الجزء الثاني
(نص مفتوح)
..... ....... ..... .....
لماذا لا نتركُ الأرضَ وشأنها
نحن ياسادة ياكرام
مجرّد كتلِ صغيرة
أصغرِ من حبّاتِ الرمل على الأرضِ
جزءاً نافراً من حبيبات الأرض
ضيوفٌ على الأرض
رحلة عابرة فوق شهقة الأرض
لماذا لا نعطي صورةً تليق بنا
لأمّنا الأرض
لماذا لا نردُّ جميل الأرض للأرضِ
أَلمْ تأوينا فوق لحافها الدافئ
سنيناً ..
قروناً طوال!
لماذا نتركُ الأرض تغضب منّا
لماذا أيّها الإنسان
يغريكَ بريق الدماء
بريق الأخذ لا العطاء
الأرض تغدق حبّا عليكَ
وأنتَ تغدق جمراً من لون الوباء
آهٍ .. يا حمقى هذا الزمان
لو تعلموا كم رؤاكم المتحجِّرة قصيرة
لو تعلموا كم ثعلبياتم معاصٍ كبيرة
لو تعلموا أنَّ الإنسان أخو الأرض
إبن الأرض
صديق الأرض
سيّد الأرض
حبيبُ الأرض
لو تعلموا أن علاقاتكم
غير داجنة مع الأرض
ما تزالوا ضالّين في جادات الأرض
تائهين بين وخم المال
وشبق الصعود إلى قمةٍ الأبراجِ
تائهين بين رؤى مفهرسة بجلد الثعالب
بناطحاتٍ مترجرجة فوق كثبان الرمل
تائهين عن خصوبة الحقِّ
عن درع العدالة
عن جمال الوردةِ
حضارة مندلقة من جلود الافاعي
شائخة في قمّة أوجها
ستهبطين أيَّتها المزركشة بقشٍّ متطاير
في مهبِّ الانحدار
نحن في عصر سرعةٍ مميتة
لا نستغل سرعة العصر لصالحِ العصر
يُقتَلُ العصر بسرعته المريبة
عصرٌ غير مكترث لأغصان الحياة
لا مبالٍ لخصوبة الغابات
يقتلع تعب العمر
يرميه في قاعٍ الزنازين
...... ...... ........ يُتبع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: آذار 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]