أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 2 )















المزيد.....

الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 8 / 1 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يتمكن حزب أو حركة من الإسلام السياسي استلام السلطة في بلد ما بالانتخابات كما استطاعت حركة الإخوان المسلمين في مصر و ذلك من خلال فوز ممثلهم الراحل محمد مرسي بكرسي رئاسة الجمهورية , أو من خلال انتفاضة جماهيرية واسعة بالطريقة التي تمكن الولي الفقيه بواسطتها من استلام السلطة في ايران أو حتى بالكفاح الجهادي المسلح كما حصل و سيطرت طالبان على افغانستان سابقا و قد يحصل و تسيطر طالبان مرة أخرى على مقاليد السلطة في افغانستان , بأي وسيلة كانت لا يهم , عندها سيعمل الإسلام السياسي على التمسك بأي ثمن بالسلطة , لأن خط النهاية عند احزاب و حركات الإسلام السياسي هو مسك السلطة و بعدها لا يبقى لديهم أي معنى لشيء اسمه تداول السلطة ...!
مسك السلطة بالنسبة للإسلام السياسي هو أمر شرعي , لا يهم اسلوب مسك السلطة , بقوة السلاح بالترهيب بغسل الأدمغة , كل الوسائل مباحة و شرعية .
النظام الذي تُشَكِله حركة الإخوان المسلمين لا يختلف في شيء عن النظام الذي يبني هيكله الولي الفقيه , لا من ناحية المبدأ و لا من ناحية النهج , قد يكون الفرق في بعض الأمور النسبية سببها الظروف المحيطة بتجربتيهما و التكتيك الذي يفرض نفسه عليهما .
يشرع الإسلام السياسي بعد استلامه للسلطة بتفكيك أجهزة الدولة و إعادة بنائها من جديد بالشكل الذي ينهي أي أمكانية لإزاحته عن السلطة و يعمل على إجراء تغيرات في البناء الاجتماعي و الثقافي للمجتمع و إجراء تعديلات على الدستور و إن تطلب الأمر الغاء الدستور و كتابة دستور جديد , يعملون هذه الأمور و غيرها لغلق جميع المنافذ التي ممكن أن تأتي منها رياح التغيير ...!

بعض مراكز البحوث في دوائر المخابرات الغربية و خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية وصلت الى استنتاج خطير هو أنه يمكن استخدام الإسلام السياسي المعتدل الذي هم حركة الإخوان المسلمين و بعض حركات الإسلام السياسي الشيعي في محاربة الإسلام الجهادي المتطرف , القاعدة , داعش , و اخواتهما ... ! هذا النهج الخطير الذي تسميه هذه المراكز بسياسة إيجاد ( الضد النوعي ) هو الذي دفع الأمريكان الى التفاوض مع حركة طالبان و الانسحاب من أفغانستان بعد أن قادتهم تحليلاتهم الى امكانية التعاون أو حتى الاعتماد على طالبان لمحاربة التنظيمات الأكثر تشددا منها و التي لها وجود متنامي في افغانستان .
و سياسة أيجاد الضد النوعي الذي أتبعته أمريكا هو الذي دعاها للتعاون مع حكومة الإخوان المسلمين في مصر ضنا منها أنه السبيل الضروري لمحاربة الحركات الجهادية التي أخذت تنشط و تنمو بعد سقوط حكومة حسني مبارك و ما تبعها من تداعيات أضعفت المؤسسة العسكرية و الأمنية المصرية ...! في الوقت ذاته تشكلت قناعة راسخة لدى بعض الحكومات العربية و خصوصا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة مِنْ إنَ خطر الإسلام السياسي المعتدل لا يقل عن خطر الإسلام السياسي المتطرف ( الجهادي المسلح ) فكلاهما سيقودان المجتمع و الدولة في النهاية الى نفس النقطة .
الإدارة الأمريكية كادت تقبل ببقاء حركة الإخوان المسلمين في السلطة في مصر رغم أنها كانت ترى بكل وضوح كيف أن اذرع هذه الحركة كانت تلتف حول مؤسسات الدولة المصرية , حيث وضعت الحركة اهدافا لها تمكنها من مسك السلطة بشكل تام .... و للوصول لهذه الأهداف باشرت حركة الإخوان بما يلي :
أولا : إقالة أو طرد أو إحالة على التقاعد المبكر للعديد من الموظفين المدنيين و من منتسبي القوات المسلحة المصرية بحجة أنهم من الفلول ( أتباع النظام السابق ) .
ثانيا : اتخاذ خطوات تدريجية للسيطرة على المؤسسة العسكرية و الأمنية في مصر من خلال حصر التعينات الجديدة في هذه المؤسسة بشباب حركة الإخوان المسلمين و من أنصارهم أو من خلال أجراء تنقلات على نطاق واسع بما يخدم هيمنة الحركة على هذه المؤسسة التي هي صمام الأمان للدولة المصرية .
ثالثا : السيطرة على وسائل الأعلام المملوكة للدولة المصرية و توظيفها و جعلها في خدمة النهج الأيديولوجي لحركة الإخوان , و تضييق الخناق على وسائل الأعلام الأخرى .
رابعا : مد ذراع حركة الإخوان لتطال السلطة القضائية من خلال خارطة طريق يتم خلالها انحياز القضاء لإرادة مرشد الإخوان و إجراء تعديلات بأحكام القضاء لغرض إحداث تغيرات ثقافية و اجتماعية تتوافق مع نهج الحركة الإسلاموي .
خامسا : استخدام موارد الدولة لتعزيز أمكانيات الحركة المالية و لدعم فروع حركة الإخوان في البلدان الأخرى .
سادسا : التمهيد لأجراء تعديلات دستورية تتناسب مع أهداف الحركة البعيدة المدى .
سابعا : تشكيل ميليشيا مسلحة تابعة لحركة الإخوان و دعمها بالاعتماد على موارد الدولة المصرية لتكون مستقبلا القوة العسكرية العقائدية على غرار الحرس الثوري في إيران .

لو لم تتحرك المؤسسة العسكرية بقيادة السيسي لصار اليوم مرشد الإخوان في مصر كالولي الفقيه في إيران ماسكا بكل اركان السلطة و الدولة المصرية و لأصبحت كل منافذ التغيير في مصر مغلقة .
استراتيجية و تكتيك الولايات المتحدة الأمريكية و خلفها بريطانيا هو الذي جلب الخراب و الدمار للكثير من البلدان فمن أجل محاربة المد الشيوعي في زمن الحرب الباردة تحالفت أمريكا مع كل من يقف ضد الشيوعية من احزاب و حركات الإسلام السياسي .
ففي تلك الحرب الباردة حاكت المخابرات المركزية الأمريكية المؤامرات , دفعت الأموال , خططت , فعلت كل شيء لمحاربة الاتحاد السوفيتي السابق و حلفائه ... حتى وصل بهم الأمر لتقديم كل الدعم بالمال و بالسلاح و السند المخابراتي لتنظيم القاعدة الذي شكله بن لادن تحت أنظارها و رعايتها و موافقتها و أمتد هذا الدعم و الأسناد لكل التنظيمات و الحركات الجهادية الإسلاموية في أفغانستان و من بين هذه الحركات حركة طالبان , كل ذلك تم تحت شعار محاربة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان .

أما اسلوب تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الشاه في أيران التي أدت الى استلام رجال الدين للسلطة في ايران بقيادة الزعيم الديني الخميني فكان اسلوبا ممنهجا بطريقة بدا و كأن سقوط نظام الشاه و صعود التيار الديني للحكم في أيران سيخلق مشكلة إضافية للاتحاد السوفيتي السابق حيث سيكون المد الإسلاموي في إيران و المجاهدين في أفغانستان في مواجهة المد الشيوعي , و كأن أمريكا كانت تخطط لمحاصرة الاتحاد السوفيتي السابق بجدار إسلاموي من الجنوب و قد يمتد و يتوغل الى داخل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ذات الغالبية المسلمة .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 1 )
- الأنظمة الديمقراطية ... هل هي حقا حكم الشعب .. ؟
- هل يمكن إصلاح العملية السياسية في العراق ...؟
- ما هي طبيعة العلافة بين إقليم كوردستان و حكومة بغداد ..؟
- هل الدستور العراقي الحالي هو دستور شرعي ... ؟!
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 10 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 9 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 8 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 7 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 6 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 5 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 4 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 3 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 2 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 1 )
- متى تتنحى أمريكا عن لعب دور شرطي العالم ...؟
- هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ...
- هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ...
- هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ...
- هل هنالك مصلحة عراقية في قرارات القمة الثلاثية العراقية المص ...


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 2 )