أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رزان الحسيني - مقولة المرأة عدوة نفسها وعلاقتها مع الذكورية














المزيد.....

مقولة المرأة عدوة نفسها وعلاقتها مع الذكورية


رزان الحسيني
كاتبة ادبية وشعرية، ومترجمة.


الحوار المتمدن-العدد: 6678 - 2020 / 9 / 16 - 16:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المعروف أن الذكورية: هي مجموع السلوكيات والتحركات التي يقوم بها الذكورللمحافظة على هيمنتهم في المجتمع الأبوي ضد النساء, إلا أن الذكورية لا تقتصر على الرجال فقط, بل تمتد الى النساء فيكنَّ ذكوريات أيضا على أخواتهن من النساء, وهذه الفئة يظنها البعض أخطر, على النساء وحركتهنَّ, من الرجال.
إذ إن بناء الفرد في المجتمع, ذكراَ كان ام أنثى, يقع على عاتق الأم نفسها, ففي حال إن الطفل نمى وكبر على انه "السيد" وله الحق في التسلط على أخته وزوجته وحتى أمه, تنمو الطفلة ايضا على مفهوم إنها "عورة, ناقصة عقل, تحتاج الى حماية وتقويم" وتكبر لتصبح أنثى  ذكورية, ولا يمكن لوم الأطراف الثلاثة في الواقع؛ لأن الأم لا تكون حرةَ حين تقوم بتربية أطفالها فهي خاضعة الى معايير المجتمع وقيوده ولا تريد مخالفة السائد بل ترغب لأطفالها أن يكبروا تحت ظل إحترام الناس لهم وتقديرهم بالتالي تملي عليهم ما يُريده المجتمع لهم, ولا يمكن لوم الطفل الذكر حين يُربّى على أن يُخشّن صوته ليصبح رجولي وأن يأمر وينهى على أخواتهِ ويصيح بهن فيقابله أهله بالتصفيق والتشجيع, ليس أمامه إلا أن يقوم بما يرغب به أهله ومجتمعه ويحظى بإحترامهم, فتراهُ يفتل شاربه وينفخ عضلاته ويمشي رافعا صوته معنفا أخواته, واضعاَ معايير محددة عن شرف النساء وصورتهن الصحيحة, ويُملي ذلك على جميع الأناث في محيطه, ولا يمكن لوم الطفلة ايضا حين تنمو على إن المرأة يجب ان تطيع رجال البيت في كل قراراتهم عن حياتها وتعنيفهم السلطوي لها, بل إن المرأة ضعيفة ومكانتها معززةَ مُكرمةَ في بيت زوجها لا حاجة لها بالدراسة او العمل او الخروج من المنزل وهي راضيةَ بذلك تمام الرضا, وهنا يكمن لب الكارثة, فحين تخرجُ امرأة أُخرى عن السرب مُطالبةَ بحقها في ألّا يتم تعنيفها والتحرش بها او حقها في التعليم اوحتى في عدم زواجها وهي قاصر والتدخل بجسدها وطعنها؛ يرتفع صوت المرأة الذكورية الاولى تطعن في قضيتها وشرفها خوفاَ على مكانتها المريحة المهددة وطلباَ لإرضاء السلطة الذكورية السائدة, فهي لا تريد لأختها ان تطالب بحقوقِ هي حقوقها ايضا وحقوق بناتها من بعدها لأنها اضعف من أن تقاوم مثلها واكثر خوفَا من ان يتم رفضها وتهميشها من المجتمع لذلك تقوم بتلك السلوكيات للحفاظ على مكانتها ولرضى الذكور عنها بالتالي رضاها عن نفسها وحياتها.
والحقيقة إن الموضوع متأصل في الفرد من أجداده من جيلِ الى آخر ويسري على القبائل كلها والتي هي تتحكم بنظامنا المجتمعي, فليس من المنطقي أن نطلب ممن كبر وربي على تلك المبادئ ان يحيدَ عنها بسهولة أو يحلَّ محلها مبادئ أخرى, بل ان  ما نستطيع فعله الآن كأفراد بذلك المجتمع لوضع حد للعنف والتخلف هو أن نحاول قدر الإمكان أن ننشر السلام والأحترام, وأن نجبر الأفراد المُتسلطين على أن لا يتجاوزوا حدودهم ويُزهقوا أمانة الله, عن طريق القانون وحده, فهو ما ستلجئ له الأنثى حين تتعرض للظلم وهو ما سيسندها, وعن طريقه ستتم محاكمة المجرمين الذين يقتلون من يشاؤون دون رادع ولا خوف من السجن والمحاكمة, وتعديل القوانين الموجودة وتشريع القوانين المفقودة ثم تطبيقها ستكون الخطوات الأولى لرد حقوق المرأة وتغيير النظرة النمطية عنها بالتالي يجد الذكور نبذاً من المجتمع حين يقوم بإحدى تلك الممارسات السلطوية, بالإضافة الى خوفه من العواقب, وتغير النساء تجاه بعضهن بعضا ويصبح الجميع يدا واحدة ضد ما يُسمى العنف الأسري, وغسل العار.
أما المسؤولية بعد تلك الخطوات ستقع على عاتق الاباء والأمهات الجدد, فهم من سيغرسون في الجيل الجديد مبادئ الاحترام والمساواة, ودوره كفرد في المجتمع وترسيخ التعاليم الاسلامية الصحيحة بداخله دون تعصب او تطرف ودون تدخل من مبادئ القبيلة البدوية وخوفهم منها بل سيحتقرون من لا يزال يفكر بنفس الطريقة السابقة, والطفلة ستنمو وهي تشعر بنفسها فرد تام العقل كامل الأهلية والمسؤولية وتشعر بوجوب دراستها وتعلمها بكل نواحي الحياة, بالتالي نعود الى موضوعنا الأهم وهو متى ما انعدمت الذكورية عند الذكور؛ تنعدم عند النساء ايضا, فتجدهم متحدين, ذكوراً وأناث, ضد عدو واحد, وهو التخلف.
إذن, مقولة أن " المرأة عدوة نفسها" ما هي إلا مقولة ذكورية أُخرى ضد النساء لتُظهرهن بمظهر المنافسة والغيرة وعدم الاتفاق في ما بينهن وان الأمر كله يدور حولهم, الذكور. فيصدحُ صوت المرأة النَسوية بحقها في العيش بكرامة, لتُصدم بصوت انثوي آخر يدعوها الى التزام بيتها وزوجها و "لعن الشيطان". والواقع إن متى ما حصلت النسوية على حقها في التعلم والعمل والزواج برغبتها, هللت النساء الذكوريات وتنعمت بتلك الحقوق دون أن يكون لهن مساهمة وحق في ذلك.



#رزان_الحسيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمزية اليوم العالمي لمنع الإنتحار
- ليّلَك
- تذكرةُ عودة
- النخيل والأرز
- نجمةٌ فارّة
- تذكرةُ ادب
- الحبل الخفيّ
- رثاء طيرٍ بغداديّ
- النخيل والأرز
- زهرُ الهُندباء
- أُناجي ذاتي
- ظاهرة حرق النساء خلال الحجر المنزلي
- الثقافة وظاهرة الاستثقاف الشائعة


المزيد.....




- بقائي: قتل الاطفال بغزة جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وابادة ...
- شهاداتٌ من رحم الألم: مجازر الساحل السوري تهزّ الوجدان الإنس ...
- خطوات منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر
- أمين عام رابطة العالم الإسلامي: -تعليم المرأة حق مشروع- والك ...
- مصر.. اكتشاف مقبرة جديدة لأمير فرعوني من الأسرة الخامسة (صور ...
- نقابة أطباء السودان: مقتل أكثر من 230 طبيبا واغتصاب 9 طبيبات ...
- قواعد اللباس..لماذا لا تحصل النساء على جيوب في ثيابهن بقدر ا ...
- نضال المرأة تفتتح غدا أعمال مؤتمرها العام الرابع مؤتمر الشهي ...
- شاب يهاجم امرأة بسكين أمام متجر في ألمانيا ويصيب شابا حاول ا ...
- فرصتك للدعم بدأت.. خطوات التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رزان الحسيني - مقولة المرأة عدوة نفسها وعلاقتها مع الذكورية