أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثورة وبرلمان 2022














المزيد.....

الثورة وبرلمان 2022


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 25 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بالرغم من كل الأزمات، بل بحثاً عن بداية حل لكل الأزمات، ستتهيأ صناديق الاقتراع لقرار الشعب بإعادة تشكيل السلطة السياسية.صحيح أن الانتخابات هي البديل الوحيد عن الحرب الأهلية لكنها ليست السبيل السهل. فالطريق إليها ليست معبدة بل مليئة بالحفر والعراقيل وأولها القانون الذي ستجرى على أساسه، والذي يمكن القول عنه من غير مبالغة إنه أسوأ قانون على الإطلاق عرفته الديمقراطيات الحديثة، لأن المنطق الذي حكم صياغته هو منطق المحاصصة الميليشيوية، التي هي بالتعريف ضد التغيير وضد الديمقراطية. وإذا كان يحق لي تحديد أولويات في برنامج الثورة فتعديل القانون يقع في رأس اللائحة.
لا مصلحة للبرلمان الحالي بإقرار قانون جديد، لأن عقله التشريعي مبرمج على مجابهة الناس لا على الاستجابة لمطالبهم، لذلك لا بد من عملية تشحيل، بلغة الزراعة، لتبزغ براعم وأغصان جديدة في الربيع. فهل سيفسح القانون الحالي في المجال لجال الشباب والشابات من قوى الثورة وقوى التغيير بأن تتمثل في البرلمان المقبل، وما هي شروط ذلك؟
دروس من دورة 2018 قد تفيدنا في ذلك. القانون معقد ومركب، يعتمد النسبية في المحافظة والحاصل الانتخابي للائحة والصوت التفضيلي داخلها. بموجبه تفوز اللائحة بعدد من المقاعد يوازي عدد الحواصل الانتخابية. تمت صياغة القانون لتحكم المحاصصة سيطرتها وليتمكن من الفوز بعض من لم يحالفهم الحظ على القانون الأكثري.
يجمع المراقبون على أن التعديلات المحتملة في تركيبة المجلس النيابي المقبل طفيفة لكنها، على قلتها، ستهز جذع الشجرة الهرمة، وأن سهولة منالها تتفاوت بين منطقة وأخرى وطائفة وأخرى، وأن أصعبها قد يكون محصوراً في مناطق نفوذ الثنائي الشيعي.
في انتخابات 2018 كان يمكن أن يحصل خرق انتخابي في أكثر من منطقة، وكان يمكن أن تتكرر تجربة "بيروت مدينتي" في محافظة النبطية وفي محافظة البقاع الشمالي اللتين لم يتوافر فيهما عامل النجاح الأساسي الذي توافر جزئياً في بيروت. شرط النجاح هو ترجمة الاعتراض الشعبي بتجميع حواصل انتخابية. كان يمكن أن يحصل ذلك لو لم يحل موقف الحزب الشيوعي الخاطئ في الأولى والخلافات العشائرية في الثانية دون تجميع أصوات المعترضين. ففي الأولى سبق للمعارضة بقيادة اليسار ممثلاً بحبيب صادق أن حصدت ثلث أصوات المقترعين في دورة سابقة، وفي الثانية جمعت المعارضة أربعين بالمئة منها في الدورة التي سبقت.
تجميع الحاصل الانتخابي يحتاج إلى أصوات قبل حاجته إلى برامج، والأصوات لا تحسب إلا للوائح. يعني ذلك أن البرنامج الانتخابي لا يقدم ولا يؤخر إن لم ينضو صاحبه في لائحة. وإذا كانت اللائحة أهم من البرنامج فالطريق إلى الفوز يبدأ بالقدرة على تجميع المرشحين، وبالتالي على تجميع الأصوات. وهو يعني أيضاً أن العدد هو المهم في الحاصل الانتخابي بل هو الأهم وله الأولوية على ما عداه من مواصفات برنامجية وأخلاقية وسياسية.
اللائحة في هذا القانون الانتخابي تجمع متخاصمين أو متنافسين. عليهم أن يتعاونوا على تجميع الأصوات للائحة لتأمين حاصل انتخابي، لكن الناخب ينتخب مرتين، في الأولى ضد اللوائح المنافسة وفي الثانية ضد منافسيه من أعضاء اللائحة ذاتها. ماكينة الحزب الشيوعي لم تأخذ بالاعتبار هذه الفروقات الدقيقة في القانون وتصرفت كما لو أنه القانون القديم الأكثري ولم تأخذ بالاعتبار موقع الحزب الشيوعي في هذه الدائرة، ولذلك لم تستجب لطلب المرشحين من خارج المحدلة الراغبين بتشكيل لائحة مشتركة معه، طمعاً بأصواته وانتشاره التاريخي في أقضية المحافظة وبقدرته على تغطية كل أقلام الاقتراع.
بالإضافة إلى فهم آليات القانون وتعقيداته يحتاج النجاح إلى قرار سياسي. القيادة المركزية في الحزب الشيوعي أحالت الأمر إلى قيادات المناطق، وفي محافظة النبطية الانتخابية قرر اليساريون عزل أنفسهم في لائحة وعدم التعاون مع أي من المرشحين فألغوا أي احتمال لخرق اللائحة المنافسة. فيما أفاد أحدهم أن قرار عدم التعاون هو قرار مركزي، والغاية منه استبعاد المواجهة مع الثنائي الشيعي ومحدلته الانتخابية.
لأول مرة ستخوض قوى الثورة والتغيير معركة انتخابية، وهي تجربة جديدة على معظم المشاركين فيها، باستثناء اليسار الذي شارك في كل الدورات منذ ما قبل الحرب الأهلية. لذلك يمكن الاستفادة من تجربته، ولا سيما أن دوره ما زال مؤثراً في الانتخابات التشريعية المقبلة، وعلى أساس هذا الدور يتحدد مستقبله، فإما أن يكون عامل تجميع لقوى الثورة وتحقيق الفوز على غرار ما حصل في نقابة المهندسين أو أنه سيعلن الخروج من صفوفها والخروج على مبادئها.
تحفيزاً لليسار القديم وللمتحدرين من أصول يسارية على الانخراط انتخابياً في صفوف الثورة سأقدم سلسلة من المقالات أعرض فيها شريطاً لمواقفه من الانتخابات منذ الطائف لاستخلاص الدروس وفتح النقاش، منطلقاً من أن اليسار الحقيقي اليوم هو الذي يناضل من أجل إعادة بناء الوطن سيداً حراً مستقلاً، وإعادة بناء الدولة، دولة القانون والمؤسسات.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيلولة نضالية
- سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان
- الصراع بين المثقف والسياسي
- نصيحة جعجع الشيعية
- مشيخة الفلاحين
- مغدوشة أم طورا بورا؟
- من مدرسة الحطب إلى السوربون
- فساد بالسوية استبداد بالرعية
- زمن الدستور وزمان الزعيم
- عن المسترئس حين يصير -مناضلاً-
- كائنات خرافية تحكم لبنان
- من حضارة الأرض إلى العمل المأجور
- حزب الريف أم حزب المثقفين أم حزب العمال والفلاحين؟
- الحزب القديم مات وحركة الإنقاذ ليست بديلاً
- الشيوعي – القوات مستقبل الثورة أم ذاكرة الحرب؟
- 4 آب القرار الظني
- الفدراليون والدولة
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
- لا يمين ولا يسار هي ثورة مهندسين
- استبداد رفاقي. حكايتي مع الحزب الشيوعي


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثورة وبرلمان 2022