أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - إختيارات ومعالجات المخرجين المسرحيين الجدد














المزيد.....

إختيارات ومعالجات المخرجين المسرحيين الجدد


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7098 - 2021 / 12 / 6 - 22:19
المحور: الادب والفن
    


من خلال متابعتي لأعمال المخرجين المسرحيين الجدد في مسرحنا سواء من خلال المشاهدة المباشرة أم عن طريق مشاهدة الاقراص الممغنطة استطعت ان اتعرف اخياراتهم للنصوص المسرحية ومعالجتهم للعروض المسرحية . وقد وجدت ان بين اعمالهم عددا من القواسم المشتركة حتى يبدو للمراقب ان الواحد منهم يقلد الآخر.
وجدت ان اولى القواسم المشتركة هي عدم تصديهم لأخراج نصوص عالمية لمؤلفين مشهورين وحتى لو تم اختيار احدى تلك النصوص فإنهم يعمدون الى اعدادها بشكل يسهل عليهم اخراجها على وفق رؤاهم ووتتبرأ مما يحدث من عملية الاعداد تشويه النصوص الاصلية او تحريفها او تقطيع اوصالها، واضرب على سبيل المثال ما فعله الممثل (سعد محسن) مع نص بعنوان (حروب كوسوفو) لمؤلف الباني او كوسوفي يدعى (عاكف موليكي) كنت قد ترجمته عن الانكليزية ونشرته (دار المأمون) التابعة لوزارة الثقافة، وحاول المعد ان يسقط احداث المسرحية على ما جرى من حروب في العراق فجاء الاعداد مجتزءاً للاحداث والافعال الدرامية.
وثاني القواسم المشتركة استخدام اللوحات التعبيرية بأجسام الممثلين وما يطلقون عليها (دراما دانس) او (دراما الجسد) ولاحظت ان تلك اللوحات هي خليط من الرقص والتمثيل الصامت والرياضة السويدية والالعاب الاكروباتيكية فتراهم يرفعون اذرعهم الى اعلى ويخفضونها الى الأسفل او يلوون اجسامهم او يدورون حول انفسهم او يتدحرجون على الأرض او ينطون باجسامهم الى اعلى ويسقطون او ينفذون حركات مشابهة كحركات راقصي الباليه. لقد جاء (طلعت السماوي) وهو المغترب في السويد بهذا النوع من فنون العرض ودرس عدداً من الممثلين واغلبهم من طلبة معهد الفنون الجميلة او كليتها. وعندما عاد الى مهجره راح البعض منهم يواصلون ما قام به وانشطرت المجموعة الاولى من الممثلين الذين عملوا معه الى مجموعات صغيرة لتقدم عروضاً متشابهة. بل ان بعض المخرجين من الفئة الوسطى راحوا يقحمون مثل تلك اللوحات في اعمالهم الدرامية كما فعل (ابراهيم حنون) في عمله (حروب).
الجدير بالذكر ان اللوحات التعبيرية او الرياضية او الاكروباتيكية التي استخدمت وتكرر استخدامها باتت تتحول الى كلائش وقد تؤول الى الموت يوماً ما، وقد ادرك (طلعت السماوي) تلك الحقيقة واضطر الى اقحام الكلام او الحوار في آخر عمل له في بغداد بعنوان (ندى المطر).
القاسم المشترك الثالث بين اعمال المخرجين الجدد هو عدم الترابط بين الاحداث في العروض التي يقدمونها، وكذلك الغموض الذي تتصف به تلك العروض ويعتقدون انهم بذلك يجددون الفن المسرحي ويرفضون كل ما هو تقليدي وبذلك ينكرون حقيقة ان المسرح التقليدي ابتداءً من المسرح الاغريقي الكلاسيكي ومروراً بالمسرح الرومانتيكي الالماني والفرنسي والواقعية الابسنية والجيكوفية ما زال يحتل المساحة الأكبر في مسارح العالم وربما بمعالجات مستحدثة او مبتكرة ورؤى جديدة. الم يفعل سامي عبد الحميد ذلك مع مسرحيات شكسبير (هاملت) و(حلم ليلة صيف) و(ماكبث) و(عطيل) ؟ الم يفعل صلاح القصب ذلك مع مسرحيات جيكوف (طائر البحر) و(الخال فانيا) و(الشقيقات الثلاث) ومع مسرحيات شكسبير (هاملت) و(الملك لير) و(العاصفة) و(ماكبت). هذا هو مبدأ التجديد في الفن المسرحي وليس فقط في (الرقص الدرامي) او (دراما الجسد) او ما شابه من عروض لا تحسب في فضاءات المسرح العالي ومراكزه المعروفة إلا ضمن العروض المسرحية الهامشية.
تصوروا انني شاهدت تسجيلات لعروض مسرحية قدمت في الأيام الاخيرة وهي لا تنتمي الى الفن المسرحي بل الى ما سمي (الواقعة) والغريب ان اصحابها لا يعرفون شيئاً عن هذا الصنف من فنون العرض والتي ظهرت منذ اوائل الخمسينات من القرن الماضي في اميركا وكان من روادها (جون كيج) و(ألن كابراو) وكلاهما ليسا مسرحيين بل احدهما موسيقي والآخر راقص. وللعلم فان (الواقعة) قد غابت عن الساحة الفنية هذه الأيام في اميركا.
ومن هذا نخرج بالقاسم المشترك الرابع وهو النقص في الثقافة العامة والثقافة المسرحية بالذات لدى الكثير من اولئك المخرجين حيث يعتقدون أنهم ليسوا بحاجة الى مثل هذه الثقافة طالما يمتلكون الموهبة والخيال الواسع وشحنة الابتكار ناكرين ان الثقافة التي تغذي الموهبة وتطورها وهي التي توسع القدرة على التخيل وهي التي تساعد على الابتكار، وبدون الثقافة سيظلون محددين بنوع واحد من انواع فنون العرض ويكررونه وبذلك يتجه نحو الجمود والموت على حد رأي المخرج الانكليزي الكبير (بيتر بروك).



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (فيت روك) نموذج من المسرح التحريضي
- الصوت والصمت في العرض المسرحي
- غياب بعض الحروف عن لغتنا العربية
- المتنبي مسرحياً.. الأمس واليوم
- حول فرقة الزبانية
- هل لدينا ورش مسرحية؟!
- هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟
- فرقة (طيور دجلة).. انجاز فني رائع
- رسائل وأطاريح الدراسات العليا في المسرح ومدى فائدتها
- العمل المسرحي في العراق بين الأمس واليوم
- منتدى المسرح في حلته الجديدة
- (الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!! 2
- لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!
- الأسلوب والأسلبة والأسلوبية!!
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 1
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!


المزيد.....




- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - إختيارات ومعالجات المخرجين المسرحيين الجدد