أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - وداعا ممدوح نوفل














المزيد.....

وداعا ممدوح نوفل


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 11:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


حزمت ورحلت، لم تعطك الحقيقة الوقت لإنهاء ما بيدك، أو انها اختصرت مسافة الألم على الأحبة، أغمضت عيناك في نصف إغفاءة، فأنت غير مقتنع بالموت الذي فاجأك؛ ولا زلت متشبثا بالحياة على الرغم من الانسحاب الظاهري الذي أبديته في حزيران الماضي.
في حينها لم أشأ أن اتعب قلبك ولم أقوى أصلا على مشاكستك فقد بدوت ممدوحا آخر، تمردت بصمت مجلجل على معاملة القدر؛ ولم تشأ مناقشته بالظلم الذي وقع، لكتك جادلته بأسلوب آخر في مصيرك الذي اختاره لك، فأدرت ظهرك بهدوء لممدوح العنيد المناكف؛ وأخرجت عنيدا آخر لا يجادل بالحياة أو الموت بعد أن أصبحا سيان، لم تعد المقاومة كطبع نمطي يميزك، ولكنك بقيت شجاعا باستسلامك لإرادة القدر؛ ممزوجة بلا مبالاة واضحة بخياراته، أو ربما أردت ان ترد له الصاع باثنين، بأن لا تقاومه أصلا ولا تكترث أصلا به؛ لتشعره بأنه لم يجرك الى ميدان لا تريد الصراع على جبهته، ولا تتقن فنونه وصبره، فهو لم يخلق لحبك غير المشروط للحياة.
لم يهن عليك أن تقر بالمرض، لأنك لا تستطيع الإقرار بضعفك، فأبت نفسك القوية أن تعترف بهزالها، وعندما تحدثت تحت الحاحي عن الداء؛ استخدمت ضمير الغائب لتقديم الجسد المنهك بالمرض وتداعياته، عرضت الوضع بموضوعية وكأنك تتحدث عن الصراع بين قوى الخير والشر، أفردت الحالة كفكرة؛ أوكأنها بحث علمي تقيمه بتجرد ولا علاقة لك به، أما ممدوح الذي أعرفه فغاب وراء غلالة من التعالي والكبرياء، في حالة قرار ذاتي لا تريد لأحد ان يشاركك به أو يأخذه عنك.
بعيدا عن الموت أحب أن اتذكرك.. لكن صورتك تجمدت في مخيلتي كما بدت في المرض اللئيم، ولطردها وإبعادها لا بد من تفريغها، ولا زالت صوتك الضعيف يخترق صمت موتك، ويؤنبني ضميري على جزئيات حديثنا الأخير المتقطع بإغفاءاتك، وقد سألنك عن قصدك لحظة سألك صديقنا الراحل عن رأيك بي يوم قدمني اليك.." تبدو كطفلة حالمة..ابحث عن غيرها".. "مواصفات جيدة لزوجة المستقبل"؛ أجابك "خالد" متقمصا شخصية ذكورية.. فصادقت على رأيه ضاحكا بعبثك المعتاد في هذه المناسبات، وكليكما كان يقرأ مفاهيم تلك المرحلة؛ بصدد القدرة على تحمل أعباء النضال وظروفه آنذاك، ومنطلقات ومواصفات تعجيزية لتماسك وصلابة الشخصية النضالية.. يوم ودعتك مؤخرا ذكرتك بجملتك تلك عاتبة ومحاسبة بأثر رجعي، وبأني وإن ودع عمري طفولته دون مشورتي، فقد أبقيت على بعض الأحلام الواقعية، وكنت أدعي الفهلوة لاستفزاز ممدوح القديم وجرك الى مساحة أمسك بناصيتها ، لأصل الى هدفي المكشوف؛ وأصل معك الى نقاش أدفعك به الى التفاعل مع حالتك الجديدة؛ ونتحاور حول حدود تبدل الانماط السلوكية للبشر، وعن معاني القوة والضعف، فأومأت برأسك موافقا ومختصرا؛ مع اشراقة حزن ألمعت عيونك الذابلة اسقطت بعضا من قناع الكبرياء، "المهم أن لا تكون أحلامنا يا ريما كلها كوابيس"، وأنهيت النقاش في مساحتي؛ وجررتني الى حوار كنت به الأقوى.
ممدوح نوفل قائد ومناضل وكاتب ومحلل سياسي فلسطيني.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوميات الحصار في نابلس
- هل أصبحت الرواتب كأحد بنود وثيقة الحوار الفلسطيني!
- الدكرى العشرون على استشهاد خالد نزال
- هل تحرر الطفل نور من سجنه
- أجمل الأمهات-سمر صبيح-
- يوم قائظ في أريحا
- يوم المرأة كنقطة اشتباك في المجلس التشريعي الفلسطيني
- الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية والمرأة
- اصطياد الجياد في نابلس
- تخوفات مشروعةعلى مكتسبات المرأة الفلسطينية
- لننتخب مرشحات الدوائر للمجلس التشريعي الفلسطيني لشجاعتهن
- لماذا هربت المرأة الفلسطينية من الترشح من خلال الدوائر للمجل ...
- المرأة الفلسطينية في الانتخابات المحلية بين قانونين
- في الطريق الى انتخاب بلدية نابلس الفلسطينية
- انعكاس أزمة اليسار الفلسطيني على الأطر النسائية الديمقراطية ...
- انتخابات المجالس المحلية في المحلة الثالثة والمرأة
- قراءة ثانية لمسودة قانون حقوق أسر الشهداء
- المرأة الفلسطينية في قانون الإنتخابات العامة
- الذكرى التاسعة عشرة لخالد نزال
- عنف سياسي ضد المرشحات


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - وداعا ممدوح نوفل