أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد هالي - تامنصورت: بين الوعود المنمقة، و الانتظارات الطويلة














المزيد.....


تامنصورت: بين الوعود المنمقة، و الانتظارات الطويلة


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ مدة و نحن نسمع عن مدن المستقبل، نسمع عن حدائق مزهرة، و مدن الالعاب للأطفال، و مدن الترفيه للجميع، مدن خضراء تنعش الريح، و تحولها الى نسائم عليلة تزكم الأنوف، بل نسمع عن السعادة لمستقبل زاهر تغزوه الورود من وجهة نظر العارض للسكن في أطباق من ذهب، نسمع عن رفاهية المواطن ، و راحته، و تسليته لينعم بمدن مختلفة عن مدنه القديمة الأصلية ، كانت الوعود كثيرة تزينها الصور الملونة، بأزهار نبات الجهنمية الوردية الفاقعة الالوان على صفحات لوحات اشهارية مزركشة، لكن وجدنا وراء تلك الألوان الجميلة أشواك تطعن في السر، تلكزنا و نحن لا ندري، كنا منجرين وراء الإشهارات التي تحفز الرغبات المتعطشة للاستقرار، بعدما أتعبنا جحيم الغلاء العقاري الذي تحركه أيادي تزحف على الخصب و القاحل، من أجل جني الأرباح، و لو بشعارات زائفة، لا تخلو من دهاء الرأسالمالين الذين يزينون الشوك بالأزهار، حتى يبدو كل شيء جميل.
أمام هذا الوضع الرهيب، و تقبل العالم الجديد، الذي لا يخلو من تلبية بطش الرغبة في الاستقرار، تقبلنا الخديعة، تقبلنا الانتظارية، حتى تصبح المدينة مدينة الرفاه، مدينة تختلف عن كل شيء، و لو على مستوى الأحلام، حتى لا تكون لا شيء، فكانت بالفعل كل شيء سيء الا الرفاه فهو في خبر كان، كالوعود المؤجلة الى حين، سمعنا ، و قرأنا و تتبعنا عدة أمور، ستحرك الوضع ليصبح كأزهار الجهنمية المتدلية على بعض الأسوار، لكن كلما اقتربنا منها تنقرنا الأشواك وتظهر لنا بأن ما وراء شعارات الخير شرور تنتظرنا دائما.
لكن حينما يصل الأمر الى مطلب بسيط ، مطلب يبدو أكثر من ساذج و يتمثل في إشعال مصابيح الشارع المنطفئة لما يزيد عن ثلاثة أشهر، تيقنا أن المدينة لازالت في زمن غفل، زمن انتظارية المواطن، و احتقاره، و إهانته ليصبح لا شيء، بل هو يشبه من حيث الشكل أزهار الجهنمية، و من حيث المضمون فهو يواجه الأشواك، و ينتظر الفرج من أناس لا يهمهم الا الربح.
هل نحن لازلنا في زمن توبيخ المواطن ؟ هل نحن لا نعر اهتمام انتظاراته أمام المكاتب؟، و لا أحد يستفسره عن أسباب قدومه؟ هل نحن أمام هول انتظار مسؤول زمنا طويلا ثم نعود من حيث أتينا كأن وقتنا لا شيء؟ كل هذا من أجل تحقيق مطالب بسيطة ( إصلاح الأضواء، و ازالة الاسلاك المتدلية على الدور، و التي تشكل خطرا على الساكنة. أخص هنا الشطر الاول من المدينة ) فلم تحركهم لحد الساعة لا طلبين قدمهما مواطن لمكاتب في باشوية حربيل ( طلب الاثنين 01 / 02 / 2021
الى المكلف بأضواء الشوارع و أحياء تامنصورت ، و طلب الخميس 11 / 02 / 2021 الى رئيس جماعة حربيل تامنصورت
) و لا حتى عريضة مذيلة بتوقيعات المواطنين موجهة لرئيس جماعة حربيل، و لمدير العمران بالمدينة،
و لمدير المكتب الوطني للكهرباء بالمدينة (في 01 /03 / 2021
من بعض ساكنة تامنصورت الى رئيس جماعة حربيل الى العمران بتامنصورت الى المكتب الوطني للكهرباء
عريضة مطلبية)
و الغريب في الأمر أنه لم يتم الاستماع الينا، و لا الاتصال بنا، رغم وضعنا ارقام الهاتف ضمن العريضة المقدمة، ما عدا مدير مكتب الوطني للكهرباء الذي استقبلنا و وعدنا بتلبية الطلب، و لحدود كتابة هذا السطور لا جوابا يذكر، و لا مطلبا تحقق، و كأننا في رحلة الى المجهول، و كلما توجهنا للاستفسار قوبلنا بالانتظارية الى ما لا نهاية الانتظار، كأن مفهوم المواطنة تغلي في قدر مثقوب، سيقول قائل: فلتحترق الآنية، فنحن لا يهمنا ما في الآنية.
لكننا نحن بدورنا نقول: سنظل نستمع للريح لعلها تحرك توقف الشجر، و تزهر الفاكهة من جديد، رغم تلكئ المناخ، و فساد تربة الزراعة، لأننا مجبرون على البقاء على الحياة في جو محموم بالانتظارية.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتيم البحر
- عربدة على هموم باقية
- سفر الى حيث أنا باق
- عام يمضي عام قادم
- سمسرة
- ما وقعي..؟
- من هذا الخيال
- آسفي لا ترفضني
- أرض الخل و النخيل
- كأني في الحنين
- الحنين 2
- الشرق شرق
- مجرد رأي
- من أنا..؟
- أزمة نمط و ضعف البديل
- بحور قافيتي
- يا هذا العالم
- اللغة و الهوية
- بيروت
- جفاف كالجفاء


المزيد.....




- -خدعة لن تتكرر-..الأزهر يرد على مخططات ترامب لتهجير الفلسطين ...
- استخدام الحشيش أثناء الحمل.. مخاطر خفية تهدد صحة الجنين
- فنزويلا تتهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتمويل القوى ...
- رئيس وزراء اليابان يؤكد التزام بلاده بإبرام معاهدة سلام مع ر ...
- مشاورات لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة لبحث -تهجير الفلسطين ...
- -أكسيوس-: روبيو يخطط لزيارة الشرق الأوسط
- الجيش السوداني يتقدم نحو وسط الخرطوم ويقترب من القصر الجمهور ...
- الولايات المتحدة تصادر طائرة ثانية للرئيس مادورو (فيديو+صور) ...
- ترامب يفرض عقوبات على الجنائية الدولية، ورئيس وزراء إسرائيلي ...
- العلماء الروس يبتكرون منظومة للتحكم بسرب الطائرات المسيرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد هالي - تامنصورت: بين الوعود المنمقة، و الانتظارات الطويلة