أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل النجار - تعرف على طبيعة فِكرك














المزيد.....


تعرف على طبيعة فِكرك


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 23 - 01:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السعي الدؤوب والمتفاني بافتنان وراء الحقيقة هو ما يميز الإنسان المفكر العاقل، والمحقق الجيد، والمخبر الجيد، والمؤرخ الجيد، والمعلم الجيد، والمجتمع السوي، وكل من يهمه الأمر وتشده مثل هذه الجاذبية الخلابة. ولا يمكن لأحد أن يقوم بذلك المسعى نيابة عنك. هذا هو منطق الحقيقة، وحقيقة المنطق.
فالمنطق هو دراسة الاستدلال الصحيح الذي يحافظ على الحقيقة، ويدرس مدى اتساق الانطباعات والمعتقدات، التي هي جزء من عقلية الشخص واستعداده النفسي. وهو العِلم الذي صيغت به قوانين الفكر، وبه توزن الحجج والبراهين؛ ويُستخدم في تصويب الأقيسة الفاسدة بالمنطق الصوري لأرسطو، مثلاً؛ والذي يمكنه إقناعك بالشيء ونقيضه في نفس الوقت، فالتناقض يفسد أي قضية. لكن المنطق الاستدلالي القويم يعمل كآلة فرزٍ؛ تفرز المعقول من اللامعقول أو الصحيح من الخطأ. وبه وضعت المبادئ العامة للتفكير الصحيح، كما عُرف، في اليونان القديمة، بأنه علم قواعد الفكر، والتي يمكن حصرها في ثلاث قوانين كلاسيكية هي:
1. قانون الهوية: ويعني أن لكل شيء ذاتية خاصة به، يحتفظ بها من دون تغيير، فمبدأ الهوية يؤكد على أن الشيء مطابق لنفسه، أو أن الشيء دائماً هو هو ذاته، كأن نقول: "س هو س" فالهوية والذاتية تفترض هنا ثبات الشيء على الرغم من التغيرات التي تطرأ عليه، فأنت هو الشخص ذاته الذي كنته منذ خمس سنوات؛ على الرغم مما طرأ عليك من تغيير.
2. قانون عدم التناقض: ينكر هذا القانون إمكان الجمع بين الشيء ونقيضه، فلا يصح أن يصدق النقيضان في الوقت نفسه وفي ظل الظروف نفسها، إذ لا يصح أن نصف كائنا ما بأنه "الظاهر والباطن" في نفس الوقت، ولا يصح القول بأن هذا الشيء "أحمر" وليس "بأحمر" في نفس اللحظة، ولا يمكن أن تتصف "س"بأنها"ص".
3. قانون الوسط المستبعد (أو المرفوع): وهو امتداد لمبدأ عدم التناقض، ويعني أن أحد المتناقضين لابد أن يكون صادقاً؛ إذ ليس هناك احتمال ثالث بجانب المتناقضين يمكن أن يكذبهما معاً، ولا يوجد وسط بينها، مثل:"إما س أو لا س"، فإما أن نثبت محمولاً معيناً لموضوع ما (كأن يكون محمول المقدمة الأولى موضوعاً للمقدمة الثانية،مثل: س هي ص، وص هي ع، إذا س هي ع، وهكذا) وإما أن ننفيه عنه.
وحتى يتحقق التناقض بين القضيتين؛ يجب ان يشمل الاختلاف ثلاثة أمور.
ـ الكم: إذا كانت إحدى القضيتين جزئية يجب ان تكون الأخرى سالبة.
ـ الكيف: إذا كانت احدى القضيتين موجبة يجب ان تكون الاخرى سالبة.
ـ الجهة: أي ضرورة اختلاف القضيتين في الجهة.
فالموجبة الكلية يجب ان تتناقض مع الموجبة السالبة، والموجبة الجزئية تتناقض مع السالبة الجزئية، وهكذا. فلو قلنا: أن كل إناء ينضح بما فيه. (كلية موجبة)، ونقيضها: كل إناء لا ينضح بما فيه (كلية سالبة). فنقيض الكلية الموجبة هو الكلية السالبة. من الخير لك أن تصمت. (جزئية موجبة) ونقيضها من الخير لك ألا تصمت. (جزئية سالبة). نقيض الجزئية الموجبة هي الجزئية السالبة.
والخلاصة؛ أن المناطقة قد أجمعوا على أن نقيض القضية ينفيها وينسفها، فالتناقض هو: اختلاف بين قضيتين ينتج عنه صدق إحداهما وكذب الأخرى. ومحاولة الحكم بصدق قضية أو كذبها عن طريق الاستعانة بقضية تتناقض معها؛ يقتضي أن كلا القضيتين لا تجتمعان ولا ترتفعان، فإما أن الله موجود أو أنه غير موجود، وإن كان موجودا فإما أن الوجود من صنعه أو هو ليس كذلك. ما يجعل إحداهما صادقة والأخرى كاذبة. واستشهد أرسطو بالقانونين الأخيرين كأمثلة على البديهيات. وعلى وجه العموم؛ أي فكر لا يلتزم بهذه القواعد العقلانية؛ يُحكم عليه بالفكر الخيالي غير الواقعي أو الفكر الفاسد أو اللاعقلاني.



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة جديدة للتاريخ
- أصل العقيدة (سياقها التاريخي بين العلم واللغة)
- ما هو الوقت؟
- الديانة البوذية (سطورٍ الاستنارة البدائية المضيئة)
- مصر بإسلامييها إلى أين؟
- نفسية التشفي
- أصل النار (هل نحن حقا نعرف النار؟)
- مستقبل الدولار (الفرق بين التنبؤ العلمي والتخمين)
- انما هي نفسية البشر!
- الإدراك السليم والاضطرابات الإدراكية (معايرة إدراكنا ومدركات ...
- المعنى الغائب (للعدميين والعبثيين)
- تطور الحيتان من وحي التطور الأحيائي (12)
- نسبية الأخلاق
- حقيقة الحقيقة (ردا على الأسئلة الوجودية الكبرى 1)


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل النجار - تعرف على طبيعة فِكرك