أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - الهتاف للسلطة بكونه عبودية مستدامة .














المزيد.....

الهتاف للسلطة بكونه عبودية مستدامة .


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فلاح المشعل .
ما الذي يجعل الجمهور يخرج باعداد غفيرة لاستقبال السياسيين بالهتاف الحماسي، أهو جمهور مؤجر لغرض استعراضي دعائي مدفوع الثمن ؟ أم هو جمهور مؤمن بالشخصية التي يهتف ويردح لها ؟
أهو توريث الطاعة التي تركها الزعماء النرجسيين لدى الجمهور العراقي منذ ستين سنة مضت ؟ ظواهر شعبوية تنتسب لعبودية القطيع البشري تعطي للمسؤول كامل الشعور بإمتلاكه كجزء من أصول ممتلكاته الخاصة، بكونه يمثل السلطة ببعدها الفرعوني .
اللافت أيضا في تلك المعادلات البائسة أن الجمهور الشعبوي انزلاقي مخادع، جمهور اليوم هم أبناء تلك الملايين المحتالة التي كانت تهتف ( بالروح بالدم نفديك ياصدام)، وقبل تسنمه بأيام كان الهتاف يتجه لمن سبقه أي (احمد حسن البكر ) وكان يتهادى في حكم عبد الرحمن عارف بعد اشتداده في مرحلة شقيقه عبد السلام ،حيث بلغ ذروته في زمن عبد الكريم قاسم الذي رفع هو وسيارته على أكتاف فقراء بغداد وسط هتافات تحيل برودة شتاء بغداد الندية الى لهيب ساخن .
كيف للجمهور العراقي أن يتخلص من عبوديته للهتاف ؟ متى يتلبسه السؤال بدل الهتاف لصاحب السلطة، سؤال حقوقه وحرياته والعدالة المفقودة والقضاء الزائف ؟ ماهي السبل لتوسيع رقعة الجمهور النقدي المتساءل ، وإنتاج الإنسان الفاعل الباحث عن التغيير في جوهر وجوده والتحول الايجابي كطبيعة تلازم الكائن الإنساني في جميع أنحاء المعمورة ؟
بنية المجتمع العراقي في أنموذج الستين سنة الماضية، كرست طبيعة علاقات السلطة مع توابعها البشرية، علاقة القطيع بالراعي، أي لم يحدث تغييرا جوهريا، من سلطة الفرد المطلقة الى حكم الحزب الواحد، الى سلطة الاسلام السياسي والديمقراطية الهجينة . المتغير الوحيد هو اتساع مساحة الجمهور الشعبوي .
اقتصاد رعوي يجعل الشعب بغالبيته العظمى مرتبط معيشيا بمكرمات الحكومة، بمعنى لم يتغير شيئا ً من جوهر الوجود والوعي الاجتماعي، لا الخوض في التحول الاقتصادي وإقامة بنى اقتصادية استثمارية معزولة عن تابعيتها للنظام السياسي، لاتغيير في منهج القوانين الاقتصادية التي تعيد تنظيم العلاقات والمصالح الفردية والجماعية ، بما يؤدي لإحداث التغيير في العلاقات الاجتماعية ومستويات الوعي الاجتماعي المدرك لأهمية مشروع التحرر الفردي والاجتماعي من هيمنة السلطة المستبدة بقوة أبويتها الاقتصادية .
التغييب القسري والتحريم بل التجريم القانوني لأية مساعي هادفة لإطلاق الحرية في قراءة ونقد السائد في الموروث الفكري والديني والاخلاقي والسلطوي المهيمن منذ سنين طوال، يضفي حالة من السكون المعرفي (ستاتيك) على عقلانية الفكر والثقافة ومدنية الروح المتفاعلة مع الحضارة على نحو منتج .
احجام الحكومات المتعالية في عدميتها ونرجسيتها عن تحرير الثقافة والاعلام والفن بكونها وسائط حضارية تتفاعل ديناميكيا مع وعي الجمهور وتحثه على الارتقاء ، بل جعلت من تلك الوسائط افعالا مشاركة بجريمة التخلف وخيانة الدور الذي أنحسر بوضع المكياج لتجميل السلطة وتبرير صلفها وجرائمها تحت عناوين المصلحة الوطنية أو الظرف التاريخي وغيرها من أكاذيب مكشوفة، ناهيك عن انحرافها الوظيفي في التمجيد الذاتي وامتلاكها وحدها للحقيقة والصواب، والتفوق العنصري الذي يغذي الروح الفاشية ويسقط مفاهيم الاعتراف أو الحوار مع الآخر المختلف .
ستون عاما أنتجت سلطات تبني مجدها الذاتي الزائف وتهمل بناء دولة المواطنة والتكافؤ والعدالة الاجتماعية والتنمية والسلام الاجتماعي، كما أنتجت جمهور شعبوي وطائفي متخلف صار يهتف لكل من تسلط عليه في حكومات مستبدة متخلفة أنتهت الى التشظي الفردي في سلطة السلاح المنفلت، واستيلاد سلطات متعددة في تسميات متصاعدة في عنفها واستغلالها، وانطوت على مسمى اللادولة في ظل خدعة الديمقراطية .
أذن ينبغي أن نتعرف على العلاقة بين الهتاف الشعبوي المجاني الناضح عن روح منتهكة ووعي ساقط في تيار العبودية المستدامة للزعيم الحكومي، والزعيم الطائفي والزعيم الميليشياوي، يقابلها تزايد مظاهر التخلف والفقر المعرفي والاضطهاد الذي يتعرض له المواطن العراقي من قوى اللادولة ، صاحبة السلاح الخارج عن القانون ، بكونها الوليد الطبيعي لسلطة الاسلام السياسي وتعاليم المحاصصة اللاشرعية يقابله تقزم دور الدولة والقانون، وتلك آخر صرعات الجريمة التي ترتكب بعنوان النظام الديمقراطي وتخلق مساحات إضافية لعبودية الهتاف بتنويعاتها السياسية والعشائرية والمليشياوية .. الخ !



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران وضريبة النووي .
- أزمة الناصرية .. أزمة العراق . ح٢
- أزمة الناصرية ..أزمة العراق .
- الأزمة المستمرة .
- العراق .. حلم الديمقراطية وواقع الاستبداد .
- زيارة امريكا .. كيفية استثمارها ؟
- نظام فاسد ..أمن فاسد !
- العراق ..اللادولة .
- مجلس نواب أم مجلس نهّاب ...؟
- الاستعراض والمظاهرات والمخاوف ...!
- دموع الكرادة والكامن الشيعي ...!
- رسائل الصدر الصريحة ، عراق مابعد داعش ....!
- مؤتمر باريس ، أهو مقدمة للتغيير ...؟
- العراق مابعد داعش ؛ نظام أم انتقام ...؟
- اعتصام النواب ، خداع ديمقراطي ..!
- مشروع إسلامي، أم قتل العراق ...؟
- التكنوقراط والخلل السياسي البنيوي ....!
- لماذا تركتنا بالصحراء يازهير ....؟
- اليساري أو الاسلامي في المخاض العراقي .....!
- شعب لم يبلغ سن الرشد ...!


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - الهتاف للسلطة بكونه عبودية مستدامة .