أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟














المزيد.....

ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7007 - 2021 / 9 / 2 - 01:36
المحور: الادب والفن
    


أضافت إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في الدورة السابقة كلمة (المعاصر) فصار عنوان المهرجان كالتالي (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر) وعقدت دورته الرابعة والعشرون آواخر شهر أيلول هذا العام .
وبقيت أتساءل عن المقصود بالمسرح المعاصر هل المقصود به ما يقدم في الزمن الحاضر من مسرحيات كتبت نصوصها خلاله؟ هل المقصود تناول المسرح في بلدان العالم موضوعات تخص الحياة في هذا الزمن؟ هل المقصود معالجات معاصرة لمسرحيات من زمن مضى؟
لكل مرحلة زمنية فنها المسرحي الذي يعبر عن مضامين تخص تلك المرحلة أو مضامين تخص زمناً مضى ويمكن إسقاطها على أوضاع تعيش مرحلة تقديم المسرحية. ولكل مرحلة زمنية شكل خاص لمسرحياتها وطريقة بناء أحداثها. وتغيّرت المضامين وتطوّرت الأشكال المسرحية عبر العصور على وفق مبدأ تغيّر أحوال الناس في هذا البلد أو ذاك وتطوّر ذائقتهم الفنية، وعلى وفق مبدأ التجديد ونبذ القديم، فكان أن ظهرت الكلاسيكية في بلاد الأغريق وكان لها كتابها وشعراؤها مثل اسخيلوس وسوفوكليس ويوربيديس وارستوفانيس وغيرهم ، ثم ظهرت الكلاسيكية الجديدة في فرنسا وظهر فيها تغيرات بسيطة في مضامين مسرحياتها وأشكالها، وبعد ذلك ظهرت الرومانتيكية في المانيا وفرنسا وانكلترا ومعها كان لمسرحياتها مضامين وأشكال لا تختلف كثيراً عن مضامين وأشكال ما سبق ثم جاءت الواقعية ومعها حدثت تغيرات كبيرة في المضامين والأشكال وبعد ان كانت مضامين المسرحيات القديمة لا علاقة لها بالحياة اليومية للبشر وبعد ان كانت شخصيات المسرح القديم لا علاقة لها بالواقع المعيشي اذ شملت الألهة والملوك والقادة. فقد تناولت المسرحية الواقعية موضوعات تخص واقع حياة الناس وعلاقات بعضهم بالبعض الآخر وتغيّرت بيئة الأحداث غير الملموسة إلى ملموسة وأصبح لزاماً على الكاتب المسرحي أن يتناول موضوعات لها علاقة بمشاكل المواطنين وطموحاتهم وبأشكال فنية قابلة للتصديق من قبل القارئ والمتفرج . إذا كانت المسرحية الواقعية تتناول المظهر الخارجي للانسان فأن المسرحية الرمزية والتعبيرية والسوريالية أخذت تتوغل داخل النفس البشرية لتستكشف مكنوناتها وما يفرزه اللاوعي وكان حتماً أن تتغير أشكالها عما كانت في المسرحية الواقعية.
وهكذا كان لكل عصر مضامين وأشكال مسرحية تختلف بنسبة أو أخرى عن مضامين وأشكال العصر الذي سبقه وهنا يظهر السؤال واضحاً وهو: هل أن مضامين وأشكال المسرح المعاصر مختلفة عن مضامين وأشكال مسرح الماضي؟ والجواب نعم، بلا شك، فالحياة بجميع مفاصلها قد تغيّرت بنسبة أو أخرى وتقنيات الفن المسرحي هي الأخرى تغيرت أو لنقل تطوّرت وجاءت أخرى جديدة . وذائقة المتفرجين قد تغيّرت وما عادت تقبل بالقديم، ولكن هل غابت مضامين وأشكال وتقنيات الفن المسرحي القديم تماماً عن الساحة الفنية؟ ألم تبق قواسم مشتركة بين القديم والجديد، بين الماضي والمعاصر؟ ألم يترك القديم أثاراً له على الجديد، ألا يمكن للمسرحي المعاصر أن يجد في المسرح القديم ما يناسب روح العصر الحاضر؟ نعم . يمكن لمؤلف المسرحية المعاصر أن يرجع إلى النصوص المسرحية القديمة ليقتبس منها أو ليعدها لتناسب متطلبات عصره وأفضل مثال على ذلك هو مسرحية (انتيغوني) للاغريقي سوفوكليس وهو من المسرح الكلاسيكي القديم وقد كتب الفرنسي (جان آنوي) مسرحيته (انتيغونا) وكانت من المسرح الجديد . أليس بإمكان أي مخرج مسرحي معاصر أن يقدم قراءة جديدة لإحدى مسرحيات وليم شكسبير ؟ بمعنى أن يُعصرِنها .
هكذا إذن يمتزج الماضي بالحاضر ولا يمكن عزل المسرح المعاصر عن المسرح القديم وكل ما في الأمر هو قيام المسرحي بعصرنة مسرح الماضي البعيد أو القريب قدر الإمكان.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات
- التصفيق في المسرح !
- جمهور المسرح ونظرية التلقي
- لا مسرحية بدون (بروفة)
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2
- الثرثرة ضد الإبداع !
- مشاركة المجموعات المسرحية من خارج بغداد في المهرجانات الخارج ...
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه 2
- استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)
- هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!
- لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد
- هل تزول الرقابة على المسرح ؟
- ملاحظات حول جائزة الإبداع العراقي


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟