بمناسبة مرور سبعة أشهر على انتفاضة الجوع والغضب في العراق

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6644 - 2020 / 8 / 12 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعتبر هذه الانتفاضة الجريئة والشجاعة ظاهرة فريدة ونادرة في تاريخ العراق الحديث حيث كانت الانتفاضات والوثبات التي ينفجر فيها الشعب العراقي في السنين الماضية بتوجيه وقيادة من الأحزاب السياسية في العراق احتجاجاً على أحداث أو مطاليب تنفذ أو لا تنفذ من السلطات الحاكمة ولم تكن بهذا العنف والقوة والعنفوان ما عدا انتفاضة الحي الباسلة المسلحة التي قمعت بالحديد والنار عام/ 1956 ووثبة كانون/ 1948 بينما انتفاضة الجوع والغضب التي انفجرت في 1/ اكتوبر/ 2019 واستمرت جذوتها وعنفوانها إلى يومنا هذا وقدمت ثمانمائة شهيد وأكثر من عشرين ألف جريح كانت عفوية ومناضليها من الشباب وكانت أسبابها سياسية واقتصادية واجتماعية بعد أن أدركت جماهير الانتفاضة عمق الظاهرة المتجلية بكابوس ضخم يجثم بتراكماته على واقعنا المؤلم المتمثلة بالمقدسات التي جسدتها المحاصصة الطائفية والفئوية والمحسوبية والمنسوبية والفساد الإداري والبطالة والجوع والحرمان وغيرها التي استمرت سبعة عشر سنة وبالرغم من أن الشعب كان يتظاهر احتجاجاً على سلبياتها إلا أنهم كانوا مرتبطين بقوى سياسية أصبحوا خلالها عاجزين ومترددين في مواجهتها والوقوف ضدها والتعرض إليها لظروف وأسباب أفرزتها عقود من الزمن استمرت أربعة عقود من السنين (دكتاتورية فاشية دموية) أصبحنا نعيش من خلالها تحت كابوس الخوف والجهل والأمية والمرض والفقر والبطالة والجوع تراكمت جميعها فأنجبت وخلقت إنساناً خاوي الجسم منهوك القوى ومسلوب الإرادة مما أضعف القدرة لدى الشعب على التفكير وإنجاز الاعمال الصحيحة والصائبة لخلاصنا من ذلك الواقع المؤلم بعد أن رافقتها تضخيم وتجسيد من المهارة المبرمجة والتضليل والتزييف والتحريف من أبواق الدعاية المضللة ثم جاء الحمل الثقيل والكابوس الضخم المتمثل بالاحتلال الأمريكي المشؤوم وتنفيذه وتطبيقه المشروع الجهنمي (استراتيجية الفوضى البناءة) التي كان مهندسها ومنفذها (بريمر) الحاكم المدني الأمريكي العام على العراق والذي أفرز النظام الحالي في العراق الذي استمر سبعة عشر عاماً أفرزت سلبياته انفجار انتفاضة الجوع والغضب الجسورة والجريئة والشجاعة في يوم 1/ أكتوبر/ 2019 ولا زال لهيبها يتأجج نوراً ساطعاً وضياءً بهياً في سماء العراق العظيم والتي سوف تطرز بحروف من نور على جبين التاريخ من خلال صمودها وإصرارها وشبابها على تحقيق مطاليبها الإنسانية المشروعة ...

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات