|
احدث -الاعيب شيحا-! ساويرس والهروب الى الامام.
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 7092 - 2021 / 11 / 30 - 14:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وحكى مدير امريكى شمالى انه كان يدفع لجماعات الاجراء خمسين بيسو للرأس، "ونبقيهم طالما تحملوا. وندفن أكثر من نصفهم خلال اقل من ثلاثة أشهر." "الشرايين المفتوحة لامريكا اللاتينية" ادواردو جليانو.
احدث "الاعيب شيحا": عندما يواجه ساويرس "منتقديه الشرفاء"، بنقدة لتميز شركات الجيش عن شركات القطاع الخاص، فهو بذلك يكون وضع منتقديه فى خانة "اليك"، لانه متوقع ان "كتائب السامسونج" ستتقلى الاوامر "بشك عليه"، عندها سيجد "منتقديه الشرفاء"، انفسهم متهمين بأنهم جزء من "كتائب السامسونج"، او هكذا اعتقد، انها احدث "الاعيب شيحا"!. طبعاً نجيب ساويرس ذكي، مثل كل افراد آل ساويرس، - بغض النظر عن فيما يستخدم هذا الذكاء -، الذى مكنه من ان يحصل على مرتبة اكبر فاسد "قطاع خاص" فى مصر، وايضاً، طبعاً هناك مئات الالاف من المصريين الذين يفوقوه ذكاءً، ولكن المناخ العام الفاسد، يعمل لصالح من؟! بعد ان تمكن بعض الشرفاء من فضح فساد ساويرس، على سبيل المثال وليس الحصر، الاديب المصرى العالمى الدكتور علاء الاسوانى، والمناضل اليسارى الشريف الدكتور عبد الخالق فاروق، والفريق الرائع للمعهد المصرى للدراسات الذى نجح "دولة" ساويرس فى حجب موقعه على شبكة الانترنت، بعد نشرة للسلسة من التحقيقات القيمة عن امبراطورية ساويرس وفسادها، وخاصة ارتباطها بالاستعمار الامريكى للعراق، وبالاضافة لكاتب هذا المقال، هناك عشرات من الشرفاء الذين عملوا على فضح فساد ممارسات هذا الحوت بالتواطئ مع فاسدين من حكومات مصر المتعاقبة، وحكومات ومسئولين فاسدين خارج مصر. امام النجاح فى فضح فساد ساويرس، لم يبقى امامه سوى الهروب الى الامام، اعمالاً لمبدأ "خير وسائل الدفاع، الهجوم"، فالقى بثعبانه الكبير الذى سيلتهم كل الثعابين الصغيرة، وفقاً لخطة "شيحا"، وكأن قد هبطت عليه فجأة صفة الشجاعة والنزاهة، فخرج يغتسل من وحل الفساد المتشارك مع فاسدى كل الحكومات المصرية المتعاقبة، وابتلع حبوب الشجاعة، وخرج اعلنها مدوية ناقدة لتميز شركات الجيش عن الشركات الخاصة، وهى رغم مظاهر الشجاعة الزائفة، تلاحظ، بخلا ما ذكرناه سلفاً عن خطة "شيحا"، انه نقد لصالح القطاع الخاص الذى كون من وراؤه، بالفساد التشاركى، مليارات الدولارات، هو وباقى افراد آل ساويرس، بالفساد القائم على استنزاف الجنيهات القليلة من جيوب المصريين – مسلمين ومسيحيين -، اى انه نقد للصالح "الخاص" وليس للصالح "العام"، هذا اولاً، اما ثانياً، لماذا صمت دهراً؟!، وهو فى الحقيقة لم يصمت، وانما شارك بأقتدار فى عمليات النهب المنظم للبقية الباقية من وسائل حياة كريمة للمصريين. منذ سنوات وعشرات، بل مئات المقالات والدراسات نشرت عن "العلاقات المدنية العسكرية" عموماً، وعن مصر على وجه الخصوص، ولم ينطق ساويرس حرفاً طوال هذه السنين، وقبل ان نسأل السؤال المنطقى، لماذا نطق ساويرس الان؟!، دعونا نستعرض مثل واحد فقط، وهذا المثل اختارته عن قصد لانه يخصنى شخصياً، وثلاثة من المثقفين اليساريين، منهم اثنان مصريين، والثلاثة هم الباحث الاقتصادى الاستاذ عبد الفتاح برايز، والمصريان هما، الاول، الباحث الاقتصادى اليسارى الاستاذ احمد السيد النجار، والثانى، الباحث الاقتصادى الدكتور عبد الخالق فاروق.
فى 4 اغسطس عام 2019، كتبت مقالاً تحت عنوان: "ثمن المنصب!، احمد السيد النجار، نموذجاً."، (لاحظ تاريخ المقال)، وجاء فى مقدمة المقال: ".. هكذا يذهب د. عبد الخالق فاروق الاقتصادى اليسارى، الى المعتقل، ويذهب احمد السيد النجار الاقتصادى اليسارى ايضاً، الى مقعد رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام!." فقد كتب الاقتصادى اليسارى احمد السيد النجار، مقالاً فى الاهرام اليومى، فى 8 اكتوبر 2013،- الذى سيصبح رئيساً لمجلس ادارة مؤسسة الاهرام، فيما بعد -، بعنوان: "ماذا يريد الغرب من اقتصاد الجيش؟". وتعقيباً على ما جاء فى هذا المقال، كتب الباحث والمحلل الاستراتيجى عبد الفتاح برايز فى 24 من نفس الشهر، مقالاً نقدياً فى مجلة "جدلية"، يحلل فيه ما جاء فى مقال النجار، بعنوان: "عن الجيش وامبراطوريته الاقتصادية فى مصر". ثم .. ماذا فعل النجار؟!، ليس فقط، لم يرد بكلمة واحدة على النقد العلمى والمنهجى الموجه لمقاله، عن هذا الموضوع الشائك والحساس!، بل حذف مقاله نفسه من ارشيف الاهرام!. (لينك صفحة الاهرام اليومى المحذوف منها مقال النجار: http://www.ahram.org.eg/News-print-/235982.aspx الا ان موقع "دنيا الوطن"، لسوء حظ النجار، كان قد حمل مقاله قبل ان يقوم النجار بحذفه، ونشره موقع "دنيا الوطن" يوم 10 من نفس الشهر. (لينك مقال النجار على موقع "دنيا الوطن": https://pulpit.alwatanvoice.com/content/-print-/308621.html فما الذى كتب برايز، ولم يستطع النجار ان يرد عليه، بل وجعلة يحذف مقاله بنفسه، اليس اصبح رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام؟!. لينك مقال برايز على "جدلية": https://www.jadaliyya.com/Details/29686/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D9%88%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1 لظروف مساحة النشر، يمكن قراءة مقال: "ثمن المنصب!، احمد السيد النجار، نموذجاً."، كاملاً، على "الحوار المتمدن"، لينك المقال: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=645606
لماذا نطق ساويرس الان؟! بالعودة الى "الاعيب شيحا"، من السذاجة ان نعتقد ان مغامرة ساويرس المحسوبة، بانتقاد تميز شركات الجيش عن الشركات الخاصة، هذا الموضوع الشائك وشديد الحساسية، وهو جزء من الموضوع الاكبر "العلاقات المدنية العسكرية"، سيكون من الساجة ان نعتقد ان هذه المغامرة "الكبرى" هى فقط للهروب الى الامام من النجاح التى شاركنا فيها الاخرين فى فضح فساد ممارساته، الا فى السياق العام لهذه المغامرة الكبرى وما يتوقعه ساويرس من ردود فعل من قبل النظام المصرى، وكيفية مواجهته لها، لذا لابد ان نلقى نظرة اوسع. بعد نجاح الديمقراطيين فى الوصول الى كرسى الرئاسة والكونجرس فى الولايات المتحدة، وهم الاقرب لآل ساويرس، وتربطهم بهم علاقات وثيقة (وهذه معلومات موثقة، وليس تخمين، سنعرض جزء هام منها خلال ايام قليلة)، بعكس عهد ترامب التى كانت ترتبط معه الرئاسة المصرية بعلاقات وثيقة، والضغط "الرقيق" الذى تمارسه الادارة الديمقراطية على النظام المصرى فى قضية حقوق الانسان، تواكب مع وصول الديمقراطيين، الخطوات المتسارعة التى تقوم بها السلطات المصرية فى تنفيذ التريد مارك الثلاثى لصندوق النقد - احد الازرع التنفيذية للسياسات الاقتصادية النيوليبرالية – اولاً، رفع يد الدولة عن السوق "اسعاراً/أستهلاكاً/تملكاً"، ثانياً، تقليص الانفاق الاجتماعى بحدة، ثالثاً، تحرير سعر صرف العملة الوطنية "التعويم"، واللجوء الى الاقتراض حتى مستوى 100 مليار دولار (بالنسبة لمصر). سال لعاب الشركات العالمية العابرة للقوميات، ومن ثم لعاب آل ساويرس، مع قيام السلطات المصرية فى السنوات الاخيرة، بأتخاذ خطوات واسعة وحادة "نسبياً" فى تنفيذ هذه الشروط، نسبياً لمرحلة من التنفيذ البطئ والتدريجى فى عصرى السادات ومبارك. فى هذا السياق، نعود لآل ساويرس ووصول الديمقراطين للحكم، ان ما يخص آل ساويرس فى هذا السياق النيوليبرالى الذى يطبق بشكل متسارع فى مصر، هو رفع يد الدولة عن السوق، وفقاً للشعار الزائف للاستعمار النيوليبرالى الجديد "الديمقراطية والسوق الحر"، اى تخلى الدولة عن السوق بمفرداته الثلاثة، ويأتى تخليها عن الملكية العامة لوسائل الانتاج، الشركات والمصانع والمزارع .. الخ، وتخليها عن مؤسسات الخدمات العامة، الاتصالات، الكهرباء، المياه، النقل العام، السكك الحديد، البريد .. الخ، لصالح القطاع الخاص المحلى المرتبط عضوياً بالشركات العالمية العابرة للقوميات، او لصالح هذه الشركات العالمية مباشرة. وبعد خصخصة العديد من الشركات الاساسية، الحديد والصلب مؤخراً، والعديد من الاصول المملوكة للدولة من خلال " الصندوق السيادى"، وبعد بدء ادراج شركات الجيش التجارية فى البورصة "خصخصتها"،والذى اسميته "الجهاد الاعظم"، اصبح لزاماً من قبل الشركات العالمية، وعميلهم المحلى، اقتسام السوق "الغنيمة" "التورته"، هنا منبع نوبة الشجاعة المفتقدة لآل ساويرس، وناطقهم الاعلامى، نجيب، فتجرأ على شركاء الامس، ليريد اليوم لاسيادة، وجانبياً لعائلته، الجزء الذى يراه مناسباً من "التورتة"، انه صراع على اقتسام التورته، وليس نوبة وطنية من اكبر فاسد "قطاع خاص"، فى مصر، نجيب ساويرس.
هام جداً الاصدقاء الاعزاء نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام،واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى. لينك جروب "حوار بدون رقابه" https://www.facebook.com/groups/1253804171445824
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة الى حسني النية فقط: بعيداً عن هدف الالهاء فى خناقة كتا
...
-
-عصابة الاربعة-! -1- -ساويرس/دحلان/الامارات/اسرائيل-. عندما
...
-
ليس هناك اخطر على الثورة، من تضليلها! هل حقاً تريد امريكا نظ
...
-
كيف لنجيب ساويرس ان يكون محصناً؟!
-
-انقلاب- السودان، باق ومستمر!
-
قبة الاعلام الحديدية؟!
-
غروب شمس ابداع الطبقة الوسطى!
-
غروب شمس الطبقة الوسطى، وابدعاتها!
-
-بدون رقابة- .. وع اللى جرى..؟! (2)
-
-ريش- فيلم، -مجازاً-، تسجيلى شديد الرداءة! بعيداً عن الاتهام
...
-
لن تنجح ثورة فى وجود الاخوان، ولن تستمر ثورة بدون الاخوان!
-
مآزق الثورة السودانية!
-
قدر مصر: العامل المشترك بين المشروعان الكبيران، الشرق الاوسط
...
-
تكنولوجيا المعلومات، قفزة الى الخلف؟!
-
هجمات 11 سبتمبر ومصالح الدولة العميقة الامريكية.(1) رؤية الب
...
-
قبل 11 سبتمبر وليس بعده؟!
-
هل نجرؤ على الانتصار؟!
-
الخروج الامريكى من افغانستان، الوجه الاوضح لتغيير -العقيدة ا
...
-
استراتيجية امريكا للخروج من افغانستان، ضرب -غية- عصافير، بحج
...
-
المهزوز والنضال بالأجر: -اليتيم التائه- يمسك بيد -بابا بينيت
...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|