فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7122 - 2021 / 12 / 30 - 13:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أفرزت الانتخابات النيابية قوى جديدة تعمل وتناضل من أجل الإصلاح بعد أن أفرزت قوى أدركت الواقع المؤلم والحقيقة المرة أفرزتها نتائج الانتخابات التي أدركت وعيها وفكرها من أجل تغيير الواقع وبناء عراق جديد على حساب النظام القديم وهذا يعني أن القوى الفائزة الجديدة التي تحمل راية التغيير من خلال الوعي الفكري والأيديولوجي تختلف وتتناقض عن القوى السياسية القديمة التي تحمل الأفكار والأيديولوجية عن المرحلة القديمة لأن المرحلة الجديدة التي قادت التغيير وحققت الفوز بالانتخابات تختلف سوف تقود المرحلة الجديدة وفق مصالح وأفكار تتناقض مع القوى السياسية ولذلك إن مشاركة القوى السياسية القديمة في سلطة الحكم تشكل تناقض على قيادة الحكم التي تقود التغيير نحو الإصلاح ضد النظام القديم عندما يبلغ التطور والتقدم مرحلة النضج والعمل من أجل التغيير يكون فيه أحد الضديين ينفي الضد الآخر في وجوده وذاته لأن المجتمع الذي تدخل فيه عوامل التغيير والتطور لا يمكن أن يبقى على تماسكه وانسجامه أبداً لأن تدخل عوامل التغيير والتطور نحو الجديد والإصلاح تؤدي بالمجتمع إلى الانشقاق إلى جبهتين متعاوضتين أحدهما القديمة المحافظة تريد المحافظة على وضعها ومكاسبها ومصالحها على حساب أبناء المجتمع الأخرى والقوى الأخرى الإصلاحية التي تناضل من أجل التغيير تريد التقدم والسير بالمجتمع إلى أمام نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتلغي النظام القديم الذي يقوم على المحاصصة والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية والفساد الإداري وانفلات السلاح والمصالح الأنانية الذاتية وجميع الأسباب التي أوصلت العراق إلى ما نحن عليه الآن وبعد الفوز للقوى التي تقود التغيير والإصلاح سوف تجمع القوى الجديدة على قاعدة متقدمة ومتطورة تصب في مصلحة العراق وطن وشعب ولذلك فإن أية حركة في التاريخ تكون بانية وهادمة في وقت واحد فهي تهدم النظام القديم لكي تبني محله نظاماً جديداً أقرب إلى روح العدل والمساواة ومن خلال هذا التناقض والصراع بين القديم والجديد وبواسطة هذا التدافع تنمو الحضارة ويتطور المجتمع إلى أمام وصولاً إلى الهدف والغاية وفق الخريطة التي ناضلت من أجلها والخطط التي سارت عليها قوى التغيير والإصلاح.
إن مشروع السيد مقتدى الصدر الذي فاز بأكثرية مقاعد مجلس النواب الذي اختار تشكيل حكومة أكثرية وطنية تعني تحمل مسؤولية التغيير والإصلاح لأنه اختار منهج يتعاطف وينحاز إلى جانب التغيير والإصلاح بعيداً عن المحاصصة والتوافقية وهذا يعني أيضاً أن مشاركة قوى تمثل النظام القديم التي تحمل الأفكار والنزعة للحكم القديم سوف يخلق الاضطراب والخلل في مسيرة التغيير نحو الاصلاح لعدم وجود توافق بين المتناقضين لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟