أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - كيف سقطت ساميا .! الجزء الأول .














المزيد.....

كيف سقطت ساميا .! الجزء الأول .


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


لم يكن في المدينة ، من حديث إلا صعود ( سعد الدين القحطاني ) ، الملقب بالأستاذ ، ماليا . و الذي لم يرض أن يخاطبه أحد بغير هذا اللقب ، لدرجة أنه جمع مرافقيه يوما ، و نبههم عن أصول مخاطبته ، تحت طائلة عقوبة الفصل لمن يخالف ، حتى لو تحول ، المخالف المطرود من عمله ، إلى متسول يستجدي على أبواب الجوامع و الكنائس . صحيح أن الاستاذ متعلم ، لكنه أمي لا ثقافة لديه ، كما يقول مستشاروه الاقتصاديون ، و غيرهم من المقربين . كل ما لديه خزائن مال و حسب ، يحرك به كل مفاصل المدينة و نساؤها . حوله مجموعة من الشبان الذين يهيمون به عشقا نفعيا عندما يمنحهم بعض الفتات مما لديه ، ليضعهم تحت ابطه . و الذين لا يتورعون أن يفعلوا كل ما يأمرهم به حتى لو كلفهم أمره أرواحهم . استطاع الاستاذ بدهائه و علاقاته الواسعة مع مفاصل الدولة أن يستغل انقطاع الكهرباء القديم ، و يستورد بمرسوم خاص ، مراوح هوائية تُركّب فوق أسطح المنازل لتوليد كمية من الطاقة تكفي إنارة البيت ، مقابل رسوم شهرية يجمعها من كل مواطن ، بأكياس و يخزنها في مستودعات كالزرائب ، و يقوم أعوانه و مرافقوه بتحويلها إلى عملات صعبة ، و تهريبها خارج البلد . بذلك يكون قد حول العملة الصعبة إلى سلعة مفقودة في البلد ، و حول العملة الوطنية إلى سلعة رخيصة متكدسة كالتبن . و لم يكن ذلك ليحرك فيه أي شعور وطني ، أو احساس بالناس الذي ينعكس عليها فعله هذا ، جوعا ورحيلا من الأمكنة حتى لو كلفهم حيواتهم ، رغم ما يطرق أذنه من استشارات تذهب أدراج الرياح . كل ما يعنيه في المدينة هو تكديس أكبر قدر ممكن من المال . و كأنه في سباق مع الزمن كي يضمن مستقبل ألف جيل من أحفاده القادمين على جناح الحياة التي تعصف بمقدرات المدينة و ناسها . و عندما كان يطلب منه أحد المستشارين ، إن هذه الأموال التي تخرج من المدينة كفيلة بتحويلها إلى جنة من جنان الأرض وفيرة الغذاء و الحاجات لقاطنيها ، و ستكون العائدات إلى خزائنك أكبر و أكثر شرفا و أخلاقا..لكنه لم يتقبل أن يطرق أذنه مثل هذه الطروحات ، لأنه لو فعل ، كما يقترح مستشاره الخاص عليه ، لما وجد واحدا من شبان المدينة أن يتقبل أن ينحني عند قدميه ..و لم يجد من يُكلفه في مهام سرّية مضحيا بدمه في سبيله ..كان يقول : شبع القطعان لعنة على السادة ..و الجوع دواء الفقراء ..دعهم يجوعون لتسيطر عليهم ، مثل خراف في زريبة ، عندما تحتاج واحدا منهم ، يكفي أن ترسل من يسحبه ، من أذنه ، و يذبحه أضحية عند قدميك ..! كن سيدا كما تقتضي السيادة ..و إياك أن تفتح لهم المشاغل ، فينصرفون عنك ..هذا ما كان يردده دائما الأستاذ سعد الدين القحطاني الغارق في الثراء ، حتى مع أقرب الأقرباء إليه ، كما يقول لمن يطلب منه طلبا يشابه طلب قريبه المتفهم لنتائج سلوك الرجل مع مخزونه من المال . إذا لم يتقبل أن يعيد بناء المصنع الذي كان يضم الكثير من العمال المعيلين للكثير من الأسر ..كل ما كان يقوله بعد اغلاق المعمل : الاستراد من الصين أكثر ضمانا وربحا ، و العامل في بلادنا فاشل في الانتاج . و كم استشهد على قوله ، بعد رجاء خالته المريضة بالسكر ، و زوجها المريض بالقلب ، عندما طلبا منه أن يفتح معمل تريكو لنسج الكنزات لابنة خالته ساميا ، و بنات المدينة ، كي تتقي ساميا ابنتها ، و غيرها من الفتيات ، شرور أصحاب المحال التجارية التي تعملن بها في المدينة ، و مضايقاتهم الجنسية لهن . ساميا الخريجة الجامعية التي لم تجد عملا بشهادتها بعد تخرجها ، فراحت تشتغل في متاجر المدينة متحملة غلاظات أصحابها و عقدهم ، التي وصلت حد محاولات الاغتصاب مرارا و تكرارا . كل هذا لم يستجب له ضمير الأستاذ سعدو ، و لم يحرك في أخلاقه ساكنا ، و اكتفى بعبارة : ماذا يريد الانسان غير الحد الأدنى من الأكل و الشرب ..؟؟ إذا توفر ذلك ..كل شيء آخر هيّن و مريح .!هل من الضروري أن يكون كل الناس أغنياء يا جماعة .؟؟ غريب أمركم ..! حسدتمونا على تعب العمر و الشقاء ..؟؟ و عندما وبخه ابن خالته عبودي على موقفه من ساميا حبيبته الجميلة ، مستفزا رجولته بأنها لو استمرت تحت هذا الضغط المادي و الاجتماعي ستتحول إلى عاهرة تبيع جسدها ، زجره و هدده بالسجن لو كرر الأمر الوقوف في وجهه ، و أضاف : لتكن عاهرة ..كله عمل ، و بيع لطاقة الجسد كما يقول مستشاري الاقتصادي..! فشتمه عبودي و خرج غاضبا ، و لم يزر مكتبه بعد ذلك و أعلن الصراع معه علانية مشهرا به و بطروحاته غير الوطنية. و قد قال للكثير من أصحابه : إن هذا المعتوه سوف يحول المدينة إلى عاهرة تبيع كل قيمها ، حتى أغراض المطبخ .



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالح خانم : الجزء الأخير .!
- مصالح خانم _ الجزء الثامن قبل ألأخير .!
- مصالح خانم الجزء السابع .! ( القناع )
- مصالح خانم جزء سادس .! ( الدهشة )
- مصالح خانم جزء خامس .!
- مصالح خانم جزء رابع .!
- مصالح خانم - الجزء الثالث.
- مصالح خانم - الجزء الثاني .
- مصالح خانم ج1
- كأنه الأبدية .!
- الشخصية ، و الجماعة.!
- من جلجامش إلى جاورجيوس .!
- نص متمرد .!
- الديكتاتور العربي .!
- لمن ترقص الحروف .!
- الحبيسة .!!
- نكاح ( خليفي ) علني .!
- سادية الرحمة ، و نشوة الألم .!!
- السرانية و الرعب العقائدي .!!
- البحث عن الحقائق الضائعة .!


المزيد.....




- شائعة حول اختطاف فنانة مصرية شهيرة تثير جدلا (صور)
- اللغة العربية ضيفة الشرف في مهرجان أفينيون الفرنسي العام الم ...
- تراث عربي عريق.. النجف موطن صناعة العقال العراقي
- الاحتفاء بذكرى أم كلثوم الـ50 في مهرجاني نوتردام وأسوان لسين ...
- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - كيف سقطت ساميا .! الجزء الأول .