اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6587 - 2020 / 6 / 8 - 17:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ينتمي سلم الرواتب العراقية الى أزمنة عتيقة جداً ، تفيض همجية وعنصرية ، اذ تقسم الموظفين الى : موظفين من الدرجة الاولى ، يتمتعون بمخصصات وامتيازات موظف كويتي او قطري ، وموظفين ( بدون ) ليس لهم من الراتب غير : الأسم فقط ...
تفاوت راتب الموظفين العراقيين إفراز طبيعي لدولة لا تؤمن بتساوي مواطنيها امام القانون ، لأن أحزابها وتياراتها السياسية وناخبيها لا يؤمنون بأنهم مواطنون ، وإنما اعضاء في مذاهب وطوائف دينية ( مكونات ) ، كل منها تدعي : بانها شعبالله المختار وبأنها الفرقة الناجية التي ستدخل الجنة ، وستدخل باقي المذاهب الاسلامية ومعها 6 مليارات ونصف من البشر النار ، ولذا فهي مهيئة نفسياً وفكرياً لأن تتمتع براتب وامتيازات يفوق عشرات المرات راتب الموظفين ( البدون )، وقد منحهم البرلمان : الشعور بالرضا وابعد عنهم قلق الضمير بما شرعه من قوانين لأعضائه وللوزراء ولذوي الدرجات الخاصة والسفراء والرئاسات الثلاث ، فسلم رواتب الموظفين في العراق ينتمي الى منظومةفكرية
سابقة على ولادة : المنظومة الفكرية للدولة الحديثة : منظومة مفاهيم المواطنة وحقوق الإنسان ومساواة الجنسين ...
في مثل هذه الدولة الهجينة لا توجد ضمانات بتوزيع الرواتب في أوقات معلومة ، مثلها في ذلك مثل : القتل والنهب والاعتداء والخطف ، اذ لا تقدم الدولة لمواطنيها ضمانات حقيقية بمتابعة القتلة والخاطفين والحرامية ، ودائماً يتم تسجيل هذه الحوادث تحت اسم فاعلين مجهولين ، لكن باخطاء إملائية صارخة ...
في مثل هذه الدول الهجينة : ونموذجها الدولة في العراق ، تتكاثر شرائح اجتماعية ناتجة عن آليات اشتغال اجهزة الدولة ( البيروقراطية ) لا عن آليات اشتغال الاقتصاد : شرائح اجتماعية للقيام بدور الوسيط بين المواطن وبين الموظفين في دوائر الدولة تقوم على الرشوة ، فتحولت الرشوة الى ثقافة تفتخر بممارستها هذه الشرائح الاجتماعية من غير تبكيت اخلاقي ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟