فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 09:36
المحور:
الادب والفن
ذاكَ الْحِبْرُ مُلوحةٌ تلعقُ البحرَ ...
ذاكَ البحرُ ورَمٌ
يتنبأُ بانتحارِ سنبلةٍ ...!
ابتلعَتْ سمكةً
قطعتِْ المسافةَ بينَ الزبَدِ والرملِ ...
لِتسألَ التاريخَ :
متَى يقفُ العبثُ بقرصِ الشمسِ
أيهَا البحرُ ...!؟
الغرقَى يتضوَّرُونَ جوعاً ...
أمَّا "يُونُسُ "
فتبرَّعَ بِبطنِهِ للحوتِ ...
وتبرَّأَ منْ دمِهِ
الأخُ الأكبرُ ...
الموتُ أفعَى تزدردُ أفعَى ...
والذاكرةُ
كُوبْرَا تموتُ في الفحيحِ ...
كلمَا تذكرتْ
أنَّ الترابَ يزحفُ على بطنِهِ ...
يسألُ الجسدَ :
أَلَا تُفرِغُ المقبرةَ منَ الأشباحِ
صارتْ عِبْئاً على الخزينةِ ...؟
قالَ بُورْصَوِيٌّ ذلكَ ...
وثَوَى القناعةَ في :
" كنزٍ لَا يفنَى "...
النَّبَّاشُونَ حَمَّلُوا الذاكرةَ
بِمَا خَفَّ وغَلَا ...
منْ أعضاءَ
سَوَّقَتْهَا الرَّقْمَنَةُ ...
ماتَ أبِي منذُ نصفِ قرنٍ ...
في قرونِ الأجدادِ
أنفاسُهُ على الوسادةِ ...
تثقبُ ذاكرةَ الموتَى
بوصايَا الأُبُوَّةِ ...
فَيَتَقَيَّؤُونَ في سروالِ إبليسْ
ثمَّ يرجمُونَ بالبكاءِ والدعاءِ ...
أنفسَهُمْ
ويدسُّونَ القطنَ في قرونِ الملائكةِ ...
أسمعُ الغرابَ ينعِي الغرابَ ...
في جنازةِ الأبِ
أفهمُ أسرارَهُمْ / الملائكةُ الْبِيضُ /
أفهمُ سرَّهُمْ / الغِرْبَانُ السودُ /
لكنْ لمْ أفهمْ سرَّ أبِي :
" كلُّ فتاةٍ بِأبيهَا معجبةٌ "
أتحسَّسُ سروالِي الداخليَّ ...
خوفاً
منْ فقدِ عُذْرِيَّتِي مرتيْنِْ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟