أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - سلوك الدولة التركية ومقاربتها للقضية الكردية والقضية القبرصية نموذجاً















المزيد.....

سلوك الدولة التركية ومقاربتها للقضية الكردية والقضية القبرصية نموذجاً


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 6938 - 2021 / 6 / 24 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أهم المرتكزات المحلية والإقليمية لنظام الهيمنة العالمية على المنطقة وكذلك التحكم بشعوبها وتياراتها السياسية كانت ومازالت الدولة التركية التي تم قبولها في النظام العالمي بعد تخليها في أعوام 1923_1925 عن ثقافة المنطقة القائمة على التنوع والتعدد والتقاليد الديمقراطية المجتمعية التاريخية وخضوعها أمام النفوذ المادي والسياسي للبرجوازية اليهودية العالمية ذات التاثير الهام في النظام العالمي.

مرت تركيا الدولة وشكل سلطاتها بمرحلتين هامتين الأولى ماتم تسميتها “العلمانية الكمالية” عندما كانت مطلوبة لتقديم نموذج علماني للمنطقة ، والثانية “الإسلامية السياسية” التي تم التحضير لها منذ أعوام الثمانينات بعد ثورة ثورة إيران أو ماسمي الثورة الإسلامية ودخول السوفيت لأفغانستان، وكان مطلوب منها تقديم نموذج ما قيل أنه الإسلام المرن أو المعتدل التركي الذي تحول مؤخراً إلى العثمانية الحاوية للقومية الطورانية .
رغم مرور حوالي قرن من تشكيل القومية التركية النمطية المتجانسة لزوم الدولة القومية التركية على دماء شعوب ميزوبوتاميا والأناضول، إلا أنها مازالت تمتلك نفس العقلية والذهنية وبالتالي السلوك ذاته الذي أباد الكثير من شعوب المنطقة.

لفهم الدولة التركية وسياسات سلطاتها ومقاربتها للقضايا والأزمات و علاقاتها مع المحيط، وكذلك لفهم مستقبل التحركات التركية وسياساتها في المنطقة وخصوصاً بإتجاه الدول العربية وشعوبها علينا قراءة وإدراك مقاربة وتفاعل تركيا الدولة وسلطاتها مع قضيتين أساسيتين:

1_القضية الكردية وهي القضية المركزية في كل إستراتيجيات وسياسات الدولة التركية بمختلف حكوماتها، لأن المنطق القوموي الطوراني في تركيا تعتبر حصول الكرد على حقوقهم الطبيعية كباقي شعوب العالم تعني إنتهاء الدولة التركية أو على الأقل فقدان أكثر من نصفها، مع العلم أن هذا الرؤية غير صحيحة وبل مريضة وتخدم سلطاتها الإستبدادية فقط دون شعوبها. وعلى العكس في حال إنجاز حل ديمقراطي للقضية الكردية سيزداد تركيا قوة وحضوراً في الإقليم والعالم.
ولذلك تسعى الدولة التركية إرتباطاً بدورها الأداتي والوظيفي لتحقيق الهيمنة للنظام العالمي وبقاء القضية الكردية بدون حل في أي مكان حتى لو خارج تركيا و الحفاظ عليها كبؤرة للتوتر وكورقة للضغط والتحكم بمصير المنطقة. وحتى كل مقترحات الحل الديمقراطي التي قدمها الجانب الكردي ممثلاً بالقائد عبدالله أوجلان وبحزب العمال الكردستاني تم رفضها من قبل تركيا ومن ورائها وأبقوا فقط على التعامل الأمني والعسكري أو الإبادة والتطهير العرقي والإضعاف قدر الإمكان، حسب الممكن تجاه الشعب الكردي، ومن أراد من المسؤولين الترك أو بعض الأجزاء من المؤسسات التفكير بحل القضية الكردية كان يتم التخلص منه كما تركوت اوزال ونجم الدين أربكان وغيرهم الكثير، وكان من بديهيات تركيا إرتباطها بمنظومة الناتو وعدم حل القضية الكردية حتى لو كانت الحكومة علمانية أو إسلامية شكلاً لكن مضمونها لم تختلف في الطورانية القومية النمطية الدولتية.

وما يحصل مؤخراً في مناطق الدفاع المشروع في مناطق متينا وزاب وآفاشين وماحصل ويحصل بشكل يومي في عفرين وسري كانية وكري سبي من هجمات إبادة تركية بحق الشعب الكردي و شعوب المنطقة يبين بكل وضوح حقيقة السلوك التركي تجاه اهم قضية وطنية وديمقراطية في الدولة التركية.
2_ دخلت تركيا عام 1974 نتيجة ظروف متوترة في قبرص وتخاذل المجتمع الدولي، ورغم كل الإنتقادات الغربية، التي إنهالت عليها. إلا أنها بقيت في قبرص وفرض الجيش التركي تواجد كامل على قسم من قبرص ورغم مرور كل هذا الوقت مازالت الأزمة القبرصية بدون حل، والأهم علينا معرفة السبب. حتى أن تركيا تقول الآن أن الحل في قبرص هو عدم الحل وتعني تركيا تجسيد الإنقسام وإعطائه بعد رسمي وتشكيل دولتين وفرض الإنقسام وتفتيت قبرص.
وهنا تبادر إلى فكر الإنسان هل ستكون تركيا عائقاً امام الحل في سوريا والعراق وليبيا والصومال وغيرها حتى تمضي الأيام والسنيين وتقول تركيا أنها تريد في كل هذه الدول دولتين واحدة تركية وأخرى ضعيفة، إن لم تستطع السيطرة على كل تلك الدول.
إن ما تمارسه تركيا في مناطق إحتلالها وتواجدها أو تواجد نفوذها عبر العديد من الآليات والوسائل الناعمة تحاول إعاقة أية حلول جدية لبقاء الفوضى والإضطرابات والتوتر والإرهاب حتى تستمر هي بتعزيز وتمكين نفوذها وتجعلها تصل لمرحلة تقول في الدول العربية كما تقول في قبرص الآن أن الحل هو اللاحل ودولتين وتقسيم بدل دولة وطنية واحدة.

آنياً يمكن للبعض القول أن الدول مصالح و ومطامع وربما الكثير من دول المنطقة والعالم وحتى بعض من تياراتها السياسية تقول كما قال رئس وزراْء إيطاليا قبل فترة “إن أردوغان دكتاتور لكن علينا التنسيق وبل التعامل معه من أجل مصلحة بلادنا” ، لكن أين هي المصلحة لشعوبنا ودولنا ومجتمعاتنا إذا كان هدف تركيا وسلطاتها السيطرة والتحكم بموارد شعوبنا ودولنا وإبتلاع اقتصادنا ودوام الفوضى والإرهاب في مجتمعاتنا. أين هي مصالحنا إذا كانت تركيا تريد تقسيم وتفتيت دولنا وأخذ أبنائنا وجعلهم مرتزقة وكلاب صيد لديها لخدمة مشاريع وهيمنات تتجاوز حتى مشروع العثمانية الجديدة إلى الصهيونية التي تتجسد في حارة الشيخ جراح وكيفية تعاملهم السلبي مع الشعب الفلسطيني، من يهاجم الشعب الفلسطيني ويمنعه من الصلاة هو نفسه من يهاجم على الشعب الكردي في متينا وزاب وآفاشي وإن إختلفت الأدوات من الأردوغانية الإسلاموية الإخوانية إلى الصهيونية، وتبقى إدراك هذه الحقائق مهمة للمنطقة ولشعوبها.

من يريد معرفة صدق نوايا تركيا ومقارنتها الكلام بالأفعال وحقيقة تغيير تركيا لخطابها تجاه الدول العربية ومن يمتلكه التفاؤل بخروج تركيا من الدول العربية ومن التدخل في شؤون المنطقة ودولها، عليه عدم إغفال وبل رؤية ومعرفة كيفية تعامل تركيا أولاً،مع القضية الكردية وأبقائها بدون حل ومحاولة إنهاء المجتمع الكردي ووجوده على أرضه التاريخية منذ 12 ألف سنة على الأقل و ثانياَ مع القضية القبرضية حتى تكتمل لديه الصورة عن الدولة التركية وسلطاتها وعن إحتمالية إنسحاب تركيا من المناطق المطلوبة منها الإنسحاب، إن تركيا وبالنظر إلى تاريخها وذهنيتها وسلوكها لن تنسحب من اي مكان وحتى لو كان عدد البيانات والتصريحات والإدانات والقرارات الدولية بعدد الكرد والأرمن والسريان والروم والبونتس الذي قتلهم هذه الدولة، إن اللغة التي يفهمها تركيا والتي ستنسحب بها من المناطق التي تحتلها ومن التدخل في شؤون الدول والشعوب والمجتمعات هي لفة المقاومة التي تستخدمها الشعب الكردي وقوات الدفاع الشعبي (الكريلا) في مناطق متينا وزاب وأفاشيا،كممثل لكل شعوب ودول المنطقة وقيمها الإنسانية المجتمعية الأخلاقية ومصالحها الحقيقية في مواجهة دولة الإرهاب والإستبداد وأدواة تركيا الفاشية الأداتية للهيمنة العالمية وتحقيق الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الثورة والاستعمار
- السياسة الديمقراطية لمواجهة التدخلات
- الإيدولوجيا والتكنولوجيا بين التكامل والتصارع
- تمتين العلاقة الكردية – العربية وتبديد المخاوف
- أهمية الثورة الذهنية في بناء الحياة الحرة في المنطقة
- المكونات المجتمعية و المواطنة الحرة
- تركيا والحرب الخاصة
- الثورات ومخالفة الأهداف
- الفكر الوظيفي والفكر المجتمعي
- اللامركزية قيمة ديمقراطية مشرقية
- الدويلات القومية.. أدوات للهيمنة العالمية
- التاريخ والثقافة في التحول الوطني الديمقراطي
- التهديد التركي.. أكبر تهديد للاستقرار والأمن والسلم
- تركيا والأمن القومي العربي
- تركيا قوة أجنبية واحتلالية من ليبيا حتى كردستان
- البعد الثقافي للشعب الكردي بين الإبادة والقيادة
- إشكالية الدولة القومية وثقافة المنطقة
- الصراع «العربي - الإسرائيلي» بين الهيمنة العالمية والديمقراط ...
- فلسفة الإبادة وقواها الدولية
- أردوغان والعثمانية الجديدة


المزيد.....




- كيف وصف بوتين خطط ترامب لضم غرينلاند إلى أمريكا؟
- الجيش الإسرائيلي يقصف ضاحية بيروت الجنوبية.. وأدرعي يكشف الم ...
- مصر.. إيقاف إعلان مسيء لشركة مشهورة
- عون وماكرون يدينان الغارات الإسرائيلية على بيروت
- إنقاذ طفل روسي أصيب بعدوى نادرة بعد إجازة في مصر
- الجيش السوداني يعلن بدء تحرير ما تبقى من مدينة أم درمان
- ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال إلى 3 في تايلاند و13 في ميانمار
- رئيس وزراء إسبانيا يحث واشنطن على إعادة النظر في موقفها
- ابتكار خوارزمية تحسّن التواصل على المنصات الاجتماعية
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على العاصمة الخرطوم


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - سلوك الدولة التركية ومقاربتها للقضية الكردية والقضية القبرصية نموذجاً