أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - هل آن الأوان لوقف انتشار ثقافات التسطيح واستسهال الأمور..والميل إلى الأجوبة الجاهزة للمآزق الإنسانية..؟!














المزيد.....

هل آن الأوان لوقف انتشار ثقافات التسطيح واستسهال الأمور..والميل إلى الأجوبة الجاهزة للمآزق الإنسانية..؟!


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6911 - 2021 / 5 / 28 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على هامش -وباء كورونا-اللعين :

إنْ كان فعل المثقفي العربي القديم منتميًا انتماءً عضويًا إلى حركة التاريخ الكبرى المتمثلة في إنتاج الحضارة والعلم،ابتداءً من المشروع النبوي المحمدي في مكة والمدينة،مرورًا بمثقفي بغداد،ودمشق،والقاهرة،والقيراون،ومراكش،وفاس،وقرطبة،وبجاية،وتلمسان وتيهرت،الذين ساهموا في حركة صعود تاريخ حضاري عالمي،ولا نبالغ إن قلنا أنهم تحكموا في حركة التاريخ الكوني باعتبارهم مثلوا حقبةً فاصلة بين الثقافة الإغريقية والثقافة الأوروبية،وعكس هذا المثقف المنتمي لشروط خاصة بوأته هذه المكانة الحضارية المرموقة،نجد المثقف العربي المعاصر ينتمي لشروط حضارية مغايرة،إذْ خرج إلى الوجود بعد دورة الموت الحضاري، وبعد ظلمة ظلماء من التراجع والانحطاط،وجد نفسه مستندًا على جدار متآكل،وقواعد مهترئة جعلت خياراته محدودة جدًا،إما أن يمانع ويعاند،وإما أن يعود إلى الماضي باحثًا عن نقطة ارتكاز يقف عليها ويتخذها منطلقًا في تبرير وجوده الحضاري،وإما أن يداري ويجاري فيصغي ويتعلم ويقلد،ويبشر بكينونة تاريخية وحضارية لم يعد يملك مصيرها.
ما أريد أن أقول؟
متكلفا بما عجزت عنه إستراتيجيات وقطاعات وزارية متعددة،"نجح"فيروس كورونا في إعادة ترتيب أولويات الاهتمام لدى المغاربة،فأمام وضع الأزمة القائمة صار الاستماع إلى صوت المثقف مفروضا،خصوصا في علاقته بطرق تدبير الوضع الراهن.
ولم يجد الكثيرون سبيلا للإحاطة بكل جوانب الخطر المحدق سوى الاستعانة بأصوات الكتاب والأطباء والمؤرخين والصحافيين المهنيين،وهو ما أعاد إلى هؤلاء أدوارهم التأطيرية داخل المجتمع،بعد أن سحب منهم البساط لصالح شخصيات مواقع التواصل الاجتماعي.وتبذل قطاعات مهنية،وأصوات مثقفة،مجهودات كبيرة لإعادة الريادة للمعرفة والمعلومة،وتبيان حجم الحاجة إلى مزيد من الاهتمام بمجالات معينة،ووقف انتشار ثقافات التسطيح واستسهال الأمور،والميل إلى الأجوبة الجاهزة للمآزق الإنسانية.
وتتجه أنظار الجميع اليوم نحو المختبرات العلمية،والسباق الذي يخوضه العلماء ضد الزمن، في أفق التمكن من السيطرة على الفيروس وإيقاف عداد ضحاياه الذي يتضاعف يوما بعد يوم..إلا أن الحجر الصحي كان فرصة مناسبة لإعادة ترتيب الأولويات أو على الأقل وضعها في سكتها الصحيحة، بقطع الطريق أمام طوفان التفاهة (ونشكر كورونا لأنه ساهم في الحد منه بشكل كبير) وتجديد علاقتنا بالكتاب الذي همشته الثورة التكنولوجية..
.ختاما أقول:”شكرا لكورونا” أحيت ثقافة الاعتراف،بإعادة الاعتبار للطبيب والممرض والصحافي وكل الذين يضحون بأرواحهم في خط الدفاع الأول ضد هذه الجائحة التي ذكرت الإنسان بمعلومة صغيرة طالما نسيها أو تناساها: أنه أضعف بكثير مما يتصور !..
وأخيرا أضيف: لا شك أن العالم قبل كوفيد -19 لن يكون مثل العالم بعده وسنرى تغييرات في موازين القوى الاقتصادية مع بروز القوى التي تملك إلى جانب قوتها الاقتصادية رصيداً أكبر من الأخلاق والتاريخ مقابل القوى التي رصيدها من الأخلاق أقل،وكذلك سنرى على صعيد الأفراد والمؤسسات تحوّلاً بوتيرة أسرع نحو الاعتماد على التكنولوجيا،بخاصة لجهة الشبكة العنكبوتية واستخداماتها المختلفة.
وإذن؟
يجب إذا على المثقف العربي المعاصر أن يدرك وبعمق أنّ يقينيات المعرفة الإنسانية القديمة قد تصدعت،وخاصة تلك المرتبطة بالطبيعة والإنسان والمجتمع،ونبتت في شروخها أسئلة مؤرقة ومحرجة مع سيطرة العلم والتقنية والمعارف الحديثة والحروب البيولوجية،أو الإرهاب البيولوجي الذي صدّر وباء كورنا للإنسان عن طريق التعديل الوراثي للأحياء،والاستنساخ البشري الحيواني،والزراعة النسيجية وغيرها من علوم البيوبوجيا القاتلة التي أصبحت تُجند لتحقيق أهداف ومآرب سياسية واقتصادية وتوسعيَّة،متجاوزةً الغزو العسكري التقليدي..
وعليه يجب على المثقف العربي المعاصر أن يعيّ كل هذه المضمرات بتفكيكها وتبسيطها،حتى يحصن مجتمعه ويصنع وعيه بعيدًا عن التفسيرات والتأويلات المثولوجية أو الشعبوية التي لا تمت للعلم بصلة.
على سبيل الخاتمة :
بقدر ما تحتاج هذه المرحلة إلى الانعزال عن المجتمع واتباع تعليمات المنظمات الصحية والانتظار،تحتاج أيضاً إلى التأني في قراءتها والنفاذ إلى ما وراء المشهد.فخوض سباق مع الكم الهائل من المعلومات هو سباق خاسر بالضرورة.
في مثل هذه الظروف يتبين دور المثقف الفعلي وكفاءته.يقول جورج أورويل* في مقدمة مزرعة الحيوان، " يمكن إسكات الأفكار غير المرغوبة، والتعتيم على الحقائق غير الملائمة دون الحاجة إلى حظر رسمي ...لأن هناك اتفاقاً ضمنياً عاماً على عدم ذكر هذه الحقيقة."،في سياقنا الحالي،هذا ما تفعله البروبغاندا عن طريق من وقع في شراكها.
وفي ذكر الحقائق والوقائع،هناك حقيقة وحيدة في الوقت الحالي،وهي أننا لا نعرف الكثير عما حدث،ولا نعرف ما تخبئه لنا "الأقدار" في المدى المنظور..!!


*إريك آرثر بلير (بالإنجليزية: Eric Arthur Blair)‏ هو الإسم الحقيقي لجورج أورويل (بالإنجليزية: George Orwell)‏ وهو الإسم المستعار له والذي اشتهر به (25 يونيو 1903م - 21 يناير 1950م). هو صحافي وروائي بريطاني.
عمله كان يشتهر بالوضوح والذكاء وخفة الدم،والتحذير من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولي وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على العرب أن يعوا: -ليس من السهل الارتداد بحركة التاريخ التي ...
- على هامش ملحمة غزة البطولية : سلام هي فلسطين
- حتى نستردّ كرامتنا المهدورة.. لكل عربي يعيش من المحيط إلى ال ...
- حين يواصل الأدباء والفنانون والمفكرون - عمل الآلهة في الخلق” ...
- هل بإمكاننا القطع مع النمطية و»إعلام الزعيم» والتأسيس لإعلام ...
- كيف يمكن مواجهة الإختراق الثقافي الكوني في ظل راهن يتعولم إق ...
- حين تكتب المقاومة الفلسطينة الباسلة..تاريخ المجد والإنعتاق و ...
- البندقية سيدة الموقف..أما المصالحة الوطنية،فهي مجرد فكرة جمي ...
- تموقعات النص الشعري..في أدب المقاومة
- حين تحاربنا-إسرائيل-بجيش إعلامي يستهدف اقتلاع جذور الهوية ال ...
- حين ينحت الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي لوحاته الشعرية بحب ...
- على هامش الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة *: ثلاثة وسبعون نكبة ...
- إسرائيل..إحتلال توسعي..وهي «دولة» لا عمل لها غير ميدان القتا ...
- سلام..هي فلسطين
- لماذا يخافون على إسرائيل ولا ينادون بتصفية الإستعمار في فلسط ...
- حين يسقط القناع...عن «قتلة» تل أبيب
- رسالة مفتوحة إلى فلسطيني شامخ
- حين ترقص فلسطين على ايقاع المواجع عارية..ليس في قدَمَيها حذا ...
- حين يلامس رذاذ الدم الفلسطيني..وجوهنا السافرة
- حتى نحقّق انتصارا..يكون نفياً لعصر الركود والانحطاط..والتعثّ ...


المزيد.....




- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...
- الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من النيجر بعد حوالي سنة من انسحا ...
- لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
- الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
- البيت الأبيض يعلق على منشور إيلون ماسك المحذوف عن بايدن وهار ...
- -ديلي ميل-: بريطانيا غير جاهزة على الإطلاق لتصعيد الصراع مع ...
- إصابات في حادث انقلاب حافلة سياحية عائدة من موقع -ماتشو بيتش ...
- الكابينيت الإسرائيلي يعتمد إعادة سكان الشمال لمناطقهم أحد أه ...
- هل عادت خطة تخفيف الأحمال في الكهرباء بمصر؟ -الإدارة المحلية ...
- بايدن يجري محادثة هاتفية مع ترامب بعد محاولة الاغتيال


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - هل آن الأوان لوقف انتشار ثقافات التسطيح واستسهال الأمور..والميل إلى الأجوبة الجاهزة للمآزق الإنسانية..؟!