَّاعُونِ
بَطَارِقَةُ المَصارِفِ والسُّجُونِ
فَتَشْتَعِلُ السَّماءُ ويَعْلُو النِّداءُ
وتَضِجُّ الشُّهُبُ المُحَلاَّةُ بِوَحْيِها القَديمِ
ونحْنُ نُقْعِي عَلى شَاطئِ النَّزِيفِ
ها قدْ عَقَلْنَا جَحافِلَ الضِّياءِ
وأمْسَيْنا دُمًى فِي قَبْضَةِ الأَعَاصِيرِ
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟