|
هبوا ضحايا الاغتصاب
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 11:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نشيد الاممية الذي كان يردده ملايين الكادحين من عمال ، وفلاحين ، ومثقفين ، ثائرين ضد القهر والاستغلال والاستلاب والارهاب والاغتصاب الراسمالي والاحتكاري الامبريالي العالمي ، يستعيد بريقه بعد ان صدأ ، بسبب من خيانة اصحابه له ! فكل معاني النشيد قائمة ، وكل دعواته متجددة ، وتراكم الزمن لم يلغي صلاحيته ، الذين انتهت صلاحية مفعولهم هم من غادروه ، ووضعوه في متحف الثورات الميتة ! انهيار الاتحاد السوفياتي والاحزاب السائرة بركابه ، لا يعني مطلقا ، خطأ في فحوى النشيد وانغامه ، بل ان المنشزين في ادائه هم المخطئون ، لقد وجد ليكون راية لكل احرار العالم من اجل انعتاق البشرية من عبودية راس المال ، من تغنوا به حشر مع الناس عيد ، تعبوا ، منه ، وملوه بعد ان فقدوا الممول ، وياسبحان الله ، تحولوا دون محول ، الى اعداء النشيد الذين يزدادون غطرسة وبطشا واحتكارا ! " هبوا ضحايا الاضطهاد ضحايا جوع الاضطراب . . . . بجموع قوية هبوا لاح الظفر غد الاممية يوحد البشر "
حرفوه وداسوا على مقاصده الاصيلة ، جعلوه يرتبط بارادة اشخاص وشطحات دول ، لكنه يستعيد رويدا رويدا عافيته ، وتتماسك كل هرموناته الاصيلة ، بعد ان شذب نفسه من كل المعاني الدخيلة ، ويضيف محلها ما وجب اضافته ، أنه ارث معنوي ونفسي ثوري عالي القيمة ومازال يحتفظ بحيويته . العالم عالمان عالم السادة والعبيد ، عالم المالكون والمعدمون ، عالم فوق وعالم تحت ، عالم الغناء والفقر ، عالم الاقوياء والضعفاء ، عالم الضحية والجلاد ، ورغم كل مظاهر التحضر والمدنية والمنجزات المادية ، فان جوهره مازال هو هو ، عالم اول وثاني وعاشر ، عالم مغالط ! امريكا تتزعم عالم الكبار وتقيم امبراطوريتها على حساب شعوب العالم ، كما فعلت من قبلها الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ، اليوم تمارس امريكا ابشع الجرائم بحق الانسانية واكثرها ابادة على مدى الزمن الغابر ، اليوم تريد امريكا استمرار تفوقها وتميزها بامتصاص خيرات الشعوب ، من ثروات وعقول وسيادة وكرامة . يا احرار العالم اتحدوا : اصبحت حملات الاحتجاج العالمي ضد السياسات المعادية لشعوب العالم والتي تنتهجها امريكا وحلفائها حركة عالمية يحسب لها حساب ، فاي مؤتمر عولمي متأمرك يواجه اشد التظاهرات والاعتصامات والتنديدات في مكان انعقاده وفي معظم عواصم العالم ، اما حركات التضامن مع الشعوب التي تتعرض للغزو والعدوان والاحتلال فحدث ولا حرج ، وذات الشيء مع المواقف والتصرفات التي تنتهجها الامبرياليات المتوائمة ، فيتم استهجانها ومحاصرتها والتشهير بها ، كما هو الحال بالنسبة لامتناع امريكا عن التوقيع على اتفاقية كويتو للحفاظ على التوازن المناخي في العالم ، وامتناع امريكا عن مصادقة مشروع المحكمة الجنائية الدولية ، وخروقاتها الفاضحة لمعاهدات حقوق الانسان ، كما في حالة معتقل غوانتنامو ، وقانون الهجرة الجديد الذي اصدرته . لقد كان هناك ومازالت حركة عالمية واسعة وفاعلة لمناهضة الحرب على العراق ثم احتلاله وعلى ممارسات المحتلين الشائنة بحق الشعب العراقي الذي يقاوم اعتى آلة حرب عرفها التاريخ ، وقد افلحت العديد من الحركات الشعبية في اسقاط حكومات كانت قد شاركت بالحرب على العراق ، كما حصل في اسبانيا وايطاليا ، واستطاعت حركات شعبية اخرى من انزال الهزائم الانتخابية المحلية والبلدية بالاحزاب التي ساندت تلك الحرب ، ونجحت حركات ضغط شعبية اخرى في اجبار حكوماتها على سحب قواتها من العراق ، كما في اليابان ، وهناك حركات تتنامى للنيل من سمعة ومكانة بوش وبلير مباشرة، كما تقول استطلاعات الراي فان شعبية بوش قد هبطت لادنى مستوياتها وكذلك شعبية بلير ، اما البرلمان الاوربي وكذلك احزاب الاشتراكية الدولية ، فهي تتراجع عن اي تاييد مباشر او رسمي لقوات التحالف بالعراق خشية من فقدانها معظم رصيدها الشعبي ، فهي تريد ان تبدو محايدة ، حتى لا تتضرر سمعتها ! هناك كتلة تاريخية في طور التشكل لتكون بمثابة رافد اممي حاسم في التغيير العالمي المقبل نحو عولمة مؤنسنة ، تزيح عنها كل انتهاكات الامبرياليات المتغولة والتي لايمكن مواجهتها الا بتظافر عوامل التغيير الكبير والمحددة بمقاومة الشعوب المحتلة وشبه المحتلة ، ونضال البلدان المتطلعة لعالم متعدد الاقطاب ، مع نضال الجمهرة الواسعة من شعوب الدول الامبريالية ذاتها والمتطلعة لعدل اجتماعي وسياسي واقتصادي يردم الفجوة المتسعة بين المالكين والمنتجين ، اضافة الى اتجاهات كونية تدق ناقوس الخطر على الوجود البشري برمته ، انهم جماعات اصدقاء البيئة " الخضر " واليسار الاخضر الذي جدد نفسه من انقراض يراد فرضه عليه ، ثم يسار الاشتراكية الدولية بمراتبه المختلفة ، والذي تتعزز مواقعه كلما اقترب من اليسار الاخضر واصدقاء البيئة . ان تشديد حملة التضامن الاممي مع الشعب العراقي في الاوقات العصيبة هذه ، اوقات استشراس المحتلين واعوانهم للنيل من مقاومة شعب العراق ، بالقتل واثارة الفتن والاغتصاب والفساد والتعتيم الاعلامي ، وخلط الاوراق ، الذي من نتيجته ، تكون الضحية هي الجاني ، والجلاد مجنى عليه ، والارهابي الحقيقي محرر والمحرر الحقيقي ارهابي ! فالمطلوب جهد وجهاد داخلي وخارجي عراقي وعربي واسلامي ودولي ، تشترك به كل المنظمات الحقوقية والاعلامية المستقلة والمنظمات الاهلية والدولية المتخصصة بحقوق الانسان والحريات العامة ، والمنظمات الانسانية والدينية والسياسية المحايدة وكذلك الدول التي تعارض العدوان والاحتلال مع نشاط الافراد بمختلف ميولهم من اجل ان لا تمر جريمة العصر دون عقاب ، علينا نحن العراقيون المتطلعون لتحرير بلادنا جهدا مضاعفا ، نبذله في الداخل والخارج ، لتعبئة القوى واجلاء الحقائق وتوضيحها للراي العام ، علينا تقع مهمة تنشيط حركة التضامن العالمية مع شعبنا ومقاومته الباسلة ، علينا فضح جرائم المحتلين وعملائهم في الداخل والخارج . علينا توحيد الصفوف ، وعدم الانصياع للابتزاز والترهيب والترغيب الذي يطلع علينا اليوم تحت يافطة المصالحة ! لنعاهد شهدائنا لنعاهد شعبنا لنعاهد انفسنا ، اننا لن نسكت على ما يجري من جرائم ، لنعاهد روح الشهيدة الطاهرة عبير على اننا لابد منتقمون .
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خازوق الاحتلال لا يستثني احد
-
الاحتلال الغائب الحاضر في مبادرة المالكي
-
الصومال تتناطح للتخلص من قبضة الشر الاوسط الكبير
-
دولة الناس ودولة الله
-
أرهابيون لكن ظرفاء
-
كذب الامريكان وان صدقوا ! يريدون الزرقاوي قميص عثمان لجرائمه
...
-
هجوم امريكي مضاد لتثبيت افرازات الاحتلال ! خمس ساعات من التو
...
-
عصيان مدني على الموت
-
ماذا بعد الزرقاوي ؟
-
عراقيات مع سبق الاصرار
-
مجانين امريكا وبريطانيا يقاتلون في العراق
-
هولوكست اطفال العراق
-
بصرتنا لم تعذب محب ، لكن النفط عذبها
-
في حاج عمران حصان طروادة امريكي يترصد ايران
-
اربيل وبغداد شهدت (مولد) حكومي صاخب ، صاحبه غائب
-
دولة الفشل المذهل !
-
من هم الارهابيون ؟ من المطالب بتزكية نفسه ، المقاومة ام الاح
...
-
هنري كسينجر يطالب بالانتقام من العراق
-
المقاومة الرقم الاصعب في المعادلة العراقية
-
في داخل العراق ازمة شعر وشعراء
المزيد.....
-
أمريكا.. خروج أول احتجاجات جماعية ضد سياسات ترامب وإيلون ماس
...
-
نتنياهو يقول ما من خطأ في مقترح ترامب بتهجير سكان غزة، وغوتي
...
-
ترامب يهزّ عرين أعدائه في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
...
-
بقرار من سلطات بنما السفن الأمريكية تتوقف عن دفع رسوم المرور
...
-
نتنياهو: ترامب هو أعظم صديق على الإطلاق وجدته إسرائيل في الب
...
-
وزير الدفاع الأمريكي يحدد أولويات بلاده
-
الصين ترفض الرسوم الجمركية الأمريكية وتدعو للحوار مع الولايا
...
-
عائلات المفقودين في سجون الأسد: انتظار لا ينتهي ومصير يلفه ا
...
-
الاحتلال يواصل حصار مخيم الفارعة وطمون ويفجر منزل شهيد في جن
...
-
تضارب بين البيت الأبيض وترامب حول مدة إعادة توطين سكان غزة
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|