|
ثلاثية آلاء المصرية
يسري غباشنة
الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 15:02
المحور:
حقوق الانسان
يسري غباشنة / الأردن ثلاثية آلاء المصرية أولا / الاسم: آلاء فرج مجاهد. العمر: 15 ربيعا. الصّف: الأول الثانوي. التهمة: التعبير عما في النفس . . والشعور. المُعتدى عليه: عرّاب السّلام بابا بوش. المحكمة : التربية والتعليم. القاضي: مخبر تربوي
ثانيا/ لاأعرف كيف تمَّ تصنيف العمل الذي قامت به آلاء من قِبَلِ الشؤون القانونية في الإدارة التعليمية بمدينة شربين/ الدقهلية؛ هل ما عبّرت به آلاءُ يُعَدُّ جُنحةً؟ أم جنايةً؟ أم هل تصلُ التهمةُ إلى جريمة تُعاقب جراءه ذات الـ خمسة عشر ربيعا، وضفيرتها التي لايتجاوز طولها 15ملم؟ لتقف أمام محققي الدائرة القانونية مرتجفةً محمرَّة الخدين خوفا و خجلا وهي تُسْأَلُ عن التنظيم الذي جنّدها، وعن المحرِّض الذي أوحى لها بأنْ تنتقدَ بوشا في موضوع تعبيرها، أهو الـ بابا؟ أم المعلم؟ وآلاء تدور وتديرُ بعينيها أرجاء الغرفة لاتعرف من مفهوم التنظيم إلا أنه التوظيب والترتيب للملابس والصحون، ولا تعرف من التحريض إلا أنه التّحفيظ والتّسميع، أم لعل المحقق تشابكت في رأسه المُسمياتُ وهو يحقِّق مع طفلة بمريولها المدرسي ذي اللون الأزرق أو الفوشي ليس اللون هو القضية، والمحقق يبرمُ ببضع شعيرات في شاربيه ويرمق آلاء بعينين متهالكتين من تحت نظارة سميكة بسماكة الران على بعض العقول، في حين آلاء مشغولة عما يقول بذبابة تحوم.. تحوم.. ومن ثَمَّ تحطُّ على أرنبة أنف المحقق، وتكتم ضحكة صبيانية تقطعها ضربة مدوِّية من المحقق : اعترفي يا آلاء ، مَنِ المحرِّض؟ وما اسم التنظيم الذي تنتمين إليه؟ ، فتستجمع آلاء قواها وذاكرتَها الفتيةَ لتجيبَ بأنّ هذا هو ما تعرفه من وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمكتوبة، وهذا هو نفسه الذي تسمعه من إمام المسجد وخوري الكنيسة، كما أنه المُتداولُ في سهرات الكبار، ومجالسِ سمرهم؛ في الشارع، والمقهى، والحوانيت. هذا ما أسمعه يا ( أُستاز)) منكم أنتم الكبار قبل أن أسمعَه من (الأبلة) ومخبري التربية الذين تحولوا من مربين إلى مرتدي الكبّوت وحاملي النّبّوت. وسكتت آلاء برهة تراقب الذبابة التي آنست إلى أرنبة المحقق وآنس بها فلم يلقِ لها بالًا لشدة انشغاله في امتصاص أيِّ اعتراف تُدلي به آلاء، دون أن يأخذَ منها حقا ولا باطلا. فتنشغل آلاء مرة أخرى بالفَرّاشِ الذي يُحْضِرُ الشاي إلى المحقق وهو يُبلي البلاءَ الحسنَ في مهمته العويصة- نعم إنه البلاء - فيسيل لعابُ الصبية عند رؤية كأس الماء المرافق للشاي دون أن تواتيها الجُرأة لطلبه خاصة عندما ترى عيني (الأستاز) المتهدِّلتين اللتين لاترى فيهما ما يبشر بالخير، فتحتسب أمرها إلى الله. والفرَّاشُ يحنو عليها بعينين كسيرتين، مستميحها العذرَ، وعندما يدير ظهره للأستاز المحقق ويواجهها يعضُّ على بقايا شفته السفلى، بما تبقى من أسنانه العلوية دلالة على: ديري بالك يا آلاء. وفجأة تتذكرُ آلاء بعض الأحداث فترويها بسرعة إلى المحقق قائلة والخوفُ بعينيها تتأمل بوزَه المقلوب: لقد رأيت يا ( أستاز) ناس يضربون بوش بالبيض المنشن والطماطم. وقبل أنْ تكملَ ينتفض المربي الفاضل واقفا متطاولا بقامته التي أوشكت على الانقراض، واضعا طرف سبابته اليسرى بين طقم أسنانه مرتعدا ينظر ذات اليمين وذات الشمال وملفه باسط ذراعيه بالوصيد خوفا من أن يسمع أحدٌ هذه التجاوزات التي تودي إلى حبل (المشنأة) صارخا بهمس : اسكتي يابتْ، الله يخرِّب بيتك لاتودينا بداهية. وعلى عجل يصدرُ فرمانه القاضي بإلغاء امتحان آلاء وترحيلها إلى الدور الثاني ، وينادي على الفرّاش الذي دخل وبيده (ساندويش فول بالطعمية) وأمره بإخراج آلاء من الغرفة لاعنا اليوم الذي عرف به آلاء واللِّي .... آلاء. والمسكينة لاتعرف لِمَ كلّ هذا الارتعاد والارتجاف والخوف الذي بدا عليه فجأة بعد أن كان منذ برهة مَهيبَ الجانب. خرجت آلاءُ وعيناها تبحث عن ذبابة (الأستاز) التي ما زالت على أرنبته المرتجفة.
ثالثا / الطّالب الفرنسي( جيروم شاراس) كسب معركة قضائية ضد دولته بعدما أخفق في دخول كلية رفيعة المستوى بسبب عدم معرفته بالفيلسوف الألماني( ارتور شوبنهاور) وذلك لأن مدرِّسَ مبحث الفلسفة في مدرسته كان كثيرَ الغياب، ونادرَ الحضور إلى الصّفِّ مما حرمه بالتالي من دخول الكلية رفيعة المستوى. لاضرورة إلى أي تعليق 29/6/2006.
#يسري_غباشنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هكذا هم الإخوان المسلمون في الأردن
-
سيدي أبا القاسم... عذرا
-
والله خير الماكرين
المزيد.....
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|