جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 2

محمد نور الدين بن خديجة

الحوار المتمدن-العدد: 7021 - 2021 / 9 / 16 - 20:46
المحور: الادب والفن
    

ـالتماعات الذاكرة .

ـــ جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ..
التماعة 2 :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ــ التقيتهم بالطبع .. وفي لجة التهييء لامتحانات الباكالوريا 85 ــ 1986 ... والبعض منهم يهيءلامتحانات الجامعة أي بمنطقة ــ تاركة ــ الفلاحية ... كنت جد متشوق لهذا اللقاء .. حيث كنت أحس غربة الابتعاد عن المدينة العتيقة

... فهذه الساحرة مراكش لو سكنتك وساكنتها مستحيل ان تهجرها او تهجرك . .. نعم ..اللقاء الاول كان مع مهدي حلباس وكان لقاء احدست أنه لجس النبض ... تتوارد أسماء الجمعيات ,, اسماء مناضلين معتقلين وبشكل سطحي ...ربما حذر وتوجس نظرا لما كان يخيم على الوضع من ملاحقات مستمرة على خلفية أحداث انتفاضة 1984 ...فالجامعة مشطت من أي فعل نقابي طلابي ...والجمعيات الجادة تحت المجهر , كان يرخي لحية سوداء خالطها شعر أصهب على طريقة المسرحيين أنذاك .. وكذا الشباب اليساري المتأثر بالثورة الغفارية أنذاك ..ستتلاحق اللقاءات وأتعرف على سعيدة الللغلاغ التي كانت تواكب الانشطة الثقافية للهواة ...ولا أنس نجيب عبد اللطيف اللطيف فعلا والغير متعصب ...بعيدا عن أي حلقية سياسية ومذهبية كانت سائدة أنذاك وخاصة بين أطراف الجسم اليساري . ثم سألتقي الشاعر السعيد أبو خالد وعضو نادي الهواة ... ممثل مقتدر ومتميز ثم رويدا رويدا تتوسع الحلقة ... ـ محجوب نحاس وعبد الصادق التمار والفنان الممثل الكبير والذي للأسف اعتزل التمثيل ــ عبد القادر منير ـــ ولن انس الصديقين المشاغبين حسن اجغا وعبد الحق حلباس أخ مهدي ... تطورت علاقتنا بسرعة ... فقد كنا نتقاطع في الأفكار والأهواء بل وفي المشاغبات خاصة مع حسن وعبد الحق ... فقد كنا نحن الثلاثة نهيءللباكالوريا.. وفي غمرة التهييء نخوض في النقاشات المسرحية والفنية والسياسية .. ثم تنتابنا لحظات جنون المراهقة ,,, فنصطاد العقارب ... بل مرة اصطدنا تعبانا وشويناه ... وكان يتردد بأننا مستهترين ولن ننجح خاصة وسط الفتيات ... هذا وقد تجحنا ... بل اني اجتزت تلك العقبة في الدورة الأولى وبدون ذاك الاجهاد والرعب الذي ينتاب البعض . هذه المجموعة كانت تتحلق أعضاء ومتعاطفين مع ــ نادي الهواة ــ التي كان يرأسها المرحوم محمد منيم وكان أكبرهم سنا . ستتمثن علاقتي في هذه الأثناء كذلك بعبد الرشيد قصير ولحجاب أبو جمال وع .. ع لانهم كانوا تلاميذ معي في نفس المؤسسة ــ ولي العهد ــ سابقا .
فيما بعد سأحضر أنشطتهم التي كانوا ينظمونها في سينما السعادة دوار العسكرلغيايب دور شباب او مسرح بالحي ... حتى التداريب المسرحية كانت تقام إما بالمنازل او في الخلاء الشاسع الذي كان يحيط بالحي أنذاك . شاهدت مسرحية قابيل وهابيل ..كما شاهدت مسرحية ــ رحلة الرجل الطيب ـ من تأليف مهدي حلباس في صيغتها الأولى بنادي الهواة ... كذلك سأستمع للفنان المرحوم محمد منجم معية فنانين آخرين وهو يغني أغاني ملتزمة من شعر مهدي حلباس وسعيد أبو خالد وتوفيق زياد ... وكانت النقاشات تتلو العروض دائما ... وهناك سيبرز تلميذ أصغر منا سنا وهو عدنان ياسين الشاعر والإعلامي الشهير حاليا رفقة أخيه وتوأمه الشاعر طه عدنان والذي كان صعبا أن تميز بينهما .
هذه الجمعية المتميزة داخل حي دوار العسكر ومراكش كذلك لعبت أدوارا مهمة في إشاعة مسرح وفرجة جادة بالحي رغم التهميش والحصار وفي غياب أي دعم أنذاك من الجهات المسؤولة .
إذن توسعت دائرة الأصدقاء والرفاق بالحي ... فبدأت تتضاءل علاقتي بالمدينة العتيقة ... حيث أصبحت لقاءاتنا تتكاثر ... فتعرفت على مريم الطروشي كممثلة متميزة وأخريات ليعذرنني إن نسيت أسماءهن .
لكن علاقتي بقاسم الأنصاري عن جمعية ابن بطوطة توطدت ... ولا أنس الصديق العزيز عبد الحي أ ...
في هذه الفترة مهدي ونجيب وسعيد بدأوا يفكرون في تأسيس تجربة جديدة تلبي طموحاتهم الفنية وتصقل توجهاتهم الإديولوجة .. وشجعهم ربما هذا الالتفاف الشبيبي الذي بدأ يبرز جليا أمامهم .. وستنضج الفكرة لياسسوا جمعية الحياة المسرحية في دجنبر 1986.


ــــ محمد نور الدين بن خديجة
16 شتنبر 2021 مراكش المغرب .
ــــ يتبع ــــ

#محمد_نور_الدين_بن_خديجة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات