فاضل خليل
الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 15:05
المحور:
الادب والفن
أن ازدهار الثقافات من عدمه ،بشكل عام يفسره لنا ازدهار الكيان الاجتماعي ، الحاضنة الهامة لها ، ومن قوته يستمد قوته ومقار فاعليته . ومنها ينطلق مساهما فاعلا ومطورا لحركة عموم المجتمع ذاك ، والنهوض به ، والعكس صحيح أن كان الكيان الاجتماعي الحاضنة ضعيفا فسيخلق ثقافات كسيحة غير قادرة على النهوض به . ولطالما تبدأ الثقافات من المجتمع عبر الدراسة المستفيضة له وعلى كافة الاصعدة : النفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية – من اجل الوصول الى رغباته واحتياجاته وما يطمح اليه ، اليوم ولأن الثقافة والفنون من طبعها استقراء المستقبل فهي ستتعرف كذلك على احتياجاته المستقبلية . وعليه فمعرفة المجتمع ستمنح المبدع في الوصول الى ما يحتاجه من نوع وجنس ثقافي ، ففي المسرح - على سبيل المثال – فان " مخرج اليوم لابد أن يكون ممثلا للمتفرج ونائبا عنه ، منذ انتقاء المسرحية حتى اجراء العرض الاول لها "(1) . فهو الشاعر باهتمامات الناس حتى الدقيقة منها ، ولا نغالي أن نقول قادر على معرفة ما يجري بحياتهم الداخلية ، كون تلك المتطلبات تتنوع وتختلف بتنوع واختلاف الزمن، يقول توفستونوكوف:"انني بكل بساطة ، أحس بذلك فيزياويا "(2) ، هذا الحرص على وجود الناس في الثقافة والفنون انما يبعدها عن العديد من الازمات الخطيرة . من تعطيل لغة التفاعل مع الخطأ والصواب لما يدور في المجتمع ، وازمات اخرى غيرها لا تقل خطورة عنها . أن التوجه الى الناس والبحث عما ينهض بهم واحدة من المهمات الثقافية الملحة في الحياة ، وان الذهاب "الى الفئات الشعبية في أماكن تواجدها مما يؤمن قدر الامكان الشرط الموضوعي لأن يكون الجمهور بموقعه في حالة الانسجام مع اطار العرض ومؤهلا بالتالي بالمشاركة الفعالة"(3) .
الهوامش :
1) جورجي توفستونوكوف : حوار في المسرح ، مجلة الموقف الادبي ، العددان 6و7 ، السنة الثانية ، دمشق 1972 .
2) نفس المصدر السابق .
3) نبيل بدران : البحث عن المسرح البديل ، مجلة افاق عربية ، العدد7 ، بغداد – آذار 1980
4) ـــــــــــــــ
5) د.جميل نصيف : دور المشاهد في العرض المسرحي ، جريدة الجمهورية ، العدد4793 ، بغداد 17/10/1982 .
#فاضل_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟