صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6750 - 2020 / 12 / 2 - 01:04
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عندما تخرج الجماهير بتظاهرة تطالب بخدمات او عمل او سكن الخ، تقمع السلطة تلك الاحتجاجات، وعندما تعتصم هذه الجماهير، تطالبها تلك السلطة بأخلاء الساحات، وتكرر القول "يجب عودة الحياة الى طبيعتها" الجماهير المحتجة تدرك انه لا توجد حياة طبيعية، لان خروجها هو لإعادة الحياة الى مسيرها الطبيعي، فالطبيعي ان تكون هناك صحة وتعليم حقيقي، ان تكون هناك نظافة، ان لا يكون هناك نهب وفساد وتخريب وقتل وتهجير، ان تكون هناك فرص عمل، يضمن بها الانسان كرامته، ان لا يتحكم بك "السيد هذا والشيخ ذاك" هذه هي الحياة الطبيعية.
اليوم قادة الميليشيات وسلطة الإسلام السياسي، يطالبون المحتجين والمعتصمين بالرجوع الى دورهم، دون تحقيق أي مطلب، يطالبون "بعودة الحياة الى طبيعتها" هل يعقل ذلك؟ ولنفترض استطاعت السلطة وميليشياتها اليوم بأخلاء الساحات، بالخداع والقمع، السؤال الى متى؟ هل ستكف هذه السلطة وميليشياتها عن النهب والفساد والقتل؟ او هل ستحقق 1% من مطالب المنتفضين، منذ سبعة عشر عاما وهم ينادون ب "الإصلاح" والبلد الى مزيد من الخراب والدمار، ان "الإصلاح" خدعة دبرها بعض كهنة السلطة، لكنها اليوم فشلت، وانتهت هذه الورقة.
يطالبون أبناء الناصرية بالعودة الى ديارهم، واي انسان عاقل لا يمكن له ان يستوعب هذا الطلب، عند جلوسك في "مسطر باب الشرجي" ستجد اغلب العمال هم من الناصرية، يكتظون في فنادق هي أصلا خارج التقسيم السياحي، وفي منطقة جميلة تراهم يعملون ك "حمالين" ويسكنون في غرف بائسة جدا، وتجدهم يمسكون "المناديل الورقية وقناني الماء وقطع السمسمية والسكائر وكارت الموبايل وقطع القماش" في الشوارع والتقاطعات، حياة بائسة جدا، هاجروا من مدينتهم "الناصرية" الى بغداد طلبا للعيش، وعندما يخرجون بمظاهرة احتجاجية على حياتهم تلك، تقتلهم السلطة وميليشياتها، وتتهمهم بعرقلة الحياة، وتأمرهم بالعودة الى بيوتهم ليموتوا هناك، لا تقطع شارع او تحرق اطارا، فهذا عمل باطل وتخريبي، لكننا سنقتلك ونخطفك ونجوعك، حتى ترجع الحياة الى طبيعتها، حياة النهب والسلب والفساد والقتل والتهجير والتخريب للسلطة وميليشياتها، وحياة الموت والفقر والعوز والاذلال بالنسبة للجماهير، هذه معادلة سلطة الإسلام السياسي الحاكم.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟