أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - القدوة يحتاج إلى قدوة














المزيد.....


القدوة يحتاج إلى قدوة


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع كل انتخابات تجري على الساحة الفلسطينية يطالعنا من يعلن دخول الانتخابات خارج دائرة الحزب أو الفصيل التابع له، معللاً ذلك بأعذار مختلفة قد تتفق معها أو تختلف وفي كل الاحوال لا بد من احترام هذا التوجه لأنه يعبر عن رأيه بحرية وليس من حق أحد أن يصادر إرادة أي فرد، فالتعبير عن الرأي والموقف أمر مكفول للجميع ولا حياد عنه، ولكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا يبادر هؤلاء بالاستقالة، ويعلنوا مواقفهم منذ اللحظة التي يرون فيها الاعوجاج المرفوض في رأيهم، أم أنهم لا يريدون خسارة المكاسب التي حققوها تحت مظلة التنظيم، راغبين باستمرار زواج المتعة مع الحركة أو الفصيل، ولماذا يُصر هؤلاء دوماً على اختيار الزمان والمكان غير المناسبين، والذي سمح بالتشكيك في قراراتهم وتوجهاتهم، مع علمهم بأنه قد عصفت بحركة فتح عبر تاريخها العديد من محاولات الانشقاق والخروج عن الاجماع الفتحاوي، لأعذار مختلفة ومنها ما ساندته دول، وجميعها ولّت واندثرت ولم يكن لها تأثير محسوس انعكس على القضية الفلسطينية أو على حركة فتح أو الحالة الفلسطينية، وكذلك فإن تجربة التاريخ حكمت على كل الحركات الانشقاقية والمتجنحة سواء كانت فلسطينية أو غيرها بالفشل المحتوم، ومرة أخرى لماذا الآن، وللإجابة على هذا التساؤل تنادت الكثير من الآراء حول صوابية قرارات الفصل أو خطئها، سواء كان في الماضي أو في حاضرنا اليوم، وبطبيعة الحال تختلف الرؤى والمواقف كل حسب رؤيته التي بناها وفق أفكاره أو انسجاما مع حركته أو دوراً وظيفياً يؤديه ويتكسّب منه، هل يظن أولئك أنه يمكنهم أن يتخذوا مواقف وقرارات مناوئة للحركة أو الفصيل التابعين له، ثم يُصفق لهم ويحظون بالإطراء، ثم يتساءلون ويستنكرون، ردود الأفعال ويتخبطون يمنة ويسرة باحثين عن اعذار فلا يجدوا سوى الشخصنة واللوم وكيل الاتهامات لتبرير قراراتهم، ويدأبون على تحريض الجماهير على سياسات كانوا هم جزء لا يتجزأ من صناعتها وحياكتها، ثم يدَّعون المظلومية، ويقدم أحدهم نفسه للجمهور على أنه يملك ما وهب الله لنبيه سليمان، وعصا موسى التي فَرَقَ بها البحر، وأنهم سيغيرون حياة الناس بين عشية وضحاها من الفقر المدقع إلى الرغيد من العيش، متجاهلين قصداً أن هذه المسألة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بموقفهم من الاحتلال البغيض الذي لا يألوا جهداً ولا يترك فرصة من أجل صباغة القضية الفلسطينية بلباس الإنسانية وإسقاط الصفة السياسية عنها، فهل هذا ما يرجوه المفصولون المنفصلون انسجاماً مع صفقة القرن لتمريرها واقعاً وبإرادة شعبية ضناً منهم أن ضنك العيش الذي يسيطر على الحالة الشعبية سيُسيل لعاب الجمهور لما سيُعرض عليه من وعود الغيوم الرعدية قوية الصوت نادرة المطر، إن حالة التجنح هذه ليس مقصورة على حركة فتح، بل صاحبت معظم الفصائل الفلسطينية، وكان القرار الدائم هو فصل هؤلاء وتحجيمهم ورفع الحماية التنظيمية عنهم، لأن شرورهم أكثر من خيرهم إن كان فيهم خيراً، ولكن حينما يتعلق الفصل بشخصية كانت تابعة لتنظيم فتح يتغير اسلوب التعامل، وتكثر الاجتهادات، أليس هذا مثيراً للتساؤل! هل هذا لأن حركة فتح كبيرة ورائدة وتتمتع بالدور الأبرز في قيادة الشعب الفلسطيني، أم لوجود منافسين أقوياء لها في الساحة الفلسطينية، أم أن الاحتلال يحاول أن يزرع وينمي مثل هذه الانشقاقات في فتح أو غيرها من الفصائل كلما سنحت الفرصة لذلك تحقيقا لمآربه، حيث يتمكن وبأقل التكاليف من حرف القطار عن مساره، وتفريق ركاب السفينة، والاستفراد برُبّانها، وبدلاً من أن تنشغل فتح وغيرها من الفصائل بالاحتلال تنشغل بنفسها وتتبدد قواها في الشأن الداخلي وتترك الاحتلال يتنعم بالأمن والهدوء، ويُطبع في وجدان الشعب وعقله انعدام ثقته في قيادته ونخبه علاوة على اضعاف الانتماء وروح التضحية، ولكي نضع حداً حاسماً لمثل هذه الظواهر لا بد من تكاثف الجميع فصائلاً وشعباً على تحييد أمثال هؤلاء من العبث في النسق الاجتماعي والسياسي للشعب الفلسطيني، فقلّة فاضلة خير من كثرة غير مرغوب فيها فالقائد الحقيقي لا بد أن يكون قدوة حسنة يُشد به العضد، ولا يُحدث خرقاً في السفينة لتغرق ويغرق من فيها .



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاها وشوشة
- رسائل الرمال الساخنة والمياه الدافئة
- سد النضة الأثيوبي دقت ساعة الحسم
- تخاطيف انتخابية 3
- تخاطيف انتخابية 2
- تخاطيف انتخابية 1
- حمالة الحطب في المشهد الفلسطيني
- الانتخابات التشريعية تكة غبرة
- الانتخابات واستحقاقات الجماهير
- الثورة الفلسطينية لن تسقطها أي ثورة
- العابرون في وطنٍ مُقيم
- بَسْ الدجاجة تفهم
- حماس وسرمدية السياسات
- إيران الابن الأميركي المدلل
- الصراع بين صوابية الرؤية وصواب الرأي
- واضيعتاه إذا الأوان يفوت
- حكومةٌ بلا شعبٍ وشعبٌ بلا حكومة
- الرحيل الرابع
- رسالتان والثالثة في الانتظار
- دولة من خيوط العنكبوت


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - القدوة يحتاج إلى قدوة