أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - -حبة مطر-














المزيد.....

-حبة مطر-


اخلاص موسى فرنسيس
(Eklas Francis)


الحوار المتمدن-العدد: 6758 - 2020 / 12 / 11 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


حين أصبح حبّة مطر أين أخفيك عن اشتعالي؟ يا من عرفتك منذ كنتَ جنيناً في رحم غيمة مسافرة . سأصير يوماً حبّة مطر، هل أحلم؟ بل كلّ هذا واقعي كما حبّات المطر المعلّقة في زجاج الفضاء الأبيض. حين أصير حبّة مطر لن يردعني شيء، سوف أعبر المكان والزمان، وأمضي، أتفقّد أناي في مكان ما، ربما على ورقة سنديان في الغابة الخضراء التي احترق ترابها، تشربني بنهم، تتلقّفني لأصير منها وهي منّي دمعة خضراء، وأرحل نحو الوادي أتفقّد الكروم، أتكوّر في عناقيدها، يحملني الكرّامون إلى المعاصر، فأعصر بين حجارتها الصماء، أملأ رئة الأحزان خمرة، أعبث بالزمن يلثم شفة الأقداح، يرفع الأنخاب، يرشفني على مهل لأحمله في غياهب الحلم، ونهطل معاً في جرح آخر . حين أصير حبّة مطر سوف أزور زجاج النوافذ، أسامر خدّ طفلة تجلس خلفها، ترسم بأنفاسها شتول الزعتر، وتمدّ يدها تقطف الليلك. نغسل بتلاتها معاً، ونرتّبها في زورق من ورق،، نلقيها في مصبّ النهر. حين أصير حبّة مطر سأعدّ من نفناف الغيم فستاناً مكشوف الكتفين، أتسكّع في شوارع الليل، أهرب من فم الريح، وأختبئ في الأزقة، أهرول مع أوراق الخريف، أقفز من نافذة شاعر لأخرى، أنسكب على الورق غيبوبة من حنين ماطر. حين أصير حبّة مطر سأزور قبر أبي، أروي وريدي من صوته، ومن دمعه الرقراق أصادق التراب الجافّ، أختلط به، نحفر صلصالنا أخاديد لصغار الأقحوان على ضفاف الجبل. حين أصير حبّة مطر سوف أتّحد مع نايات الرعيان في الحقول، نصوغ الفرح والحياة، أعتزل المبكى، أحطّم جدران السراب بحثاً عن فكرة تنام في موال. حين أصير حبّة مطر، أنهمر على رؤوس العشّاق، لأشهد ولادة الحبّ من بين الشفاه، وأطفئ مجاعة القلوب. سأسافر نحو الشرق، أسرق قبلة من الشمس، أخلع عنّي صيفي، وأكون ربيع الأرض، أستيقظ مع صغار العصافير، وأتموّج مع الجداول، أملؤها بالأغاني، وأستنشق عطر النسيم، أتدحرج على الصخور السمراء، وأتبادل معها قبلات السعادة. حين أصير حبّة مطر، سأزور الأكواخ في السهول، أحمل إليها أنس الأزهار، أنشف دمع الشيوخ، وأهدهد نعاسهم ببخور الأحلام ، أحمل تأوه العواصف، وأنين الشجر، وألتفّ حول المواقد أخبر الأطفال عن طفولتي، وأساطير من مرّوا من هنا، أنقذهم من عوسج البشر، أضمّهم إلى صدر النور، وأكون نهاراً جميلاً، ورفيقة ودودة في بحيرة الليل، أشعل سراج المحبّة، أرشف من خمرة السنين حكايات الأولين. حين أصير حبة مطر سأنسكب بسكينة البنفسج وحزنه، وأناجي شحارير الوديان، أكون نايها، وتكون العواطف التي
تسيل على الورق.



#اخلاص_موسى_فرنسيس (هاشتاغ)       Eklas_Francis#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما نكتبُ هو صدًى لأفكارِنا ورؤانا
- تناقضات...من المجموعة القصصية -على مرمى قٌبلة-
- قراءة في رواية اخلاص فرنسيس “رغبات مهشّمة- عرض ونقد مصطفى ال ...
- مثقلين بالوجع
- البيوتُ، الأماكنُ، والذّكرياتُ
- “علاوي” على موعد مع الحياة
- فستان أزرق فارغ منّي.
- فيروز فعل الإيمان والغبطة
- يوم الطفل العالمي
- الوردة ذات التويجات المبعثرة (مصطفى النجار)
- اعترافات
- -تجلّيات حب- شعر مصطفى النجار
- قراءة في عنوان ديواني -وأمضي في جنوني- بقلم الشاعر جميل داري
- ثريات الحبق
- الجميل النائم
- حلم تفتّح في أباريق الندى
- نهاية كورونا
- هو وطنٌ
- القلب المقدس
- عزلةٌ


المزيد.....




- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اخلاص موسى فرنسيس - -حبة مطر-