صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 11:56
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
هي قريبتي ، كنت انظر إليها وأنا صغيرة بإعجاب كبير ، أنيقة ، رشيقة ، جميلة ، لم تظهر عليها علامات السن ، تسير مع ابنتها ، يظن الناس أنهما شقيقتان ، حنونة ، هادئة ، تتحمل الصعاب برباطة جأش ، ، لم أرها يوما تفقد الأعصاب ، او تتفوه بكلمة خشنة بحق إنسان ، رزقها الله الغنى والجاه ، كنت أزورها أحيانا ، وأعجب من حالة عدم الحب التي تسود تلك الأسرة ، ما ان يحضر الأب ، حتى يهرول جميع الأبناء ، وهم كثر الى غرفهم المستقلة ، كنت أحدث نفسي ، ان تلك الأسرة التي تربطني بالوالدة ،، صلات القرابة ، ليست مثل أسرتي ، المتحابة المتعاطفة ، كنا جميعا ننتظر ابي ، حتى يعود ، ولا نتناول طعاما ولا شرابا ، الا حين تجتمع كل العائلة معا ، ولا يحلو اللباس الا حين ينتقيه لنا أبونا الرائع المحبوب ، ، ونجلس معا في سهراتنا ، نضحك لحكايات يرويها أبي ، دون ان يتطرق بها الى إنسان ،، كانت ابنة قريبتي تلك صديقة لي ، نخرج معا لاقتناء كتاب ، او فستان ، او لزيارة احد الأصدقاء ، كنت أعجب حين تهمس لي وتحاول الا يسمع كلامها احد
- أحب أباك أكثر من أبي
- وأبوك أيضا عظيم
تصمت الفتاة ، وأتعجب انا ، لماذا تحب صديقتي أبي أكثر من أبيها ، وأنسى تعجبي ذاك في غمرة الحياة ، ثم نفترق ، واسمع ان صديقتي تزوجت ، وإنها لم تتحمل زوجها ، وان ذلك الرجل بما جبل عليه من صبر ولطف استطاع ان يكسب ثقتها وحبها
التقي بتلك الصديقة بعد غياب طويل ، تصارحني بحقيقة لم أكن اعلم عنها شيئا ، تقول لي انها لم تكن تحب أباها ، وحين ترى علامات الدهشة على وجهي تقول ، انه كان قاسيا مع أمي ، يضربها ، ويهينها ، وكنت وأخوتي صغارا نرتجف ، ولا نستطيع ان نفعل شيئا ، مرة تدخل أخي مدافعا عن أمي العزيزة ، ضربه أبي بالكرسي ، خرج أخي هاربا الى بيت خالي
تضيف صديقتي :
- لماذا تتحمل الزوجة هذا المعاملة القاسية ؟
أجبتها ان الأمهات يتحملن كل شيء من اجل الأولاد ، وأمك في سبيل تربيتكم في بيت يحظى بالحب والرعاية من الأبوين لم تشأ الانفصال
فلماذا كانت الجنة تحت أقدام الأمهات ؟
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟