أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - غير المفكر فيه














المزيد.....


غير المفكر فيه


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 10:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إلى سببين يمكن أن نعزو ما الذي يجعل كثيراً من الأمور غير مفكر فيها، أي أنها لم تخضع للدراسة والبحث والتحليل من أجل فهم جوهرها وتمهيد الطريق لتوظيف النتائج المستخلصة من ذلك في إنارتنا نحو الأفضل.
السبب الأول يعود إلى نقص المعرفة، فالبشرية غالباً لا تضع أمام نفسها إلا تلك المهام التي نضجت ظروفها، والمعرفة نهر ممتد لها منبع ولكن ليس لها مصب نهائي كذاك الذي للأنهار الموجودة في الطبيعة، فنهر المعرفة مستمر في الجريان نحو المطلق، نحو اللانهائي، وهو في هذا الجريان يتغذى بالجديد والتجارب والخبرات، وليس من شأن عقول جيل من أجيال البشرية أن تحيط بالمعرفة، الكلية، المطلقة، لكن كل جيل يقدم إسهامه في إثرائها بما لم يكن فيها قبله.
حتى أكثر أدمغة البشرية عبقرية ليس بوسعها أن تفعل أكثر من مقاربة الأمور التي نضجت ظروف فهمها ومعالجتها، مع أنه من الصحيح أيضاً أن قدرات أدمغة هؤلاء العباقرة تتفاوت بين عقل وآخر، ومن بينها تلك العقول التي ترى أبعد وأشمل، وتستطيع أن تستشرف جوانب من المستقبل، بما في ذلك المستقبل البعيد، لكن ليس بوسعها أن تحيط بكل هذه الجوانب.
لكن بين غير المفكر فيه قسم من الأمور التي لا يعود عدم إمعان الفكر فيها إلى نقص معرفة البشر وإدراكهم عن فهمها والإحاطة بها، وإنما إلى عامل آخر من صنع البشر أنفسهم، حين يقرر النافذون منهم وضع جملة من المسائل في خانة ما لا يجب التفكير فيه، أي حظر الاقتراب من معالجته ودراسته وتشخيصه، ومن هنا نشأت لدى الأقوام المختلفة، عبر الحقب الزمنية المختلفة أيضاً، ما بات يطلق عليه «التابوهات".
وكلما كثرت هذه "التابوهات" في المجتمع كلما تعثر تقدمه وولوجه دروب الحداثة والنهضة والتقدم، وأعيقت فيه حرية العقل وعطلت فيه الكثير من قدرات الأفراد التي تزداد حيوية وانطلاقاً كلما اتسعت مساحات الحرية والإبداع، فيغتني رافد المعرفة الجاري في المجتمع المعني والمؤدي إلى نهر المعرفة البشرية الكبير الذاهب، وبدون توقف، كما أسلفنا نحو المطلق واللا نهائي.
"التابوهات" التي صنعها البشر ليقيدوا أنفسهم فيها، أو بها هي ما يجعل المجتمعات تراوح في المكان نفسه، تلوك الكلام نفسه، وتجتر "المُسَلمات" نفسها، لذلك فإنها لا تبارح دائرة التخلف، لأن من طبيعة المعرفة، حتى تكون جديرة بأن يطلق عليها هذا المسمى، إخضاع ما نحسبه "مسلمات"، ونقصد هنا المسلمات الفكرية بدرجة أساسية، للمساءلة والتدقيق بين مرحلة وأخرى، كي نرى ما إذا كانت ما زالت مسلمات بالفعل أم أن المعرفة تخطتها، وربما لنكتشف أيضاً أنها منذ البدء لم تكن "مسلمات" بالمفهوم العلمي، وإنما نحن من أضفى هذه الصفة عليها، وحلنا دون أن يقترب منها أحد ليخضعها للمساءلة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقلات على رقعة الحياة
- مُريد الذي أرانا رام الله
- تنويعات على إجتراح الأسئلة الكبرى
- الحقيقة ليست بيضاء
- شكري بلعيد يعود
- المدينة في الرواية
- سايكولوجيا الجماهير .. سايكولوجيا السلطة
- رسائل غرامشي إلى أمه
- البعد الاجتماعي الناقص
- أللوراء نسير؟
- حين تعطس الصين
- جئنا من الباب ذاته
- الغرب يريدها ملوّنة في موسكو
- (بروفيلات) لعبدالرحمن منيف
- التاريخ المنسي
- لا لقاح للفقراء
- ترميم ما لا يُرمم
- عن عبدالناصر
- قيود مخملية
- الإغارة على ثقافات الشعوب


المزيد.....




- صور وتفاصيل مقتل حارق نسخة القرآن سلوان موميكا بالرصاص في ال ...
- مجددا.. ترامب يتوعد دول البريكس إذا ابتعدت عن الدولار
- تحقيق CNN.. معلومات صادمة بحادث طائرة الركاب والمروحية العسك ...
- بعد -صدمة- نتنياهو.. إليكم مشاهد من خان يونس لعملية إطلاق سر ...
- نشطاء: بطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية بقرار من كت ...
- وزير خارجية أمريكا يفسر رغبة ترامب في شراء غرينلاند: -ليست م ...
- مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة ا ...
- استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، واقتحامات لمدن ...
- تونس: احتجاز 11 روسيا بشبهة -أنشطة إرهابية- بعد العثور بحوزت ...
- سوريا: الشرع يتعهد بإصدار إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية وع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - غير المفكر فيه