صناعة الدولة فى الخليج

بهاء الدين محمد الصالحى

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل ينطبق على دول الخليج مفهوم الدولة الكاملة أم الدولة الوظيفية القائمة على مفهوم الثروة الطارئة ؟
سؤال هام يجب البحث حوله ،وبالتالى فإن تحليل مكونات الدولة ( أرض – أمة متكاملة – حدود ) مع آليات ترسيخ ذلك الوطن وفق مفهوم القوة القاهرة ،فعلى سبيل الأمة هل شكل إتحاد القبائل العربية وفق مفهوم المصاهرة العبدعزيزية أمة ، وهل تقوم الأمة على البرجماتية أم وحدة الهدف ومجموعة التجارب المشتركة والحروب التى أدت لصهر مواقف وحدود وسط ترسخ الحوار المجتمعي حولها .
ولكن بناء الدولة هناك القائم على العلاقات العرفية أدى لإهمال ذلك المخزون الحضاري التاريخي القائم فى اليمن ، وذلك مع قهر حدود الدولة اليمنية القديمة من خلال امتلاك ثلاث مدن رئيسية ساهمت فى تشكيل الحدود السياسية للمملكة العربية السعودية ، ولو استمرت ملكية لليمن لزاد دخل اليمن وتحولت لدولة كبرى فى الجزيرة .
زاد السلوك القبلي فى خلق دول جزر لمجرد ازدهار عصبية مثل دولة قطر والإمارات ، وزاد الأمر صعوبة وتعقيدا كمية الثروة النفطية التى هبطت على الخليج ، مع ضعف أدوات التحكم فى تسويق المنتج وكذلك غياب الأسواق القادرة على استيعاب تلك الثروة وبالتالى فرضت على دول الخليج فكرة التبعية القدرية المتعلقة بطبيعة العجز البنيوى فى تركيبة تلك الدول ، ومن هنا جاءت أرامكو كمعادل موضوعي لضبط سلاسة التعاملات بعيدا عن ظهور فكرة الشعوبية التى قد تضر فى المستقبل خريطة التوزيع للثروة تلك وعلاقتها بالنظام الدولي فى إطار توزيع القوى مابعد الحرب العالمية الثانية ، وليست مصادفة ان يأتي لقاء روزفلت وعبدالعزيز فى البحر الأحمر ليشعره بعجز الدولة الناشئة عن حماية ذلك المحيط الواسع من الجغرافيا وبالتالى يتم الرضا عن حجم الدور الفعلي المعطي لتلك الدولة الناشئة ، المهم هنا إهمال دولة بحجم اليمن عند تقرير إنشاء تنظيم اقليمى يستوعب عدد من الدول ظهرت لتكتمل المنظومة التابعة للثروة الناشئة .
ويبقى السؤال العبثي ماهى القيمة المضافة لليمن كشعب وحضارة فى حال إضافتهم لمجلس التعاون الخليجي ، هو سؤال مقلق ، يحدده ماهو الشعور الجمعي لدول الثروة تجاه أهل اليمن وتاريخهم الحضاري ، علاوة على تراث الصراع مابين اليمن المتجاوز والدول الناشئة المتحفظة ، وهو أمر له عودة .

#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات