أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعود سالم - بمناسبة الإنتخابات الليبية














المزيد.....

بمناسبة الإنتخابات الليبية


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7112 - 2021 / 12 / 20 - 04:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"si les élections servaient à quelque chose elles seraient interdites depuis longtemps
"
"If voting changed anything… it would be illegal"

حكاية حقيقية

كانت ماوسلاند Mouseland أو بلاد الفئران مكانًا جميلا وغنيا بوسائل الحياة، تعيش فيه جميع الفئران الصغيرة بأمان وسعادة، تأكل وتشرب، تعمل وتلعب وتحتفل وتولد وتموت. وقد عاشوا حياة روتينية ومملة تمامًا كما تعيش أأغلب الكائنات على كوكب الأرض.
حتى جاء ذلك اليوم الذي اكتشف فيه أحد القطط المغامرة أحد مداخل هذه البلاد وبدأ في إستكشافها والتلصص على سكانها وثرواتها. ومنذ ذلك اليوم بدأ حضور القطط يزداد يوما بعد يوم في شوارع البلاد وأزقتها وأصبحت القطط تتحكم في كل كبيرة وصغيرة تتعلق بحياة الفئران وأحالت حياتهم الوديعة إلى جحيم من الخوف والذعر. غير أن الفئران لم تتقبل هذا الأمر وبدأت في المقاومة ومحاولة إيجاد مخرج من سلطة القطط التعسفية والعنصرية. وبعد مفاوضات طويلة ومؤتمرات ولقائات وإجتماعات متعددة ووساطة من العديد من الجهات، توصلت الفئران والقطط لمشروع مجتمع "ديموقراطي"، يكفل الحياة للجميع عن طريق ما سموه بـ "البرلمان" وتكوين حكومة توافقية تدير أمور ماوسلاند. 
أول ما أتفقوا علىه هو إجراء انتخابات برلمانية مرة في كل عام. واعتادت الفئران التوجه مسرورة إلى صناديق الاقتراع والقيام بواجبهم والإدلاء بأصواتهم، وفي كل عام، في يوم الانتخابات الموعود، كانت جميع الفئران الصغيرة تذهب إلى صناديق الاقتراع وتشارك في إنتخاب الحكومة، وكانت الحكومة في العادة مكونة من قطط سوداء كبيرة وسمينة.
وليس هناك ما يمكن أن يقال ضد القطط السوداء السمينة، فلقد أدارت حكومتهم بشجاعة وبراعة وذكاء، وأصدروا عدة قوانين جيدة وافق عليها البرلمان بالإجماع - أي قوانين جيدة للقطط بطبيعة الحال. لكن القوانين التي كانت جيدة للقطط لم تكن بالضرورة جيدة للفئران. يقر أحد هذه القوانين على سبيل المثال أن تكون فتحات حفر الفئران كبيرة بما يكفي حتى تتمكن القطة أو القط من إدخال مخلب من مخالبها. وينص قانون آخر على تحديد سرعة الفئران، أي ان الفئران لا يمكنها التحرك أو الجري إلا بسرعات محدودة معينة، بحيث يمكن للقط أن يحصل على فطوره دون بذل الكثير من الجهد، كما حرم على الفئران تسلق الأسطح الملساء أو الدخول في الشقوق الضيقة التي لا تتسع لمخالب القطط. كل القوانين كانت قوانين جيدة للقطط، لكن أغلبها كانت قاسية وظالمة للفئران. وأصبحت الحياة تزداد صعوبة ومأساوية. وفي النهاية وعندما لم تعد الفئران قادرة على تحمل كل هذا القهر، قرروا أنه يجب الثورة والقيام بشيء ما حيال ذلك الوضع. فذهبوا في الإنتخابات التالية بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع، وبدل التصويت للقطط السوداء كما هي العادة، صوتوا للقطط البيضاء وكلفوها بتشكيل الحكومة. وللحق فقد قامت القطط البيضاء بحملة إنتخابية رائعة بطريقة جديدة ومبدعة، قالوا: "كل ما تحتاجه ماوس لاند هو " الرؤية المستقبلية " وقالوا: "المشكلة مع ماوسلاند هي تلك الثقوب الدائرية الصغيرة أمام بيوت الفئران. إذا أنتخبنا ووصلنا للسلطة، أول ما سنقوم به هو تشريع يفرض الفتحات المربعة في كل البيوت التابعة للماوسلاند ". وقد نفذوا فعلا وعودهم الإنتخابية، وكانت فجوات الفئران المربعة أكبر بمرتين من الفتحات المستديرة، مما يمكن للقط أن يدخل مخلبيه الإثنين، وحتى رأسه في بعض الحالات. وأصبحت الحياة أكثر رعبا وأشد قساوة وأصعب من أي وقت مضى في التاريخ الطويل لبلد الفئران. وعندما وصلت المعاناة حدها الأقصى، ولم يعد بالإمكان أحتمال هذا الوضع بعد الآن، قاموا، في الإنتخابات الجديدة، بالتصويت ضد القطط البيضاء وأعادوا القطط السوداء للحكم مرة أخرى، ثم عادوا إلى القطط البيضاء، ثم إلى القطط السوداء وهو ما سموه بالتبادل السلمي للسلطة. حتى أنهم جربوا القطط التي نصفها أسود ونصفها أبيض، وقد أطلقوا على هذا إسم "حكومة التحالف". لقد جربوا جميع الإحتمالات لدرجة أنهم انتخبوا حكومة مكونة من قطط مرقطة ببقع بيضاء وسوداء وهي نوع فريد من القطط التي تتكلم مثل الفئران وتأكل مثل القطط.
وذات يوم بينما كانت الفئران في إجتماع كبير تتشاور وتتدبر في كيفية حل هذه الأزمة، رفعت فأرة صغيرة يدها قائلة بصوت مرتعش : لدي فكرة، لدي فكرة. وعندما سمحوا لها في النهاية، قبل نهاية الإجتماع بإدلاء رأيها، قالت : "انظروا أيها الرفاق، الحل في منتهى البساطة، لماذا نستمر في انتخاب حكومة مكونة من القطط ؟ لماذا لا ننتخب حكومة مكونة من الفئران؟ " في البداية عم صمت كصمت الأموات استمر لعدة لخظات، ثم همهمة خفيفة، ثم صاحوا بصوت واحد : بولشيفية .. شيوعية .. شيوعية. وانقضوا عليها كالقطط وقادوها إلى السجن.
كما ترون، أيها الرفاق والرفيقات، لم تكن المشكلة في لون القطط. المشكلة أنهم كانوا قطط. ولأنهم كانوا قطط ، فقد اعتادوا الإهتمام بأمور القطط بشكل طبيعي بدلاً من الفئران.


هذه القصة مستوحاة من حكاية سياسية كتبها السياسي الكندي Clarence Gillis، ثم تلاها Tommy Douglas ، الإشتراكي الكندي بصوته في عدة لقاءات إنتخابية وإجتماعات سياسية ابتداء من سنة ١٩٤٤ ..



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر والألوهية
- اليوم العبوس
- إجراءات الدخول
- تعويذة ضد الإنتحار
- صالة الإنتظار
- عرق البحار
- تشققات البحر
- عالم المعجزات
- يوم الحشر
- بداية الإنفجار
- الإختيار المستحيل
- صور من تحت الأرض
- القبر الذهبي
- دراكولا
- السيفيروت وعلم الأرقام
- هيا بنا نهاجر
- الحلم المصادر
- ليلة ممطرة
- اللامتناهي : الله أم العالم ؟
- المرأة الأولى


المزيد.....




- ساحة الجمهورية بباريس تعج بالمحتفلين بعد فوز تحالف اليسار
- بلاغ صادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي ...
- فوز اليسار بفرنسا.. ارتياح عربي على منصات التواصل الاجتماعي! ...
- عاجل | الغارديان عن مسؤولين في حزب العمال: لا نزال نعتقد أن ...
- فرنسا: فوز مفاجئ لجبهة اليسار على حساب اليمين المتشدد في الا ...
- الخطأ الذي حدث في الرأسمالية/ روشير شارما*
- بعد فوز اليسار.. ليبرمان يدعو يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل ...
- سياط الفقراء.. إلى أين تمضي الديمقراطية الغربية؟
- بعد الفوز المفاجئ لليسار.. شاهد كيف تفاعل الفرنسيون مع نتائج ...
- فرنسا: بعد فوز اليسار في الانتخابات التشريعية... هل سيستطيع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعود سالم - بمناسبة الإنتخابات الليبية