عامر الدلوي
الحوار المتمدن-العدد: 6823 - 2021 / 2 / 24 - 16:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحت هذا العنوان يقدم الإعلامي التريند ( عدنان الطائي ) برنامجه على قناة عراقية طفرت بين سيل الفضائيات الممولة لتحتل معاه ( مع عدنان ) مقدمة الصفوف في مجال المشاهدات و كذلك ليكون هو أيضا ً في مقدمة من يحصل على المتابعة عبر قناته على اليو تيوب و التي يسوق من خلالها لبرنامجه الذي يحمل صفة ( السياسي ) في حين أنه كان من باب أولى و الأجدر أن يكون تحت مسمى ( دعائي ) و مخصص لتمرير الكرات داخل منطقة الجزاء للأحزاب الساقطة و الفاشلة في إدارة الدولة الحديثة ( دولة ما بعد 2003 ) لتسجل أهدافها بسهولة ويسر في مرمى الشعب العراقي و بخاصة القطيع الذي يحمل صفة ( م ك ) وما بينهما من حروف والذي لم تنجح تلك الأحزاب في شيءٍ سوى أنها صنعت من بين جنبيه جيوشا ً إليكترونية و دربتها و سلحتها جيدا ً لتلجم أي فاه ٍ يتحدث عبر وسائل الإتصال الإجتماعي عن سرقة و نهب المال العام و بيع أراضي العراق و منافذه البحرية لدول الجوار الإقليمي و غير ذلك من ( دونيات ) فعلتها تلك الأحزاب .
لمن يتسائل عن معنى كلمة ( التريند ) ولم يعرفها سابقا ً كحالي و حال الكثيرين ممن نصنف على فئة أدعياء الثقافة , أجده يحتم علي أولا ً أن أتقدم بالشكر و العرفان للمسلسلات التركية التي صرت مجبورا ً على متابعتها بحكمين .. أولهما .. متابعة العائلة لها .. و ثانيهما .. محاولتي للهروب من كم و سيول الرداءة التي تتميز بها القنوات الفضائية العراقية على كل المستويات و التي تتصدرها شرقية سعد البزاز و دجلة الكربولي و رشيد سعد الجنابي و عهد قيس الخزعلي و آفاق نوري المالكي وفرات عمار الحكيم ... وهلم جرا .. حيث تتربع فوق رأس القطيع و جيوشه الأليكترونية أكثر من 37 قناة فضائية شيعية تقابلها بنفس الكم أو أقل قنوات فضائية سنية .
تعرفت على مصطلح ( تريند ) من خلال هروبي إلى مشاهدة المسلسلات التركية و إبتعادي عما تبثه القنوات المشار إليها من سموم فكرية و طائفية بأجمعها لا تهدف إلا إذكاءا ً لنار الفتنة و التفرقة بين مكونات المجتمع العراقي الذي ظل متماسكا ً حتى في أشد فترات محنته الكبرى و التي أعني بها ( مجئ البعث لحكم العراق 1963 – 1968 ) و اللتين أستمرتا دمويتين حتى سقوط نظام صدام الدكتاتوري على أيدي قوات الإحتلال الأمريكي عام 2003 و الذي لم يكن ليتم لولا جهود و توسل بالأحذية من قبل ماسمي بالمؤتمر الوطني و زعيمه الجلبي عراب قانون ( تحرير العراق -1998 ) و الصادر من الكونكرس الأميركي .
بات مصطلح ( تريند ) منذ لحظة الهرب شغلي الشاغل , حتى عرفت معناه الذي يعنيه , وهو إحتلال المقدمة في بورصة المشاهدة على القنوات الفضائية و وقنوات التواصل الإجتماعي , لحد هنا , أريد أن أزيدكم علما ً بأنني لم أتمكن من الهرب فعليا ً و بنسبة 100% , لأني مدمن على الفيسبوك , و لأن ( الترينديون )صاروا يملكون قنوات على اليو تيوب ينزلون فيها برامجهم لذا فإن الإشعارات تأتيني فصرت مستفزا ً لمشاهدة بعضها . و من هؤلاء من يمكن أن تصفه بالجيد و منهم من هو الأسوء في مجال الإعلام و تقديم البرامج , و من أمثلة السيئات والسيئين وهم كثر مقدمي برامج ( القرار لكم / بلا أقنعة / بوضوح / ) .
في هذه الحلقة من برنامجه ( الحق يقال ) إستضاف الطائي ثلاثة ضيوف , واحد منهم السيد ( إسماعيل مصبح الوائلي ) في الإستوديو و الإثنين الباقين عبر الأقمار الصناعية و هما السيدة ( زهرة البجاري ) بصفتها نائبة مستقلة عن البصرة و السيد ( أحمد الشريفي ) بصفته خبير أمني و محور الحلقة كان حول ( فرقة الموت البصراوية ) التي أعلن رئيس الوزراء الحالي ( الكاظمي ) عن إلقاء القبض عليها مؤخرا ً .
بينما كان السيد ( الوائلي ) يتحدث عن أسماء أعضائها و درجاتهم الوظيفية و يعلن بأن معلوماته مستقاة من إعترافات الملقى القبض عليهم و التي أعلنوا فيها مسؤوليتهم عن قتل الشهيدين أحمد عبد الصمد و صفاء غالي و حتى محافظ البصرة السابق (محمد مصبح الوائلي - 2012) و يكشف عن إرتباطهم بمؤسسة الحشد عبر قائدها في البصرة ( عمار أبو ياسر ) و يذكر أعضائها و رئيسها الهارب المدعو ( أحمد عبد الكريم ضمد – الملقب " أحمد إبن نجاة – أحمد طويسة " ) و الذي ظهرت على صفحات التواصل الإجتماعي صورتان له و هو مجتمع مع هادي العامري في أحداها و في الأخرى مع جمال محمد جعفر المقب بأبو مهدي المهندس .
بذلت السيدة البجاري جهدا ً واضحا ً لإظهار صفتها " المستقلة " أمام الرأي العام و عبر برنامج الطائي عندما حاولت التمويه و التسويف و التهرب من الإجابة على الحقائق الدامغة المبرزة أمامها , عندما أكدت بأن هذه ( العصابة ) هي جزء من مافيا وليس لها علاقة لا من قريب و لا من بعيد بالجانب السياسي من عمليات تصفية الناشطين و المتظاهرين و أكدت عدم وجود رابط بينها و بين الأحزاب الإسلامية الشيعية العابثة بمصير البصرة و سكانها و التي لا تهتم لموت نصف سكان البصرة مستخدمة إسلوب لي محور الكلام الذي يستخدمه أركان هذه الأحزاب في معظم لقائاتهم التلفزيونية .. ( أنت كاعد برة و تحجي بكيفك .. إذا عندك أدلة تعال للعراق و قدمهه للقضاء و العدل ياخذ مجراه ) .
قالتها و هي مبتسمة لتؤكد لنا مدى إستهتار هؤلاء بعقول العراقيين .. و إعتقادهم بغباء الأكثرية .. في حين لا غبي سواهم كأعضاء مجلس نواب .. حصنوا أنفسهم وحموا ظهورهم بمثل هذه الفرق المتكونة من شذاذ الآفاق المدنين على المخدرات و الذين تمرسوا بالقتل .. إيمانا ً و إعتقادا ً بإنهم يحمون دينهم و مذهبهم ضد حالة الإرتداد الكبرى التي مثلها ثوار و منتفضي تشرين المجيدة .
أما ذاك الخبير الأمني ( الشريفي ) ففي جولات سابقة له على الفضائيات فقد كشف عن وجهه الطائفي بإمتياز عندما إنسحب من لقاء سابق له بعد أن أهين الطرف الممالئ لإيران من قبل المحاور العراقي , إنسحب تضامنا ً مع المحاور المهان , فوضع كل أوراقه المليئة بالخبرة الأمنية على الطاولة لتراها أعين المشاهدين .. أية عبقرية هي هذه ؟
لا أدري كيف وزع جرائم هذه الفرقة النجسة إلى جرائم جنائية و إقتصادية متنوعة ..و ظل يصدع رؤوسنا .. بأنك إذا أردت الوصول إلى الهدف الكبير فعليك أن تنتزع إعترافا ً من المقى القبض عليهم عن ( المُشَغـّلْ ) .. و كأن سلطات التحقيق باتت من الغباء إلى حد إنها لا تعرف هذا ( المشغل ) الذي صارت أوراقه مكشوفة أمام الأعمى و البصير ماعدا بعض الـ..... الذين يقدمون لنا من قبل إعلاميي الغفلة على أنه خبير .
و بمناسبة الحديث عن هؤلاء النواب و الحشديون و أعدائهم الذين يلح بعض مقدمي البرامج على إستضافتهم في كل مناسبة متبعين بذلك خطى ( فيصل القاسم ) و برنامجه السخيف ( الإتجاه المعاكس ) في محاولة بائسة لإستدرار الأعداد الكبيرة للمشاهدة لمنصاتهم على وسائل التواصل الإجتماعي , في ظن خائب على أنهم يتألقون في ذلك الإختيار الذي سرعان ما ينتهي إلى مهاترات ناجمة عن قلة فهم الضيوف ( المستجدين على علم السياسة ) لأساليب إدارة الحوار و الإشتراك فيه .
ولتكون المحصلة الرئيسية لبرامجهم الإمعان في بث روح التفرقة و الكراهية بين فئات و شرائح المجتمع العراقي , أي المساهمة في تعزيز نشر الطائفية و المناطقية فيما قد يكون دون قصد واضح , أو لهاثا ً وراء الشهرة على حساب الوطن و الشعب .
#عامر_الدلوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟