احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 7122 - 2021 / 12 / 30 - 23:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
# موضوع اليوم تكريم الإنسان في القرآن الكريم، يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم،بسم الله الرحمن الرحيم :((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )). في الآية الكريمة إخبارٌ واضح من الله تعالى للناس أنه خلقهم من نفس واحدة ، وجعل منها زوجها ،وهما آدم وحواء(عليهما السلام)، وجعلهم شعوباً، وهي أعم من القبائل،ثم يأتي تفصيل المكون البشري،وبعد القبائل مراتب أخرى كالفصائل والعشائر والعمائر والأفخاذ والعوائل وغير ذلك..وقيل: المراد أمور أخرى .1
فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء"عليهما السلام" سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية ،وتطبيق الشريعة الإلهية و مكارم الأخلاق الإنسانية،وهي طاعة الله ومتابعة رسوله "صلى الله عليه وآله وسلم" ولهذا قال تعالى بعد النهي عن الغيبة واحتقار بعض الناس بعضا،منبهاً على تساويهم في البشرية :
(( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)) أي : ليحصل التعارف بينهم ، كل يرجع إلى قبيلته .وقال مجاهد في قوله : (لتعارفوا) ، كما يقال : فلان بن فلان من كذا وكذا ،أي: من قبيلة كذا وكذا،و هذا من ضروريات تكوين المجتمع الإنساني والإحتفاظ النسب .
وعن الترمذي قال : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر " . ثم قال : غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه .3
وقوله : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) أي : إنما تتفاضلون عند الله بالتقوى لا بالأحساب . وقد وردت الأحاديث بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "،و الأحاديث و الحكم و الأقوال كثيرة في هذا السياق،و الأهم يا أولادي أن نتمسك بتعاليم الإسلام و مكارم الأخلاق فكلنا سواسية أمام الله جل جلاله.
ونختم مجلسنا بما ورد عن الإسكندرالمقدوني4
1- القرآن الكريم – سورة الحجرات –آية 13.
2- الإنباه -أبوعمر بن عبد البر.
3- الترمذي
4- لب اللباب – أسامة بن المنقذ.
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟