أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية السليم - إهداء إلى فتاة مندائية














المزيد.....

إهداء إلى فتاة مندائية


نادية السليم

الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 12:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


[ الوجود بأكمله يتكون من طرفين أو طائفتين أو جوهرين متكاملين روح الانوثة وروح الذكورة][1]

تخللت خيوط عتمة الليل نوافذ بيتي.... تخترق هذهِ العتمة أمل أشعة شمعة تحترق , أجلس أمامها وأتصفح كتاباً عن المرأة وحقوقها الطبيعية والمكتسبة في القرن الحادي والعشرين وما وصلت إليه من الناحية العملية والتجريدية في مختلف بقاع المعمورة.. وفي لحظات الحلم الانساني سقطت عيناي على شجرة كبيرة ترتدي ثوبها الأخضر المطرز برائحة الأمل والأفراح وسط بهجة ربيع السويد ورونق الطبيعة.. حيث السماء صافية نقية , كصفاء الإنسان المتحضر.. يتوسطها بدراً ناصعاً أبيضاً , يرقص على أنغام السعادة والفرح المزمن وإنسيابية الحياة النسوية ووحقوقها ودمقراطية عناصرها في السويد.

كسر صوت آمالي البعيدة وأحلامي اليومية, صوت رنين الهاتف وسط عتمة الليل , فقفزت بسرعة البرق نحو الهاتف.. فتوقف تفكيري بآمال المرأة العراقية لحظات , حيث كنت أفكر في موضوعاتها الاساسية وحقوقها الطبيعية بالاساس ناهيك عن المكتسبة التي تضمنتها المواثيق والقوانيين الوضعية ومدى احترام تطبيقاتها في الواقع الاجتماعي المتخلف ؟؟.

رفعت سماعة الهاتف .. فإذا بصوت متقطع يستصرخ ويحتج على الممارسات الخارجة عن حدود الحقوق الانسانية والشرعة الدينية والدنيوية.. كان الصوت يدلل على أنها شابه مندائية .. تستعطف الضمير المندائي ووجدانه والعراقي بمجموعه.. لكن لا مستمع ولا مستجيب. وبعد أن انقطع صوت الشابة المرتبك والحزين, جمعت نبرات صوتها المتناثرة لكي أكون فكرة واضحة عن مبررات هذا الاتصال ومضمونه , إذ لم استطع منذ الوهلات الأولى استيعاب الحديث سوى كلمات غير متزنة....

اتحدوا ...

أعتدوا بالقتل....

أتحدوا يا ايتها المندائيات لانقاذي من القتل..... لقد أصبحت عائلتي هم القضاة والجلادون, دون المثول امام مجلس الطائفة .. بدون محكمة مندائية .. سيقتلوني .. يقتلوووووووو.....!

انقطع خط الاتصال .. وبدون وعي مني صرخت بأعلى صوتي , وسط المحيط الهادئ :

هل أصبح (غسل العار) إلتزام اخلاقي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وما هو إذن اللا أخلاقي؟؟؟.

انطفأت الشمعة تلقائياً وربما بالصدفة, بعد أن كتبتُ بأحرف كبيرة عبارة.. العدالة عمياء.. والازدواجية في القوانين الشفوية والمكتوبة هي القاعدة.

كتمت أنفاسي واشتعل أوار روحي وانا جالسة امام جهاز الكومبيوتر..( مرض العصر وسمته). بدأت لا شعوريا أضرب بأنفاسي على الجهاز لأكتب إلى موقع ( اتحاد الجمعيات المندائية) ومنيت نفسي لو أن جمهرة الحقوقيين.. المحامين.. المنظمات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان.. طرزت كلمة وفاء لهذه الضحية وتستنكر استخدام الاساليب اللا انسانية.. لكن الوقت اصبح متأخراً والجميع نيام . وبعد أن أغلقت جهاز الكومبيوتر, تمددت على السرير, وجمعت أفكاري مرة ثانية وعاودت القراءة ولكن في هذه اللحظات كان الكتاب يسقى بدموع عيناني.. وأحسست بالحزن الشديد وسيطر الإكتئاب على روحي .. وخضعت لضغوط تساؤلات ذات ابعاد انسانية عن ماهيات حقوق المرأة وحدود انسانيتها في مجتمع متساوٍ بعيد عن الذكورية وثقل الإرث الاجتماعي المتناقض مع العصر وروحه.. فإذا كان حقها في الاختيار الحر لشريك الحياة, يعتبر جريمة وعقوبتها القتل .. ما بالنا في اكتساب حقوقها السياسية والاقتصادية وممارسة الحياة التي ترتئيها ونحن في القرن الحادي والعشرين؟؟؟ سؤال اطرحه على كل ذو نفس حرة. متى نكون مكملين بعضنا للبعض الآخر؟؟؟ ومتى سينزع المجتمع أرديت الخوف واللا مساواة الاجتماعي بين المرأة والرجل؟



--------------------------------------------------------------------------------

[1] مستل من كتاب , خمسة آلاف عام من الانوثة العراقية , موسوعة الهوية النسوية في ميزوبوتاميا, موضوعة ثنائية الانوثة والذكورة أساس الديانة العراقية القديمة, تحرير سليم مطر. ص.24, المؤسسة العربية للدراسات بيروت 2005.




#نادية_السليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية السليم - إهداء إلى فتاة مندائية