أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منسى موريس - التحرش مسؤلية من ؟













المزيد.....

التحرش مسؤلية من ؟


منسى موريس

الحوار المتمدن-العدد: 6613 - 2020 / 7 / 8 - 02:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مازالت المرأة في الشرق الأوسط حتى الآن تتحمل كل الأعباء والأخطاء والذنوب باسم المجتمع وعاداتة تارة وبأسم الدين تارة أخرى وكأن المرأة أصبحت مصدر لكل شهوة وخطيئة ، وهذا يتجلى بكل وضوح في مسألة " التحرش " فأغلب المجتمع لايُلقى اللوم على المُتحرش بل على المرأة وملابسها لأنها هي التي تُحرك غريزة الرجل حتى ولو قالوا أن التحرش ليس له مبرر لكن المرأة وملابسها تُشكل جزءاً من المشكلة فهذا أيضاً تبريرلهذه الجريمة ولعب بالألفاظ لأن التعدى على الآخر لايمكن تبريره على الإطلاق، ويجب علينا الوقوف على أدلة هؤلاء وتفنيد حججهم الواهية التي يبررون بها هذه الجريمة لأن تبرير الجريمة هو في حد ذاته جريمة أيضاً ، يقولون أن الشباب مكبوت وملابس المرأة تُثير غرائزهم ، وهل كل مُتحرش مكبوت ؟ بالطبع لا لأن هناك الكثير منهم متزوج وفى نفس الوقت يتحرشون بالمرأة ، وأيضاً ليس كل من هو غير متزوج هو بالضرورة يتحرش بالنساء فالكثير من الشباب لايُمارسون هذه الجريمة بحق المرأة وبرغم ذلك هم غير متزوجين ومكبوتون أيضاً ويعيشون حالة من الحرمان إذن ليس الكبت بحجة ولا بدليل ولا دافع للتعدى على المرأة ، وإذا كان الكبت زريعة وتبرير ورخصة للتحرش؟ فهل من حق المرأة المكبوتة التحرش بالرجل وبالتالي يجب أن تنادى المرأة بتغطية جسد الرجل لأنه يُثير غرائزها أيضاً حسب منطق هؤلاء؟ وإذا بررنا وقلنا أن الحرمان هو سبباً رئيساً للتحرش أليس هذا إحتقار للرجل وكأنه أصبح مثل الحيوان الذى لايستطيع أن يُسيطر على غرائزه؟ فعوض أن نُدين كل من لايستطيع أن يتحكم بنفسه وبغرائزه أصبحنا نجعل من عدم التحكم هذا تبرير لفعل هذه الجريمة والتعدى على المرأة ، وإذا كانت العلة في الملابس كما يقولون إذن لماذا يوجد تحرش بالنساء المُحجبات والمنتقبات؟ ولماذا يوجد تحرش بالأطفال أيضاً ؟
من هنا يتضح لنا أن المشكلة في المجتمع وفى الإنسان نفسه فالمجتمع الذى يرى أن المرأة أقل من الرجل وأنها مجرد جسد فقط وليست " إنسان " كامل حر واعى فالنتيجة الطبيعية سوف يُسقط عليها كل أخطائه وميوله وغرائزه ، لأنه جعلها مجرد وعائاً يُفرغ فيه كل كبته الجنسى ، وكما قال " السيد المسيح" في (إنجيل متى 5: 28) وأما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه.) فالمشكلة الحقيقية تترسخ في داخل الإنسان وليست في جسد المرأة فكلما كانت عين الإنسان وقلبه وكل مافيه من سلوكيات تنبع من أخلاقيات متعالية تترفع عن كل ما هو مُنحط وساقط فالنتيجة نظرته إلى الآخر لن يكون فيها أي نوع من أنواع التعدى لأنه يعتقد أن الآخر إنسان وليس مجرد وسيلة للمتعة وليس من حقه التعدى عليه حتى ولو بنظرة ، لكن لو كان داخل الإنسان يتحرك وفق مبادئ شهوانية خالية من أي قيمة أخلاقية ستكون نظرتة إلى الآخر كأنه شيء من حقه أن يستمتع به حتى تشبيهات هؤلاء للمرأة تؤكد على هذا فهم يعتقدون أنها مثل الحلوى أو السيارة فكل هذه التشبيهات تكشف عن لاوعى وتصورات هؤلاء عن المرأة فهى بالنسبة لهم أداة للمتعة وليست إنسان ، فالذين يبررون التعدى على الآخر سيبررون للمتحرش تحرشه وللقاتل قتله وللسارق سرقته لأن كل هذه الجرائم أيضاً هي في حقيقتها تعدى على الآخر ، كفاكم ظلماً للمرأة .



#منسى_موريس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكنيسة والمرأة
- مفهوم الجهاد فى -المسيحية- رداً على الدكتور -يوسف زيدان-
- هل قضى كورونا على وجود الله ؟
- سقراط والمسيح بين الشوكران والصليب .
- كورونا كشف مساوئنا .
- مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط .
- كورونا وطقس - الإفخارستيا -
- خدعونا فقالوا- القراءة هواية -
- لاهوت الشر (كورونا نموذجا ً )
- المسيحية والصوفية : تحليل ونقد .
- هل من يقاوم السلطان يقاوم الله : رداً على الأب مكارى يونان .
- فوبيا العقلانية : لماذا تخاف الناس من التفكير ؟
- لاهوت الأموات
- خدعونا فقالوا - ابن الطاعة تحل عليه البركة -
- تقبيل أيدي الكهنة وتأسيس لقُدسية زائفة؟
- العقل والمفهوم والواقع
- أزمة المثقف المسيحي
- التعليم المصرى بوابة تؤدى إلى الجهل .
- الكنيسة التى خانت المسيح
- العبودية وموت الذات


المزيد.....




- بقائي: قتل الاطفال بغزة جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وابادة ...
- شهاداتٌ من رحم الألم: مجازر الساحل السوري تهزّ الوجدان الإنس ...
- خطوات منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر
- أمين عام رابطة العالم الإسلامي: -تعليم المرأة حق مشروع- والك ...
- مصر.. اكتشاف مقبرة جديدة لأمير فرعوني من الأسرة الخامسة (صور ...
- نقابة أطباء السودان: مقتل أكثر من 230 طبيبا واغتصاب 9 طبيبات ...
- قواعد اللباس..لماذا لا تحصل النساء على جيوب في ثيابهن بقدر ا ...
- نضال المرأة تفتتح غدا أعمال مؤتمرها العام الرابع مؤتمر الشهي ...
- شاب يهاجم امرأة بسكين أمام متجر في ألمانيا ويصيب شابا حاول ا ...
- فرصتك للدعم بدأت.. خطوات التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منسى موريس - التحرش مسؤلية من ؟