كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 13:51
المحور:
المجتمع المدني
لا اعتراض على الذين يتفاخرون بأناقتهم الرسمية بالزي البحري، لكن اللافت في الأمر ان أحدهم كان يحمل الرتبة مرتين في بدلة واحدة، فقد وضع رتبته فوق الأكتاف، ووضعها أيضاً حول الأكمام، ووضع حاشية حمراء بموازاة الخطوط الذهبية، ومحروسة يالعروسة، في مظهر مضحك لا يخطر على بال قراصنة الماء الخابط. .
وعلى السياق نفسه أذكر ان احدى البوارج البحرية الروسية زارت البصرة في السبعينات، ورست على رصيف العشار في شط العرب، وكان بانتظارها وفدا عراقيا رفيعاً مؤلفاً من المحافظ وقائد القوة البحرية، ومعهم مدير عام الموانئ، وكان مدير القسم البحري في الموانئ يقف إلى جانبهم، ويضع على ذراعه رتبة مؤلفة من حزمة من الأشرطة المذهبة، وحولها مجموعة من النجوم البرّاقة، تؤطرها سعفات ذهبية، تتوسطها نجمة خماسية كبيرة. فما ان شاهده الادميرال الروسي بهذه الرتبة حتى توجه إليه مباشرة ليؤدي له التحية من دون أن يعبء ببقية أعضاء الوفد. كان الادميرال الروسي يظن ان صاحبنا هو الأعلى والأقدم والأهم. .
وقعت هذه الحادثة في الماضي، وما أكثر الذين ظهروا علينا هذه الأيام وهم يحملون من الرتب والنياشين والأوسمة ما لم يحمله الادميرال صمويل بابرو قائد الأسطول الخامس. .
فالزي البحري يعد من الثواب التي لا خلاف عليها، وهناك شبه إجماع دولي على الشارات والألوان والدرجات والرتب، بيد ان المؤسف له ان معظم الموسسات البحرية العراقية تغاضت عن الكثير من الممارسات الخاطئة في هذا الجانب، حتى تساوى الصغار والكبار، والقدامى والجدد، واختلط الحابل بالنابل. .
وبناء عليه لابد من العودة الى الأصول والقواعد، حيث لا يجوز ان يحمل المرء رتبة أعلى من استحقاقه، ولا يجوز ان يحمل الرتبة فوق الاكتاف وعلى الأكمام في بدلة واحدة، ويتعين على الشركات البحرية اصدار تعليمات صارمة للحفاظ على التدرج المهني، والحفاظ على رصانة القيافة واصولها في الشكل والمضمون. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟