أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 2 )















المزيد.....

عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6997 - 2021 / 8 / 23 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لم يكن عبارة عن نكسة عابرة يمكن إصلاح نتائجها بل هو اكبر وصمة عار في جبين كل الساسة الأمريكان و ساسة الدول التي سارت خلف امريكا الذين خططوا و نفذوا لعملية احتلال لا مبرر لها لدولة أفغانستان .
لقد تم ذلك الاحتلال بحجة إيواء افغانستان لتنظيم القاعدة الإرهابي بالرغم مِنْ أن المخابرات المركزية الأمريكية كان لديها بعض المعلومات التي تشير الى أن قادة تنظيم القاعدة و منهم بن لادن كانوا يتخذون من أوكارا سرية لهم في باكستان مكانا آمنا لهم لإدارة عملياتهم الإرهابية ليس في الولايات المتحدة الأمريكية فقط و أنما في دول عديدة أخرى .
حتى لو افترضنا أن المخابرات المركزية الأمريكية لم يكن لديها عِلمْ في 2001 بأن اسامة بن لادن و قادة القاعدة يتخذون من أوكارا سرية خارج الأراضي الأفغانية منطلقا لتنفيذ عملياتهم الإرهابية عبر العالم فقد تأكدوا و عرفوا ذلك بعد عدة اشهر من سقوط الإمارة الطالبانية و سيطرة القوات الأمريكية على كل الأرض الأفغانية فلماذا لم تنسحب أمريكا في ذلك الوقت و لماذا تأخر الانسحاب لمدة عشرين سنة بعد سقوط هذه ألإمارة ...!
و نعيد الافتراض , فحتى لو كانت المعلومات لدى المخابرات المركزية الأمريكية كانت في السنين العشرة الأولى من احتلال افغانستان كانت شحيحة , رغم أن ذلك لا يمكن أن يكون أمرا معقولا على الإطلاق , فلماذا بقى الاحتلال الأمريكي لأفغانستان بعد قيام القوات الأمريكية بقتل بن لادن في أحد أوكار تنظيم القاعدة السرية في باكستان ثم رمي جثته في البحر و ذلك قبل أكثر من عشر سنين ... ! أي لماذا استمر احتلال افغانستان لمدة عشر سنوات بعد مقتل اسامة بن لادن ...؟
كل هذه الحقائق تدحض ادعاءات قادة الولايات المتحدة الأمريكية و في مقدمتهم الرئيس بايدن من أن أمريكا احتلت أفغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة , لقد كان ذلك الاحتلال بداية لمرحلة من السياسة الأمريكية التي تشكلت بعد أن تصاعد الغرور الأمريكي و استفحل مرض الشعور بالعظمة الذي اصاب عقول قادة أمريكا حتى وصل بهم الأمر لإطلاق شعارهم الشهير (( منْ ليس معنا فهو ضدنا )) , أول مَنْ استجاب لهذ الشعار الأمريكي الذي يحمل معه كَمْ هائل من التهديد و الوعيد لمن لا يسير خلف امريكا هم دول حلف الناتو , حيث سارت هذه الدول خلف أمريكا دون أن يكون لها رأي في تحديد مسارات هذا التوجه الخطير , و كأن أمريكا هي من عليها أن تقرر و تخطط و دول حلف الناتو عليهم السير في المسار الذي ترسمه لهم الإدارات الأمريكية المتعاقبة .... !
و بعد فشل السياسة الأمريكي في أفغانستان الذي استمر لمدة عشرين سنة , هذا الفشل الذي أصبح واضحا و لا يمكن السكوت عليه صرح الرئيس الألماني بقوله :
(( اني اعتبر الفوضى التي رافقت الانسحاب الأمريكي عار على كل الغرب )) .
إن العار الذي لحق بالدول الغربية من اعضاء دول الناتو التي سارت خلف الولايات المتحدة الأمريكية في احتلال افغانستان هو عار مضاعف لأن هذا الفشل كان نتيجة الهرولة الغير مدروسة خلف امريكا و بالضد من مصالح دولها الوطنية .
لا شك أن العلاقة الأمريكية بباقي دول حلف الناتو بعد هذا الفشل الأمريكي الكبير قد تصدعت بدرجة كبيرة و لا يمكن اصلاح هذا التصدع حيث من المؤكد أن امريكا لن تستطيع بعد الآن جر الدول الأوربية للسير خلفها دون أن يكون لهذه الدول رأي و قرار أوربي يتوافق مع مصلحة بلدانهم الوطنية .
لقد كانت الهزيمة الشنيعة لأمريكا و حلفائها في أفغانستان تشبه الى حد كبير كالذي يجري بسرعة دون وعي و دون توقف إلا بعد اصطدامه بحائط .
لكن هنالك رأي آخر لبعض المحللين السياسيين مختلف تماما , يقولون إن هذه الهزيمة الأمريكية مفتعلة بعد أن توصل هؤلاء المحللين الى استنتاجات خطيرة و هي أن امريكا هي من ارادت بانسحابها المنظم أو غير منظم من أفغانستان خلق فوضى في منطقة حساسة يدفع ثمنها الدول المجاورة لأفغانستان و خصوصا الصين و حلفاء روسيا , و كأن هنالك خطط مقترحة من قبل صانعي الاستراتيجية الأمريكية تشمل خلق فراغ أمني شاسع مركزه أفغانستان كي تنتقل منه ارتداداته المدمرة الى دول الجوار الأفغاني بحيث يكون الخاسر الأكبر من خلق الفوضى هم روسيا و الدول الحليفة لها بالإضافة الى الصين بعد أن تصبح عموم تلك المنطقة عبارة عن فوضى و ارهاب و اقتتال حيث ستكون احدى نتائجه إسقاط المشروع الكبير الذي تخطط له و تموله القدرات الصينية الهائلة و هو مشروع طريق الحرير الجديد الذي يعتمد على استقرار البلدان و المناطق التي يمر بها , و افغانستان إن لم تكن ضمن هذا الطريق فهي ليست بعيدة عنه .
لكن تطور الأحداث جعلت الإدارة الأمريكية تدرك أن سياساتها الخبيثة اصبحت غير مقبولة من اقرب حلفائها و أن استمراها بهذه السياسة سيفقدها باقي مصداقيتها .
و بذلك انقلب السحر على الساحر فكل النتائج تشير الى خسارة امريكا الكثير مقابل تطورات تصب في مصلحة روسيا و الصين و أهم هذه المؤشرات :
اولا : بدء مرحلة جديدة في العلاقة بين امريكا و الدول الأوربية عبر عنها تصريح الرئيس الفرنسي ما كرون الذي أكد من خلاله على ضرورة التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب و كذلك على لسان لودريان وزير الخارجية الفرنسي الذي أكد على ضرورة التعاون و التنسيق مع الصين و روسيا و إيران في معالجة تداعيات الوضع الجديد في أفغانستان , و رافق تصريح القادة الفرنسيين تصريحات من قادة دول أوربية أخرى منها بريطانيا , اقرب حلفاء أمريكا في أوربا , حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة التعاون و التنسيق مع روسيا و الصين و الهند في احتواء تداعيات الوضع الجديد في أفغانستان , أما قادة المانيا و منهم المستشارة الألمانية السيدة ميركل فقد اسرعت للتعبير عن التزام المانيا بتطوير علاقة التعاون مع روسيا .
أن مثل هذا التصريحات الواضحة و الشديدة لم تصدر سابقا من قادة لدول اوربية رئيسية ... انه مؤشر على بدأ مرحلة جديدة تمتاز باستقلال القرار الأوربي عن الإرادة الأمريكية و مشاريعها التي اصبح بعضها يتناقض و مصالح حلفائها .... !
ثانيا : صرح الناطق الرسمي لحركة طالبان سهيل شاهين للقناة الفضائية الصينية
(( إن حركة طلبان تنظر الى الصين و تركيا على انهما الشريكين الرئيسيين في أعادة إعمار افغانستان )) , و هذا مؤشر على أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيصب في مصلحة الصين و مشروعها العملاق (( طريق الحرير الجد يد )) بعكس ما خططت له أمريكا .
ثالثا : تقارب و تنسيق كبير بين دول معاهدة شنغهاي للتعاون التي تضم بالإضافة الى الصين و روسيا و الهند و باكستان اربعة دول من جمهوريات وسط اسيا و هي طاجكستان و أوزبكستان و قرغيزستان و كازاخستان و كل هذه الدول هي من دول الإقليم الذي تقع فيه أفغانستان و التي يهمها تطورات الوضع في أفغانستان .
رابعا : انتعاش العلاقة بين دول معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا و احتمالات توسعه ليشمل دول جديدة .
خامسا : تحررت ايران من جزء من التهديد الأمريكي لها حيث إن أي انسحاب و خروج لقوات أمريكا من الدول المحيطة بإيران يزيد من قدرتها على تحدي التهديدات الأمريكية خصوصا بعد بروز مؤشرات على علاقة تعاون جيدة اساسها المصالح المشتركة بين النظام الجديد في افغانستان و ايران .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 1 )
- سوريا الى اين ... ؟
- الممانعة الأمريكية في تحول الاتحاد الأوربي الى دولة اتحادية
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 2 )
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 1 )
- ماذا يلوح في افق التوتر المتنامي في منطقة الخليج ...؟
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 2 )
- الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 1 )
- الأنظمة الديمقراطية ... هل هي حقا حكم الشعب .. ؟
- هل يمكن إصلاح العملية السياسية في العراق ...؟
- ما هي طبيعة العلافة بين إقليم كوردستان و حكومة بغداد ..؟
- هل الدستور العراقي الحالي هو دستور شرعي ... ؟!
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 10 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 9 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 8 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 7 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 6 )


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 2 )