لماذا يا الله ؟!

شيري باترك
كاتبة / باحثة نفسية ( مسجلة دكتوراه بعلم النفس )

الحوار المتمدن-العدد: 6731 - 2020 / 11 / 13 - 23:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

قطرة ندى
ترابًا
عَظمة
صباراً🌵
كتابًا
قلمًا
لماذا يا الله ؟
لماذا يا الله لم تَخلقني قطرة ندى. أَجعل وردة تزهر وينتهي أَمري ، حياة قصيرة جدا مملوءة بالعطاء لمن يستحق، بدلًا من خَلقي فتاة في الريف المصري ، الريف المصري الذي يُقدس الرجل يجعل منه نبيًا يخطأ كيفما شيء فهو رجلًا بلا عيب ، الريف الذي يُريد ختان عقلي لأكف عن التفكير وتغييره ،لماذا يا الله لم تَخلقني قطرة ندى ؟!

لماذا يا الله لم تَخلقني ترابًا يساعد الثمار في عملية النمو أو تراب يُداس تحت الأقدام ، بدلًا من أن اري الطفولة تُمزق علي أيدي أُمهات لا تَعرف عن الأمومة شيئًا وكلما صرخ الصغير اعطته الهاتف ليشاهد ما يُريد دون إشباع لعقله ، لماذا يا الله لم تَخلقني ترابًا ؟!

لماذا يا الله لم تَخلقني عَظمة في جسد أحدى البشر أَقوم بالمهام في صمت في تعاون تام بدلا من العيش وسط فئات نأكل بعضنا بعض دون رحمة دون مودة في المنتهي نقول إنك انت يا الله تُريد أن نتقاتل معاً ليفوز أنصارك علي أيدي الله صار لك لصوص وليس أتباع ومؤمنين . لماذا يا الله لم تَخلقني غَظمة تقوم بالمهام في المنتهي تتحلل في صمت وتعود إلي التراب ؟!

لماذا يا الله لم تَخلقني صبارًا ينبتُ في الصحراء دون أن يعتمد علي البشر ينبتُ ويفيد البشر ثم تنتهي رحلة حياة دون أن يؤلم أحدًا دون أن يتألم من أحدًا ، لماذا يا الله لم تَخلقني صبارًا قويًا لا يبالي ولا يتعمد علي أحدًا؟!

لماذا يا الله لم تَخلقني كتابًا يُعلم مَن أراد ذلك في صمت في هدوء في سهولة ويسر لماذا يا الله لا أُريد أن أكون من نسل المرأة التي لم يعد يسحق رأس الحية إنما يسحقون رؤوس بعضهم البعض دون استخدم عقولهم التي لا يُستخدم إلا في تكفير بعضهم البعض لماذا يا الله لم تَخلقني كتابًا مملوء رسومات يَشعر الصغير بإنجاز حينما يُلون ما بي ، لماذا يا الله ؟!

لماذا يا الله لم تَخلقني قلمًا في يد القباني، أو جبران،أو السعداوي فأكتب ما يُريده أصحاب القضايا الكبرى لنساعد مَن يحتاج لتلك المساعدة لماذا خلقتني فتاة في كوكب يُدين الفتيات علي كل الأخطاء علي مر العصور فهي السبب في كل الكوارث والأزمات هي مصدر الموت ، لماذا يا الله خلقتني ؟
#شيري_باتريك

#شيري_باترك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات