أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - تفقير الطبقة العاملة محليا وعالميا














المزيد.....


تفقير الطبقة العاملة محليا وعالميا


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطبقة العاملة هي طبقة فقيرة بالضرورة أو أنها مفقرة بالضرورة من طرف اعدائها الطبقيين و على رأسهم الطبقة البرجوازية ثم توابعها البرجوازيون الصغار بمختلف مسمياتهم كبيروقراطيات إدارية ونقابية وسياسية ورجال الدين بما في ذلك منافقي الاسلام السياسي.

فالعقيدة البرجوازية تقوم على ان اجر العامل لا يجب مطلقا ان يتجاوز حد الكفاف، فمهما اتخذ من قرارات للزيادة في الأجور الاسمية بالاتفاق مع السياسيين والنقابيين في مسرحيات حوار هزلية الا وهناك قرارات أخرى موازية للزيادة في الضرائب وفي الاسعار مما يعيد الأجور الى مستوى حد الكفاف. كما أن المحافظة على الأجور المتدنية يعظم نهب فائض القيمة ويرفع من معدلات الأرباح الرأسمالية.

ويستحيل ان يتحقق التراكم الرأسمالي بدون استغلال الطبقة العاملة الفقيرة بحيث ان التراكم يتزايد مع تزايد عدد الفقراء طردا، فرأس المال يتكون من رأسمال ثابت وهو عمل سابق ميت تم الاستحواذ عليه ونهبه نتيجة استغلال قوة عمل الطبقة العاملة المفقرة سابقا فتحول الى نقود والى أدوات انتاج والى تكنولوجيات كما يتكون من رأسمال متغير أو حي وهو المبالغ النقدية التي تدفع كأجور للطبقة العاملة التي يجب الضغط عليها دائما لتبقى في مستوى حد الكفاف، ومن خلال هذا التركيب العضوي لرأس المال المتغير دائما لصالح رأس المال الميت على حساب رأس المال الحي(حيث غالبا ما يستبدل العمال بالآلات وبالتكنولوجيات الحديثة والقاء الملايين من العمال نحو البطالة كجيش احتياطي للعمل منخفض الاجر) يتحقق التراكم الرأسمالي، فسعادة الرأسماليين تتم على حساب افقار الطبقة العاملة، فالصراع الطبقي الأصلي هو هذا الاستغلال الطبقي لقوة عمل الطبقة العاملة، أما مقاومة العمال لأشكال الاستغلال فمجرد ردود فعل على الصراع الطبقي الأصلي، والذي تتحالف ضده البرجوازية وأجهزة الدولة عبر القمع الوحشي للاضرابات العمالية والنقابات والأحزاب السياسية ورجال الدين.

من الشائع في الديموقراطيات البرجوازية ان تتاجر الأحزاب والنقابات ورجال الدين بمعاناة الطبقة العاملة من الاستغلال الرأسمالي لقوة عملها فتضع برامج إصلاحية وتدبج الخطب الخادعة للطبقة العاملة لجر هذه الأخيرة نحو صناديق الاقتراع والتصويت لاحد مكوناتها للادعاء بان الطبقة العاملة تصادق على سياساتها الاقتصادية التي لن تحيد عن نفس المبدأ البرجوازي في الاستغلال. وأخطر هؤلاء هم رجال الدين الذين يكرسون الاستغلال الرأسمالي دينيا والكل يتذكر مقولة بنكيران حينما اصبح رئيس حكومة حيث قال بأن فقر الطبقة العاملة هو بسبب الابتعاد عن الصلاة وليس بسبب الاستغلال، هذا الاستفلال الذي مكنه من تقاعد مريح مدى الحياة يصل الى 7 ملايين سنتيم في الشهر. علما ان بنكيران نهب تقاعد الطبقة العاملة وصندوق المقاصة الذي يحافظ على مستوى بعض الأسعار في متناول العمال كما امر بقمع إضرابات الطبقة العاملة والاقتطاع من اجورها
الجميع يتاجر في فقر الطبقة العاملة ويعمل على تكريس تفقيرها بما في ذلك ما يسمى المثقفون اليساريون الذين يفبركون مشاريع إصلاحية وهمية سياسية واقتصادية واجتماعية كما هو الشأن بالنسبة للنموذج الجديد للتنمية أو حتى بالنسبة للمشاريع المضادة التي تقترح اصلاح هذا النموذج، فما دام الواقع القائم هو نظام برجوازي أوتوقراطي فلا شيء يمكنه زعزعة القانون الحديدي للاستغلال الرأسمالي لتفقير الطبقة العاملة وافقارها.

صحيح ان المقاومة والصراع الطبقي سيستمران موضوعيا ويتصاعدان تدريجيا وينشران الوعي الطبقي، صحيح ان الاستغلال الرأسمالي لفقر الطبقة العاملة يخلف دوريا، محليا وعالميا، أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة، نظرا لهيمنة قانون ميل معدل الربح نحو التدهور بسبب الانحراف المزمن للتركيب العضوي لرأس المال لصالح رأس المال الميت على حساب رأس المال الحي، وما يخلقه من تراكم الإنتاج الزائد غير القابل للتصريف. انها الازمة التاريخية العميقة التي يعيشها نمط الإنتاج الرأسمالي خلال السنوات الأخيرة والتي جعلت الأنظمة الرأسمالية تنحرف نحو الفاشية واعتماد سلطات قمعية خطيرة بمبررات عدة من بينها مسرحيات مواجهة وباء كرونا. لكن الحقيقة هو خوفها من تنامي الوعي بخطورة الاستغلال الرأسمالي للإنسان وللبيئة وببلوغ هذا النظام حدوده التاريخية مما يستدعي ثورات عمالية في كل مكان للإطاحة به واعتماد نمط انتاج شيوعي لا مكان فيه للطبقات وللدولة وللعمل المأجور. انه المستحيل الممكن في ظل الازمة الختامية لنمط الإنتاج الرأسمالي.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية والصراع الطبقي (4)
- إدانة العدوان الصهيوني على القدس وغزة بفلسطين!
- الامبريالية والصراع الطبقي (3)
- الامبريالية والصراع الطبقي (2)
- على هامش فاتح مايو لسنة 2021
- مائة وخمسون عامًا (1871 – 2021)- عاشت كومونة باريس!
- قرار بمناسبة اليوم العالمي لتحرير المرأة 2021 تكملة
- اعتقال المناضل أمال الحسين احد كتاب الحوار المتمدن
- ماذا يعني الرفيق فريدريك انجلز للماركسيين المغاربة؟
- الامبريالية والصراع الطبقي (1)
- التحولات الجديدة في النظام الامبريالي العالمي
- جدلية الصراع الطبقي محليا وعالميا
- قراءة في قاموس شتائم فؤاد النمري
- -إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية- - ا ...
- -إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية-
- -كل نضال طبقي هو نضال سياسي-
- -المهام العاجلة لحركتنا-
- الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعيتها على الطبقة العاملة
- تداعيات أزمة كرونا وأفق التغيير الاشتراكي
- خطورة المراقبة الرقمية للافراد والجماعات بدعوى محاربة وباء ك ...


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - تفقير الطبقة العاملة محليا وعالميا